سورة البقرة
قوله تعالى الم هذه الآية تتكرر في أوائل ست سور فهي من المتشابه - 5
لفظا وذهب جماعة من المفسرين إلى أن قوله وأخر متشابهات هي هذه
الحروف الواقعة في أوائل السور فهي أيضا من المتشابه لفظا ومعنى
والموجب لذكره أول البقرة من القسم وغيره هو بعينه الموجب لذكره في
أوائل سائر السور المبدوءة به وزاد في الأعراف صادا لما جاء بعده فلا يكن في
صدرك حرج منه ولهذا قال بعض المفسرين معنى
المص ألم نشرح لك صدرك وقيل معناه المصور وزاد في الرعد راء لقوله بعده
الله الذي رفع السموات
قوله سواء عليهم 6 وفي يس وسواء 10 بزيادة واو لأن ما في البقرة - 6
جملة هي خبر عن اسم إن وما في يس جملة عطفت بالواو على جملة
قوله آمنا بالله وباليوم الآخر 8 ليس في القرآن غيره تكرار العامل مع حرف - 7
العطف لا يكون إلا للتأكيد وهذه حكاية كلام المنافقين وهم أكدوا كلامهم نفيا
للريبة وإبعادا للتهمة فكانوا في ذلك كما قيل يكاد المريب يقول خذوني فنفى
الله الإيمان عنهم بأوكد الألفاظ فقال وما هم بمؤمنين 8 ويكثر ذلك مع النفي
وقد جاء في القرآن في موضعين في النساء ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر
38
وفي التوبة قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر 29
قوله يا أيها الناس اعبدوا ربكم 22 ليس في القرآن غيره ليس لأن العبادة - 8
في الآية التوحيد والتوحيد أول ما يلزم العبد من المعارف فكان هذا أول خطاب
خاطب الله به الناس في القرآن فخاطبهم بما ألزمهم أولا ثم ذكر سائر
المعارف وبنى عليها العبادات فيما بعدها من السور والآيات
فإن قيل سورة البقرة ليست من أول القرآن نزولا فلا يحسن فيها ما ذكرت
قلت أول القرآن سورة الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران على هذا الترتيب إلى
سورة الناس وهكذا هو عند الله في اللوح المحفوظ وهو على هذا الترتيب
كان يعرضه عليه الصلاة والسلام على جبريل عليه السلام كل سنة
أ
ي ما كان يجتمع عنده منه وعرضه عليه الصلاة والسلام في السنة التي
توفى فيها مرتين وكان آخر الآيات نزولا واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله فأمره
جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين
وذهب جماعة من المفسرين إلى أن قوله في هود فأتوا بعشر سور مثله 13
معناه مثل البقرة إلى هود وهي العاشرة ومعلوم أن سورة هود مكية وأن
البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة مدنيات نزلن بعدها
4
أي اقرأه على هذا الترتيب من : وفسر بعضهم قوله ورتل القرآن ترتيلا 73
غير تقديم وتأخير وجاء النكير على من قرأه معكوسا