انس البراء عضو سوبر
تاريخ التسجيل : 28/09/2009 عدد المساهمات : 2171
| موضوع: بواعث الغيرة عند الرجل صفحة 3 انين الغيرة الأربعاء 22 سبتمبر 2010, 10:50 pm | |
| بواعث الغيرة عند الرجل اعلم أيها المبارك: أن من خلى قلبه من الإيمان خلت نفسهُ من الغيرة. نعم، حُرم حلاوة الإيمان ولذتهُ.. لأن صاحب الإيمان القوي خير وأحبُ إلى الله من المؤمنالضعيف. واعلم أن من خلى ذهنهُ وعقلهُ من الفقه في الدين، وتعلممراد الله جل وعز من أوامره، ونواهيه، فقلبه خال مفلس من الغيرة.. واعلم أن من لم يمتلئ قلبهُ بالصلاح الذي يصلح الله بهالقلوب، فيجعلها لا تشبع من ذكره، ومن كلامه جل وعز، ومن طاعته، ويصلحُ به الأبدان فيجعلها في مأمن من عذابه جل وعز. فاعلم أنهُ خال خاو من الغيرة.. واعلم أن من لم يدافع عن دينه، أو يحارب الشيطان وحزبه،أو ينكر على المفسدين، أو يحفظ الأموال والأعراض.. اعلم أنه مضيع للغيرة, واعلم أن من لم ينشر الفضائل،ويكتم الرذائل، ولم يتعاون على البر والتقوى، اعلم أنه يستحي من الغيرة علىمحارمه. بل واعلم أن من لم يحقق قول الله تعالى: }إِنَّمَاالْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ{ [الحجرات: 10]. وقول النبي r: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منهعضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر». فإنه لا يغار، وأنا له الغيرة، وهو لم يحقق معنى الجسدالواحد. أيها المبارك.. اعلم أن من تخلى رجولته وترك فحولته فليس حريًا بأن يكونمن أهل الغيرة الشرفاء. واعلم أن من ذابت شخصيته في أنهار الغرب الآسنة، فهوحقيق بأن يشابه من أحب..؛ وهذا متقرر معلوم من حالهم – عصمنا الله وإياكم([sup][1]). [/sup] واعلم أيها المبارك: أن كثيرًا من المخلوقات تحمل هذا المسمى، وهذه الخصلةالعظيمة، إلا ما ندر منها، ومن أبرز ما ندر «الخنزير» -أكرمكم الله- إذ أن الذكرمن الخنازير يقبل أن يسافد ذكر آخر أنثاه، وهو لم يحرك ساكنًا .. أيها المبارك .. هذا للبيان فقط..، ولتعتلي همته الرجالإلى القمة فيستلهمون غيرتهم.. إذا علم هذا؛ فليعلم أن الله جل وعز يغار على محارمه أنتنتهك، ويغارُ سبحانه إذا أشرك العبد وكفر؛ لأنه جل وعز لا يرضى لعباده الكفر، يقول جل وعز: }إِنَّ اللَّهَ لَايَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ
يَشَاءُ{ [النساء: 48]. وقد جاء في الحديث: «أن الله يغار، وغيرة الله أنيأتي المؤمن ما حرم الله عليه». ومن غيرته جل وعز أن حرم المحرمات، وصان الحُرموالمحارم، وأمر بالستر والعفاف في كتابه وعلى لسان نبيه r. ([1]) ولهذا هربَ عقلائهم منضيق الأمراض، والأرجاس إلى سعة الإسلام، وطهارة الإيمان، ومما يدل على ذلك ما ذكرهالشيخ أحمد الصويان في مقال لهُ في مجلة البيان المباركة بعنوان «ثمرة الفضيلة».إذ يحكي قصة عاقلة لبيبة أدركت علميًا، وعمليًا نقاوة المجتمع المسلم من الأمراض والأرجاس ... يقول الشيخ أحمد: «كنت في زيارة لأحد المراكز الإسلامية في ألمانيا فرأيتفتاة متحجبة حجابًا شرعيًا ساترًا قل أن يوجد مثله في ديار الغرب؛ فحمدت الله علىذلك، فأشار على أحد الإخوة أن أسمع قصة إسلامها مباشرة من زوجها، فلما جلست معزوجها قال: زوجتي ألمانية أبا لجد، وهي طبيبة متخصصة في أمراض النساء والولادة،وكان لها عناية خاصة بالأمراض الجنسية التي تصيب النساء، فأجرت عددًا من الأبحاثعلى كثير من المريضات اللاتي كن يأتين إلى عيادتها، ثم أشار عليها أحد الأطباء المتخصصين أن تذهب إلى دولة أخرى لإتمام أبحاثها في بيئة مختلفة نسبيًا، فذهبت إلىالنرويج، ومكثت فيها ثلاثة أشهر، فلم تجد شيئًا يختلف عما رأته في ألمانية، فقررتالسفر للعمل لمدة سنة في السعودية. تقول الطبيبة: فلما عزمت على ذلك أخذت أقرأ عن المنطقةوتاريخها وحضارتها، فشعرت بازدراء شديد للمرأة المسلمة، وعجبتُ منها كيف ترضى بذلالحجاب وقيوده، وكيف تصبر وهي تمتهن كل هذا الامتهان..؟!ولما وصلت إلى السعودية علمت أنني ملزمة بوضع عباءةسوداء على كتفي، فأحسست بضيق شديد وكأنني أضع إسارًا من حديد يقيدني ويشل من حريتيوكرامتي، ولكني آثرت الاحتمال رغبة في إتمام أبحاثي العلمية. لبثت أعمل في العيادة أربعة أشهر متواصلة، ورأيت عددًاكبيرًا من النسوة، ولكني لم أقف على مرض جنسي واحد على الإطلاق، فبدأت أشعر السابعوأنا على هذه الحالة، حتى خرجت ذات يوم من العيادة مغضبة ومتوترة، فسألتني إحدىالممرضات المسلمات عن سبب ذلك، فأخبرتها الخبر، فابتسمت وتمتمت بكلام عربي لمأفهمه، فسألتها: ماذا تقولين؟! فقالت: إن ذلك ثمرة الفضيلة، وثمرة الالتزام بقولالله – تعالى – في القرآن الكريم: {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ
وَالْحَافِظَاتِ} [الأحزاب: 35]. هزتني هذه الآية وعرفتني بحقيقة غائبة عندي، وكانت تلكبداية الطريق للتعرف الصحيح على الإسلام، فأخذت أقرأ القرآن العظيم والسنة النبويةحتى شرح الله صدري للإسلام، وأيقنت أن كرامة المرأة وشرفها إنما هو في حجابهاوعفتها.. وأدركت أن أكثر ما كتب في الغرب عن الحجاب والمرأة المسلمة إنما كتب بروحغربية مستعلية لم تعرف طعم الشرف والحياء...!». أ.ﻫ. | |
|