ودينهم فكان هذا بالتنكير أولى وجمع النبيين جمع السلامة في البقرة
لموافقة ما بعده من جمعى السلامة وهو النبيين الصابئين وكذلك في آل
عمران إن الذين وناصرين ومعرضون بخلاف الأنبياء في السورتين
قوله إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين 62 وقال في الحج - 20
والصابئين والنصارى 17 وقال في المائدة والصابئون والنصارى 69 لأن النصارى
مقدمون على الصابئين في الرتبة لأنهم أهل كتاب فقدمهم في البقرة
والصابئون مقدمون على النصارى في الزمان لأنهم كانوا قبلهم فقدمهم في
الحج وداعى في المائدة بين المعنين وقدمهم في اللفظ وأخرهم في التقدير
لأن تقديره والصابئون في كذلك
قال الشاعر ... فإن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقيار بها لغريب ... أراد
إني لغريب وقيار كذلك فتأمل فيها وفي أمثالها يظهر لك إعجاز القرآن
قوله أياما معدودة 90 وفي آل عمران أياما معدودات 24 لأن الأصل في - 21
الجمع إذا كان واحده مذكرا أن يقتصر في الوصف على التأنيث نحو قوله سرر
16 13 وقد يأتي : مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابى مبثوثة 88
سرر مرفوعات على تقدير ثلاث سرر مرفوعة وتسع سرر مرفوعات إلا أنه
ليس بالأصل فجاء في البقرة على الأصل وفي آل عمران على الفرع وقوله
في أيام معدودات 203 أي في ساعات أيام معدودات وكذلك في أيام معلومات
28 22
قوله وتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه 95 94 وفي الجمعة ولا - 22
يتمنونه 7 لأن دعواهم في هذه السورة بالغة قاطعة وهي كون الجنة لهم
بصفة الخلوص فبالغ في الرد عليهم بلن وهو أبلغ ألفاظ النفي ودعواهم في
الجمعة قاصرة مترددة وهي زعمهم
أنهم أولياء الله فاقتصر على لا
قوله بل أكثرهم لا يؤمنون 100 وفي غيرها لا يعقلون لا يعلمون لأنهم - 23
بين ناقض عهد وجاحد حق إلا القليل منهم عبد الله بن سلام وأصحابه ولم
يأت هذان المعنيان معا في غير هذه السورة
قوله وإن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم 120 وفيها أيضا من - 24
بعد ما جاءك من العلم 145 فجعل مكان قول الذي ما وزاد في أوله من لأن
العلم في الآية الأولى علم بالكمال وليس وراءه علم لأن معناه بعد الذي
جاءك من العلم بالله وصفاته وبأن الهدى هدى الله ومعناه بأن دين الله
الإسلام وأن القرآن كلام الله فكان لفظ الذي أليق به من لفظ ما لأنه في
التعريف أبلغ وفي الوصف أقعد لأن الذي تعرفه صلته فلا يتنكر قط وتتقدمه
أسماء الإشارة نحو قوله أمن هذا الذي هو جند لكم 20 67 أمن هذا الذي
يرزقكم 21 67 فيكتنف الذي بيانان هما الإشارة قبلها والصلة بعدها ويلزمه
الألف واللام ويثنى ويجمع وليس لما شيء من ذلك لأنه يتنكر مرة ويتعرف
أخرى ولا يقع وصفا
لأسماء الإشارة ولا تدخله الألف واللام ولا يثنى ولا يجمع
وخص الثاني بما لأن المعنى من بعد ما جاءك من العلم بأن قبلة الله هي
الكعبة وذلك قليل من كثير من العلم وزيدت معه من التي لابتداء الغاية لأن
تقديره من الوقت الذي جاءك فيه العلم بالقبلة لأن القبلة الأولى نسخت بهذه
الآية وليست الأولى مؤقتة بوقت
وقال في سورة الرعد بعد ما جاءك 37 فعبر بلفظ ما ولم يزد من لأن العلم هنا
هو الحكم العربي أي القرآن فكان بعضا من الأول ولم يزد فيه من لأنه غير
مؤقت وقريب من معنى القبلة ما في آل عمران من بعد ما جاءك من العلم 61
فهذا جاء بلفظ ما وزيدت فيه من
قوله واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا 123 122 48 47 هذه - 25
الآية والتي قبلها متكررتان وإنما كررت لأن كل واحدة منهما صادفت معصية
تقتضي تنبيها ووعظا لأن كل واحدة وقعت في غير
وقت الأخرى والمعصية الأول أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم 44 والثانية
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم 120
قوله رب اجعل هذا بلد آمنا 126 وفي إبراهيم هذا البلد آمنا 35 لأن هذا - 26
هنا إشارة إلى المذكور في قوله بواد غير ذي زرع 37 قبل بناء الكعبة وفي
إبراهيم إشارة إلى البلد بعد الكعبة فيكون بلدا في هذه السورة المفعول
الثاني و آمنا صفته وهذا البلد في إبراهيم المفعول الأول و آمنا المفعول
الثاني
وقيل لأن النكرة إذا تكررت صارت معرفة وقيل تقديره في البقرة البلدا بلدا آمنا
فحذف اكتفاء بالإشارة فتكون الآيتان سواء
قوله وما أنزل إلينا 136 في هذه السورة وفي آل عمران علينا 84 لأن - 27
إلى للانتهاء إلى الشيء من أي جهة كانت والكتب منتهية