أما أكابر مجرمي قريش فقضوا نهارهم
في الإعداد سرا لتنفيذ الخطة المرسومة التى أبرمها برلمان مكة [دار الندوة]
صباحًا،
واختير لذلك أحد عشر رئيسًا من هؤلاء الأكابر، وهم:
1ـ أبو جهل
بن هشام.
2ـ الحَكَم بن أبي العاص.
3ـ عُقْبَة بن أبي مُعَيْط.
4ـ النَّضْر بن الحارث.
5ـ أُمية بن خَلَف.
6ـ زَمْعَة بن
الأسود.
7ـ طُعَيْمة بن عَدِىّ.
8 ـ أبو لهب.
9ـ أبي بن خلف.
10ـ نُبَيْه بن الحجاج.
11ـ أخوه مُنَبِّه بن الحجاج.
وكان من
عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينام في أوائل الليل بعد صلاة العشاء، ويخرج
بعد نصف الليل إلى
المسجد الحرام، يصلي فيه قيام الليل، فأمر عليًا رضي الله عنه
تلك الليلة أن يضطجع على فراشه، ويتسجى ببرده الحضرمي
الأخضر، وأخبره أنه لا يصيبه
مكروه.
فلما كانت عتمة من الليل وساد الهدوء، ونام عامة الناس جاء
المذكورون إلى بيته صلى الله عليه وسلم سرًا، واجتمعوا على
بابه يرصدونه، وهم
يظنونه نائمًا حتى إذا قام وخرج وثبوا عليه، ونفذوا ما قرروا فيه.
وكانوا
على ثقة ويقين جازم من نجاح هذه المؤامرة الدنية، حتى وقف أبو جهل وقفة الزهو
والخيلاء، وقال مخاطبًا لأصحابه
المطوقين في سخرية واستهزاء: إن محمدًا يزعم أنكم
إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم، ثم بعثتم من بعد
موتكم، فجعلت لكم
جنان كجنان الأردن، وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح، ثم بعثتم من بعد موتكم، ثم جعلت
لكم نار تحرقون فيها.
وقد كان ميعاد تنفيذ تلك المؤامرة بعد منتصف الليل
في وقت خروجه صلى الله عليه وسلم من البيت، فباتوا متيقظين
ينتظرون ساعة الصفر،
ولكن الله غالب على أمره، بيده ملكوت السموات والأرض، يفعل ما يشاء، وهو يجير ولا
يجـار
عليه، فقـد فعـل مـا خاطب به الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بعد:
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ
يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله ُ وَالله ُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}
[الأنفال:30].