دعا لمعاوية بالتمكين فنال الخلافة ، ولسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن يجيب الله دعوته ، فما دعا على أحد إلا استجيب له ، ودعا بعز الإسلام بعمر رضي الله عنه ، أو بأبي جهل ، فاستجيب له في عمر . وقال ابن مسعود رضي الله عنه : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر . وأصاب الناس في بعض مغازيه عطش ، فسأله عمر الدعاء ، فدعا ، فجاءت سحابة فسقتهم حاجتهم ، ثم أقلعت . ودعا في الإستسقاء ، فسقوا ، ثم شكوا إليه المطر ، فدعا ، فصحوا .
وقال لأبي قتادة :" أفلح وجهك ، اللهم بارك له في شعره وبشره " فمات وهو ابن سبعين سنة وكأنه ابن خمس عشرة سنة . وقال للنابغة " لا يفضض الله فاك " فما سقطت له سن . وفي رواية فكان أحسن الناس ثغرا ، إذا سقطت له سن نبتت له أخرى ، وعاش عشرين ومائة ، وقيل أكثر من هذا . ودعا لابن عباس :" اللهم فقهه في الدين ، وعلمه التأويل " فسمي الحبر وترجمان القرآن ، ودعا لعبد الله بن جعفر بالبركة في صفقة يمينه ، فما اشترى شيئا إلا ربح فيه . ودعا للمقداد بالبركة ، فكانت عنده عزائر من المال ، ودعا بمثله لعروة بن الجعد ، فقال : فلقد كنت أقوم بالكناسة فما أرجع حتى أربح أربعين ألفا ، وقال البخاري في حديثه : فكان لو اشترى التراب ربح فيه وروى مثل هذا لغرقدة أيضا . وندت له ناقة فدعا ، فجاءه بها إعصار ريح حتى ردها عليه ، ودعا لأم أبي هريرة فأسلمت ، ودعا لعلي أن يكفى الحر والقر فكان يلبس في الشتاء ثياب الصيف
5
وفي الصيف ثياب الشتاء ولا يصيبه حر ولا برد ، ودعا لفاطمة ابنته الله لا يجيعها ، قالت : فما جعت بعد ، وسأله الطفيل بن عمرو آية لقومه ، فقال :" اللهم نور له " فسطع نور بين عينيه . فقال : يا رب أخاف أن يقولوا مثله ، فتحول إلى طرف سوطه ، فكان يضيئ في الليلة المظلمة فسمي ذا النور ... (1)
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لأصحابه ، ويبرك عليهم ، ويدعو لهم بالرحمة ، أفرادا وقبائل وجماعات ، وعلى رأسهم العشرة المبشرون ، وعلى رأسهم أبو بكر ، وبهم أبدأ لأنهم سادات هذه الأمة ،وهم أولى بالتقديم ، ثم أسرد سردا من غير اعتبار الأفضلية .
[size=25]12- عن سعل بن سعد ، رضي الله عنه ، قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اللهم اغفر للصحابة ، ولمن رأى من رآني ".
__________________________________________________
10- أخرجه أحمد في المسند 5/121 .
11- أخرجه أحمد في المسند 5/119 .
12- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 3/2/109 ، والطبراني في الكبير 6/166=
10
أبو بكر الصديق
رضي الله عنه
13- عن أبي بكر بن أبي زهير ، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، أنه قال : يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية { من يعمل سوءا يجز به } [النساء 123] فقال :" رحمك الله يا أبا بكر ألست تمرض ؟ ألست تنصب ؟ ألست تصيبك اللأواء ؟ فذاك ما تجزون به ".
عمر بن الخطاب
رضي الله عنه
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل بن هشام ، أو بعمر بن الخطاب ." قال : وكان أحبهما إليه عمر .
__________________________________________________
=رقم (5874) ، والدولابي في الكنى 2/167 .
