في أسباب ضعفها في زمننا
اعلم أيها المبارك:
* أن من أعظم أسباب ضعفها في عصرنا، هو ضعف الوازعالديني،
وانقطاع العلاقة بين المخلوق والخالق، إذ أن الشريعة أمرت بحفظ
الأعراض،وبغض الأبصار، ومن لم يحفظ العرض، ولم يغض البصر كان
في استجابته لوازع الدين نظر،من نقص، أو ضعف، أو زوال والعياذ بالله..
فالغيرة من الإيمان.
* أيضًا من أسباب الضعف: الفهم الخاطئ لمعاني الرجولة،إذ أننا في عصر
تميعت فيه الرجولة، وأصبحت الغيرة فيه من التشدد الزائد، وأصبحت
الغيرة فيه شك في المرأة، وطعن في المقاصد، وهذا غلط وأيما غلط!
بل هو والله من عبث الشيطان بتلاميذه، وأتباعه..
* أيضًا من الأسباب: انعكاس بعض المفاهيم عن من سقمتعقولهم، كما أسلفت.
- فالغيرة عندهم شك وريبة، وطعن في المقاصد الحسنة.
- والخمر عندهم مشروبات روحية.
- والزنا عندهم حرية شخصية.
- والربا عندهم فائدة ربحية.
وهكذا دواليك...
وهذا ينم عن سقم في العقول، ومرض في الأفهام، وتلاعب منالرجيم بأتباعه..
* وأيضًا من الأسباب: الهجمة العارمة، القوية على أفكارالمجتمعات
الإسلامية، والغزو الفكري المشبوه، ويعضد هذا السبب ويعاونه، كثرة
الوسائل الإعلامية، ووسائل تلقي الثقافات المختلفة، وانتشارها، وتيسرها
لكل طالب،في هذا ما فيه من إذابة المجتمع المسلم وسلوكه، وتعاليمه في
مستنقع حثالات البشر؛ومع أوحال الرذيلة والانحلال.
* دخول جحر الضب وراء أمم الغرب، والحرص ممن قل دينه،وذاب
حياؤه على متابعة أساليبهم في الحياة، في كل صغير منها، وكبير..
وأول ما يضيع إذا حصل هذا .. الغيرة ..؛ إذ أنها تتنافىمع جميع ثوابت الغربي.
قال عليه الصلاة والسلام: «لتتبعن سنن من كان قبلكمحذو القذة بالقذة...» الحديث..
وترك الغيرة على المحارم من أتباع سنن أهل السوء والفسادممن كان قبلنا.
* وأيضًا من الأسباب: الجنوح من كثير من أبناء التوحيدللحياة المادية،
وغلبة الدرهم والدنيا؛ عند الكثير إلا من رحم الله.
وأيضًا العناية بالجوانب الكمالية، والترفيهية على حسابغيرها، مما يؤدي
إلى أن تتلاشى هذه الخصلة الحميدة – أعني الغيرة – في سبيل الحصول
على هذه الكماليات فتتلاشى القيم الحميدة، والمبادئ المجيدة، أمام هذه
المغرياتالحياتية، والدعايات الشهوانية؛ فتضيع الغيرة أيما ضياع.
* أيضًا من الأسباب: عدم تفعيل قوامة الرجل، من إقرارزوجته، وموليته
في دارها، والحفاظ على خمارها.
وهذا يؤدي إلى خروجها وتبرجها، وطلبها لمساواة الرجل فيما يختص به.
فتبرز المرأة من دارها، وتحيطها الأنظار، وتحف بهاالفتن، فتشيع الفاحشة
في الذين آمنوا.. ويستشرفها الشيطان؛ فيفرح بذلك دعاة الفسادوالطغيان.
* أيضًا من الأسباب: اتباع داعي الهوى، مما يجعل الإنسانينسى أو
يتناسى حق الله، وأمرهُ جل وعز، ليحقق مرادهُ ويرضي هواه، وما علم
المسكينأن من يهوى .. هوى في الهاوية.
* * * *