أنواعها
1-غيرة الخالق جل وعز:
أ- غيرة الله جل وعز أن يقع عبده فيما حرمه عليه.
ب- غيرة الله جل وعز أن يفتقد عبدهُ حيث أمره.
ج- غيرة الله جل وعز أن تهتك المحارم والأعراض.
2-غيرة المخلوق:
أ- غيرة العبد لربه أن تنتهك محارمه.
ب- غيرة العبد لربه أن يتركَ أمره.
وهذه الأقسام ليست من قبيل الانتقام للنفس، والتشفيبالغير، ولكنها من
قبيل الغضب لله جل وعز، والانتصار للحق، ومن ذلك غيرة أنبياءالله
عليهم الصلاة والسلام على عباد الله ..
نعم غاروا على محارم الله أن تنتهك، وحذروا من ذلك،وبينوا البيان
الكافي، الكامل..
وغاروا على أوامر الله أن تترك، فحثوا العباد على طاعةالله جل وعز،
وأمروهم بالتمسك بها، وبينوا البيان الكافي الكامل، عليهم صلوات الله
وسلامة..
ومن ذلك: غيرة إبراهيمعليه السلام إذ رأى قومهُ قد عبدوا الأصنام من
دون الله، فغار على التوحيد، وجعلهمجذاذًا محطمين..
وغار محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام على التوحيدحتى بذل النفس
والنفيس، والغالي والرخيص من أجل أن يثبت دعائم التوحيد في قلوب
المسلمين، بذل نفسه عليه الصلاة والسلام، وأوذي في سبيل إعلاء كلمة
التوحيد في أرضالله، وفي قلوب الموحدين.
فيالهذه الثمرة للغيرة من ثمرة!
وعلَّم عليه الصلاة والسلام أصحابهُ هذه الغيرةالمحمودة، والحمية المطلوبة،
ورباهم عليها رضوان الله عليهم، فكانوا خير التلاميذلخير معلم عليه
الصلاة والسلام، فذادوا عن حوزة الدين، وحموهُ ونشروه، ودعوا إليه
وبذلوا أنفسهم، وأنفاسهم، وأموالهم، ودموعهم، ودماءهم من أجل تبليغه
للخلق، ونشرهوتعليمه.
ألا يكون هذا غيرة منهم على دين الله؟!
بلى، والذي خلق الحبة وبرأ النسمة.
ومن أنواع غيرة المخلوق أيضًا:
ج- غيرة العبد على قلبه أن يدخلُه شيء من الرياء،والسمعة، أو الشرك،
أو التعلق بغير الله جل وعز، وهذه الغيرة تتمثل في حرص المؤمنالموحد
على إخلاصه لله جل وعز في سائر أعماله، وعلى تعلقه بالله جل وعز في
سائرأعماله، وعلى تعلقه بالله جل وعز في سائر الأحوال من سراء،
وشراء، وشدة، ورخاء.
وكذلك في إفراد الله جل وعز بالعبادة، إذ لا معبود بحقإلا الله.
وكذلك مع امتثال أمر الرسول الكريم r، والاهتداء بهديه، والاستنان
بسنته، والانقياد، والطاعة.
أيها المبارك:
إن العاقل اللبيب هو مَن يغارُ على قلبه لتتم لهُ سلامةذلك القلب، إذ أن
القلب السليم هو بضاعة أهل الإيمان عندما يردون على الديان يقولجل
وعز: }يَوْمَ لَايَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ{
[الشعراء: 88 – 89].
د- الغيرة على المحارم:
يقول الشيخ صالح الفوزان – وفقهُ الله-:
«إن أعداء الإسلام بل أعداء الإنسانية اليوم من كفارومنافقين والذين في
قلوبهم مرض غاظهم ما نالته المرأة المسلمة من كرامة، وعزة،وصيانة في
الإسلام؛ لأن أعداء الإسلام يريدون أن تكون المرأة أداة تدمير وحبالة
يصطادون بها ضعاف الإيمان وأصحاب الغرائز الجانحة بعد أن يشبعوا منها
شهواتهمالمسعورة، كما قال تعالى: }وَاللَّهُ يُرِيدُأَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْتَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا{ [النساء: 27]، والذين في
قلوبهم مرض من المسلمينيريدون من المرأة أن تكون سلعة رخيصة في
معرض أصحاب الشهوات والنزعات الشيطانية».أﻫ. [من كتاب
«تنبيهات للمؤمنات»].
ومن هذا المنطلق فإن حق الغيرة على المحارم ثابت بالشرعلهن علينا معشر
الرجال، ومن العجيب أن تجد من الرجال من يطالب بوأد تلك الغيرة في
مهدها..
وفي المقابل تجد كثيرًا من النساء يطالبن بها، ويفخرنبها..
وأعجبُ من هذا تصدي بعض الرجال لهذه المهمة – أعين قتلالغيرة في
مهدها – والمناضلة دون ذلك والحرص عليه وتسخير النفس والنفيس له،
وليسفي هذا الزمن عجيب.
فجعل المخذولُ من نفسه محاميًا لبنات حواء، وهن لا يرضينبه، ولا
بمحاماته.
* * * *