قال الهيثمي في المجمع 10/20 : رجاله رجال الصحيح ، غير عبد الجبار بن أبي حازم ، قال ابن حبان : أظنه فليح بن سليمان وذكره في الثقات .
[size=25]13- أخرجه أحمد في المسند 1/11، والطبري في جامع البيان 5/294 ، وابن أبي الدنيا في " الهم والحزن "ص66 رقم (86)، والحاكم 3/74، وقال : صحيح ، ووافقه الذهبي . والبيهقي في الكبرى 3/373، والمروزي في " مسند أبي بكر" ص147 رقم (111،112).
قال محقق المسند : إسناده ضعيف لانقطاعه ، فإن أبا بكر بن أبي زهير الثقفي من صغار التابعين ، ثم هو مستور لم يذكر بجرح ولا تعديل ، لكن الحديث صحيح بطرقه وشواهده .
وأورده ابن حمزة الحسيني في البيان والتعريف برقم (1053) وعزاه للضياء في المختارة ، وفي (1238) وعزاه لابن أبي شيبة وأحمد وابن حبان والحاكم .
14- الترمذي في سننه رقم (3682) كتاب المناقب : باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأحمد في المسند 2/95 ، وعبد بن حميد في المنتخب ص245 رقم (759)، =
11
15- وعنه ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر بن الخطاب بيده حين أسلم ، ثلاث مرات ، وهو يقول :" اللهم أخرج ما في صدره من غل وأبدله إيمانا ". يقول ذلك ثلاثا .
16- وعن أبي بكر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ".
17- وعن عائشة ، رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة ".
وعن أبي اليسر رضي الله عنه قال : شد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، يوم بدر ، فشددنا معه ، فناداه النبي صلى الله عليه وسلم :" عمر عمر يا عمر ". فلما هزمهم الله عز وجل تخلص إلى العباس فحمله عمر وأناس من بني هاشم ، على رقابهم ، وجعل عمر ينادي : يا رسول الله بأبي أنت ، البشرى ، قد سلّم الله عز وجل عليك عمّك العباس . فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال :" بشرك الله بخير يا عمر في الدنيا والآخرة ، وسلمك الله يا عمر في الدنيا والآخرة "، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اللهم أعن عمر وأيده ".
[size=25]19- وعن معمر بن راشد ، قال : حدثني رجل أنه كان بين عمر بن الخطاب وبين العباس قول ، فأسرع إليه العباس ، فجاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، ألم تر عباسا فعل بي وفعل ، فأردت أن أجيبه ، فذكرت مكانه منك ، فكففت ، فقال :" يرحمك الله ، إن عم الرجل صنو أبيه ".
عثمان بن عفان
20- عن أبي سعيد رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اللهم إن عثمان يترضاك فارض عنه ".
وعنه في رواية أخرى : قال : رأيت رسول الله صلى اله عليه وسلم من أول الليل إلى أن طلع الفجر رافعا يديه يدعو لعثمان بن عفان يقول :" اللهم عثمان رضيت عنه فارض عنه ".
__________________________________________________
18- أخرجه ابن السني في اليوم والليلة رقم (288) ، وفي إسناده عبد الله بن صالح كاتب الليث ، وابن لهيعة ، وهما ضعيفان .
19- أخرجه ابن جرير في تفسيره 13/100 ، 101 . وهو ضعيف ، لجهالة من روى عنه معمر . وأخرجه من حديث قتادة ، مرسلا .
20- الديلمي في الفردوس 1/500 رقم (2044) .
ـ وأخرج الرواية الثانية ابن الجوزي في الحدائق 1/376 كتاب فضائل عثمان بن عفان ،=
وعن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، قال : نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رومة ، وكانت لرجل من مزينة يسقي عليها بأجر ، فقال : نعم صدقة المسلم هذه من رجل يبتاعها من المُزَني فيتصدق بها . فاشتراها عثمان بن عفان بأربعمائة دينار فتصدق بها ، فلما علق عليها العلق ، مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأل عنها ؟ فأخبر أن عثمان اشتراها وتصدق بها ، فقال :" اللهم أوجب له الجنّة " ودعا بدلو من مائها فشرب منه ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" هذا النُّقاخُ ، أما إن هذا الوادي سَتُسْتَكْثَرُ مياهُه ويُعْذِبون ، وبئر المُزَني أعذبها ".
علي بن أبي طالب
رضي الله عنه
[size=25]22- عن زيد بن أرقم ، رضي الله عنه ، قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجة الوداع ، ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقُمِمن ، ثم قال: " كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، ثم قال : إن الله مولاي ، وأنا وليّ كل مؤمن ، ثم أخذ بيديّ عليّ ، فقال :" من كنت وليّه فعلي وليّه ، اللهم والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ".
__________________________________________________
= باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه .
ـ وعزاه في كنز العمال رقم (32841) لأبي نعيم وابن عساكر .
21- أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/506 .
22- أخرجه أحمد في المسند 4/368، 370، 372، 373، والنسائي في فضائل الصحابة ص15 رقم (45). ابن أبي عاصم في السنّة رقم (1362، 1364، 1365، 1368، 1369، 1371، 1375)، الطبراني في الأوسط 2/576 رقم (1987)، وفي الكبير… =
14
فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما كان في الدوحات رجل إلا رآه بعينه وسمعه بأذنه .
__________________________________________
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : كنت شاكيا ، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا أقول : اللهم إن كان أجلي قد حضر ،. وإن كان متأخرا ، فارفعني . وإن كان بلاء فصبرني . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كيف قلت ؟" فأعاد عليه ما قال . فضربه برجله ، وقال :" اللهم عافه ، أو اشفه ـ شك شعبة ـ قال : فما اشتكيت وجعي بعد .
[size=25]24- عن ناجية بن كعب أن عليا رضي الله عنه قال : لما مات أبو طالب : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إن عمك الشيخ الضال قد مات ، قال :" إذهب فوار أباك ، ثم لا تحدث شيئا حتى تأتيني ،" فواريته ، فجئته ، فأمرني فاغتسلت ، فدعا لي ".
25- وفي رواية نحوه ، وفيها :
" فدعا لي بدعوات ما يسرني بها حمر النعم ولا سودها ".
26- عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر " لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ." قال : فبات الناس يدُوكون ليلتهم أيهم يعطاها . فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : " أين علي بن أبي طالب ؟" فقيل : هو يا رسول الله يشتكي عينه ، قال :" فأرسلوا إليه ، فأُتي به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ، ودعا له ، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال عليّ : يا رسول الله ، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ قال :" أنفذ على رسلك ، حتى تنزل
بساحتهم ، ثم أدعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله عز وجل فيهم ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النّعم ".
__________________________________________________
24- أبو داود ، والنسائي ، وأحمد في المسند 1/131 .
…
وانظر : جامع الأصول 8/207 رقم (5370)
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، رحمه الله ، قال : كان أبو ليلى يسمر مع علي . فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء ، وثياب الشتاء في الصيف. فقلنا : لو سألته . فقال : إن رسول الله صلى الله عليه سلم بعث إليّ وأنا أرمد العين ، يوم خيبر . قلت : يا رسول الله ، إني أرمد العين . فتفل في عيني ، ثم قال " اللهم أذهب عنه الحر والبرد ". قال : فما وجدت حرا ولا بردا بعد يومئذ .
وقال :" لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ليس بفرار ". فتشوف لها الناس ، فبعث إلى عليّ فأعطاها إياه .
[size=25]28- عن بريدة رضي الله عنه ، قال : قال نفر لعلي رضي الله عنه : لو خطبت فاطمة بنت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ورضي عنها ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم . فقال :" ما حاجتك يا علي ؟" قال : ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : مرحبا وأهلا . لم يزد عليها . فخرج علي رضي الله عنه إلى أولئك الرهط وهم ينتظرونه . قالوا : ما وراءك ؟ قال : ما أدري غير أنه قال لي : مرحبا وأهلا . قالوا : يكفيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاك الأهل ، وأعطاك المرحب . قال : فلما كان بعد ما زوجه ، قال : " يا علي ، إنه لا بد للعرس من وليمة ". فقال سعد : عندي كبش . وجمع له رهط من الأنصار . فلما كان ليلة البناء ، قال :" يا علي ، لا تحدث شيئا حتى تلقاني "، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء ، فتوضأ منه ، ثم أفرغه على علي رضي الله عنه ، ثم قال :" اللهم بارك فيهما ، وبارك لهما في شبليهما ".
__________________________________________________
= قال في مصباح الزجاجة 1/70رقم (49): هذا إسناد ضعيف ، ابن أبي ليلى شيخ وكيع هو محمد ، وهو ضعيف الحفظ ، لا يحتج بما ينفرد به .- عن علي رضي الله عنه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ، فقلت : يا رسول الله ، تبعثني وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء ؟ فضرب في صدري بيده ، وقال : اللهم اهدِ قلبه وثبت لسانه ". قال : فوالذي فلق الحبة ما شككت بعدُ في قضاء بين اثنين .
أبو بكر ، عمر ، عثمان ، وعلي
[size=25]30- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" رحم الله أبا بكر ، زوجني ابنته ، وحملني إلى دار الهجرة ، وصحبني في الغار ، وأعتق بلالا من ماله ، رحم الله عمر ، يقول الحق وإن كان مرا ، تركه الحق وماله من صديق . رحم الله عثمان ، تستحي منه الملائكة . رحم الله عليا . اللهم أدر الحق معه حيث دار ".
__________________________________________________
29- أخرجه ابن ماجه 2/774 في الأحكام : باب ذكر القضاة رقم (2310) وأحمد في المسند 1/83، 111، 136، وابن سعد في الطبقات 2/337 ، وعبد بن حميد في المنتخب ص61رقم(94)، والحاكم في المستدرك 3/135 وقال : صحيح على شرطهما ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي . وأخرجه البيهقي في الكبرى .
عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما وكانت أكبر أولاده ، أن أباها قال : تشكيت بمكة شكوى شديدة ، فجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني ، فقلت : يا نبي الله ، إني أترك مالا ، وإني لم أترك إلا إبنة واحدة ، أفأوصي بثلثي مالي ، وأترك الثلث ؟ قال :" لا ، فقلت : أفأوصي بالنصف ، وأترك النصف ؟ قال :" لا ، قلت : أفأوصي بالثلث ، وأترك الثلثين ؟ قال :" الثلث ، والثلث كثير ." ثم وضع يده على جبهتي ، ثم مسح وجهي وبطني ، ثم قال :" اللهم اشف سعدا ، وأتمم له هجرته ." قال سعد : فما زلت أجد برد يده على كبدي ـ فيما يخيل إلي ـ حتى الساعة .- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" اللهم استجب لسعد إذا دعاك ".
[size=25]33- وعن عامر الشعبي ،رحمه الله ، قال : قيل لسعد ؛ متى أجبت الدعوة ؟ قال : يوم بدر ، كنت أرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فأضع السهم في كبد القوس ثم أقول : اللهم زلزل أقدامهم ،وأرعب قلوبهم ، وافعل بهم وافعل ،فيقول النبي صلى الله عليه وسلم :" اللهم استجب لسعد ".
34- وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أُحُد :" اللهم استجب لسعد ".
__________________________________________________
32- الترمذي في سننه رقم (3752) في المناقب : مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، وابن أبي عاصم في السنة رقم (1408)، وابن حبان في صحيحه (2215 ـ موارد ) ، والحاكم في المستدرك 3/499 وصححه ووافقه الذهبي ، وأبو نعيم في الحلية 10/325، 2/93 ، وابن عساكر 6/99 في ترجمة سعد بن أبي وقاص ، والخطيب في تاريخ بغداد 3/500 ، والطبراني في الكبير 1/143 رقم (318).…
عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : كان الزبير أول من سل سيفا في سبيل الله عز وجل . نُفخت نفخة من الشيطان أُخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة والزبير بأسفل مكة ، فخرج الزبير يسبق الناس بسيفه ، فلقي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما لك ، يا زبير ؟ قال : أخبرت أنك أخذت ، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا له ولسيفه .عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قدم عبد الرحمن بن عوف ، فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري . وعند الأنصاري امرأتان ، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله ، فقال له : بارك الله لك في أهلك ومالك ، دُلّوني على السوق ، فأتى السوق ، فربح شيئا من أقط ، أو شيئا من سمن ، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام ، وعليه وضر من صفرة ، فقال :" مهيم ، يا عبد الرحمن ؟" قال : تزوجت أنصارية ، قال :" فما سقت ؟" قال : وزن نواة من ذهب ، فقال :" أولم ولو بشاة ".
وعن أبي سلمة ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا ". قال : فقال عبد الرحمن بن عوف : يا رسول الله ، إن عندي أربعة آلاف : ألفين أقرضهما الله ، وألفين لعيالي . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" بارك الله لك فيما أعطيت ، وبارك لك فيما أمسكت ". فقال رجل من الأنصار : وإن عندي صاعين من تمر ، صاعا لربي ، وصاعا لعيالي . قال : فلمز المنافقون ، وقالوا : ما أعطى ابن عوف هذا إلا رياء ، وقالوا : أو لم يكن الله غنيا عن صاع هذا ، فأنزل الله { والذين يلمزون المطوّعين من المؤمنين [size=25]... } .
40- وعن يحيى بن أبي كثير اليمامي ، نحو حديث أبي سلمة ، وفيه أنه دعا أيضا لصاحب الصاع بمثل ما دعا لابن عوف .
الخلفاء الأربعة ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وابن عوف
رضي الله عنهم
41- عن الزبير بن العوام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اللهم أنت باركت لأمتي في صحابتي فلا تسلبهم البركة . وباركت لأصحابي في أبي بكر فلا تسلبه البركة ، وأجمعهم عليه ولا تنشر أمره فإنه لم يزل يؤثر أمرك على أمره . اللهم وأعن عمر بن الخطاب ، وصبر عثمان بن عفان ، ووفق عليا ، واغفر لطلحة ، وثبت الزبير ، وسلم سعدا ، ووقر عبد الرحمن ، وألحق بي السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان ".
______________________________________________
عن أبي ميسرة ، قال : لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل زيد بن حارثة وجعفر وابن رواحة ، قام نبي الله صلى الله عليه وسلم فذكر شأنهم ، فبدأ بزيد ، فقال :" اللهم اغفر لزيد ، اللهم اغفر لزيد ، اللهم اغفر لزيد ، اللهم اغفر لجعفر وعبد الله بن رواحة ".
عبد الله بن رواحة
43- عن ابن عمر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رحم الله ابن رواحة كان أينما ادركته الصلاة اناخ .
44- وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله ، أن عبد الله بن رواحة أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يخطب ، فسمعه يقول :" اجلسوا ". فجلس مكانه خارج المسجد ، حتى فرغ من خطبته . فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال :" زادك الله حرصا على طواعية الله ورسوله "عن النعمان بن بشير ، رضي الله عنهما ، قال : أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته عمرة تبكي واجبلاه ، واكذا واكذا ، تعدد عليه . فقال حين أفاق : ما قلتِ شيئا إلا قيل لي : أنت كذلك ؟
[size=25]
47- وعن أبي عمران الجوني أن عبد الله بن رواحة أغمي عليه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال :" اللهم إن كان حضر أجله فيسّر عليه ، وإلا فاشفه ". فوجد خفة . فقال : يا رسول الله ! أمي قالت : واجبلاه ، واظهراه !
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : كنت في غنم لآل أبي معيط ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعه أبو بكر رضي الله عنه . فقال : يا غلام عندك لبن ؟ فقلت : نعم ولكن مؤتمن . قال : فهل عندك شاه لم يُنْز عليها الفحل ؟ قلت : نعم . ، فجئت بشاة شطور [ قال سلام : والشطور التي ليس لها ضرع . فمسح النبي صلى الله عليه وسلم فكان الضرع ] ـ وما لها ضرع ـ فإذا الضرع حافل مملوء لبنا ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم بصخرة منقورةفحلب ، ثم سقى أبا بكر وسقاني ، ثم قال للضرع اقلص فرجع كما كان . فأنا رأيت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت يا رسول الله علمني . فمسح رأسي وقال :" بارك الله فيك ، فإنك غلام معلم ، فأسلمت وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبينما نحن عنده على حراء ، إذ أنزلت عليه سورة { والمرسلات عرفا } فأخذتها ، وإنها رطبة من فيه ، فأخذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة ، وأخذت بقية القرآن من أصحابه .
المقداد بن عمرو
وهو ابن الأسود
[size=25]50- عن المقداد بن عمرو ، رضي الله عنه قال : أقبلت أنا وصاحبان لي قد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فليس أحد منهم يقبلنا . فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم ، فانطلق بنا إلى أهله . فإذا ثلاثة أعنز . فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" احتلبوا هذا اللبن بيننا ". قال : فكنا نحتلب ، فيشرب كل إنسان منا نصيبه ، ونرفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبه . فيجيء من الليل ، فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان . قال : ثم يأتي إلى المسجد فيصلي . قال : ثم يأتي شرابه فيشرب . فأتاني الشيطان ذات ليلة ، وقد شربت نصيبي . فقال : محمد يأتي الأنصار فيتحفونه ، ويصيب عندهم ، ما به حاجة إلى هذه الجرعة . فأتيتها فشربتها ، فلما أن وغلت في بطني ، وعلمت أن ليس إليها سبيل : ندمني الشيطان ، فقال : ويحك ، ما صنعت ؟ أشربت شراب محمد ، فيجيء فلا يجده ،
فيدعو عليك فتهلك ، فتذهب دنياك وآخرتك ؟ وعلي شملة إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي ، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي ، وجعل لا يجيئني النوم . وأما صاحباي : فناما ، ولم يصنعا ما صنعت . قال : فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فسلم كما كان يسلم . ثم أتى المسجد فصلى . ثم أتى شرابه فكشف عنه ، فلم يجد فيه شيئا فرفع رأسه إلى السماء . فقلت : الآن يدعو عليّ فأهلك . فقال : " اللهم أطعم من أطعمني ، واسق من سقاني . قال : فعمدت إلى الشملة فشددتها علي وأخذت الشفرة ، وانطلقت إلى الأعنز ، أيتها أسمن . فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فإذا هي حافل ، وإذا هن حفل كلهن ، فعمدت إلى إناء لآل محمد صلى الله عليه وسلم ، ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه . قال : فحلبت فيه حتى علته رغوة ، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :" أشربتم شرابكم الليلة ؟ قلت : يا رسول الله اشرب ، فشرب ثم ناولني فلما عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد روي وأصبت دعوته ضحكت حتى ألقيت على الأرض . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إحدى سوأتيك يا مقداد ". فقلت : يا رسول الله ، كان من أمري كذا وكذا ، وفعلت كذا وكذا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما هذه إلا رحمة من الله "، أفلا كنت آذنتني ، فنوقظ صاحبينا ، فيصيبان منها ؟ قال : فقلت : والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتَها وأصبتُها معك من أصابها من الناس .[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]