التعريف بالخالق بشكل سهل
يُعرّف الطفل بالله بطريقة مناسبة ، مع إدراكه ومستواه ، فيُعلم بأن الله واحد لا شريك له
ويعلم بأنه الخالق لكل شيء فهو خالق الأرض والسماء والناس والحيوانات والأشجار والأنهار
وغيرها ، ويمكن أن يستغل المربي بعض المواقف فيسأل الطفل في نزهة في بستان أو في
البرية عن خالق الماء والأنهار وما حوله من مظاهر الطبيعية ليلفت نظره إلى عظمة الخالق
سبحانه وتعالى فقد يكون الأب أو الأم أو المربي بصفة عامة مع طفل أو مجموعة من الأطفال
في سيارة في سفر أو رحلة وقت غروب الشمس ، وهي تتوارى عن الأنظار تدريجياً فما
على المربي حينئذٍ إلا أن يلفت نظر من معه إلى قدرة الله عز وجل في ذلك.
- كما يوجه الطفل لإدراك فضل الله عليه وما أسبغه عليه من نعمة الصحة والعافية فيقال له
مثلاً من الذي أعطاك السمع والبصر والعقل ؟ من الذي أعطاك القوة والقدرة على الحركة ، وهكذا.
- ويُحث أيضاً على محبة الله وشكره على هذه النعم وهذا الفضل ، إن تحبيب الطفل إلى الله
وما يحبه الله أمر جيد وله مردوده التربوي عاجلاً أو آجلاً بإذنه تعالى.
- فتحت الأم الشباك من غرفة منزلهم في الدور الثاني للتهوية وإذا بطفلها يأتي مسرعاً ويقفل
الشباك ، وعندما سألته أمه لماذا هذا التصرف قال : إني رأيت الدش في أحد سطوح المنازل
المجاورة لنا ، وأردف قائلاً ، إني لا أريد أن انظر إلى شيء لا يحبه ربي.
- قد يسأل الطفل عن ربه ، هل يأكل هل ينام ؟ وعند ذلك لابد من إجابته بأن الله ليس كمثله
شيء وهو السميع البصير ، وأنه لا تأخذه سنة ولا نوم ، وأن الله ليس مثلنا بحاجة إلى النوم والطعام والشراب.
- إن تسهيل هذه المعاني للطفل وتوضيحها له بشكل مناسب لسنه ، وتعظيم الله في قلبه مما
يساعد على مراقبته لربه في السر والعلانية.
كيف أرسخ حب النبي في قلب ولدي؟
بعض الوسائل التي يمكن اتخاذها لترسيخ حب النبي- صلى الله عليه وسلم - في نفوس أبنائنا:
- حكاية معجزاته _صلى الله عليه وسلم.
- حكاية أخلاقه العظيمة ونصرته للمظلومين وعطفه على الفقراء ووصيته باليتيم.
- حكاية أخبار رقته _صلى الله عليه وسلم_ ورحمته وبكائه وبأنه هو النبي الوحيد الذي
ادَّخر دعوته المستجابة ليوم القيامة كي يشفع بها لأمته،كما جاء في صحيح مسلم:"لكل نبي
دعوة مجابة، وكل نبي قد تعجــل دعــوته، وإني اختبأت دعوتي شفــاعة لأمتي يــوم القيامة" ،
وهو الذي طالما دعا ربه قائلاً:"يا رب أمتي ، يا رب أمتي" ، وهو الذي سيقف عند
الصراط يوم القيامة يدعو لأمته وهم يجتازونه،قائلاًً:" يا رب سلِّم ، يا رب سلِّم" وأنه بكى
شوقا إلينا حين كان يجلس مع أصحابه ، فسألوه عن سبب بكاءه، فقال لهم :"اشتقت إلى
إخواني"، قالوا :"ألسنا بإخوانك يا رسول الله؟!" قال لهم:"لا"،إخواني الذين آمنوا بي ولم
يروني"!! كما ورد في بعض الآثار التي حسنها بعض العلماء.
- بيان كيف كان يحبه أصحابه _رضوان الله عليهم_ ويضحون في سبيله وحكاية القصص في ذلك.
- تحفيظ الأولاد أحاديث النبي _صلى الله عليه وسلم_ وتعليمهم سنته، وبيان كيف أنها تحفظ
الإنسان من شياطين الإنس والجن.
- فعل الوالدين العملي وطريقتهم التطبيقية في الاقتداء بالنبي _صلى الله عليه وسلم_
والحرص على سنته هي مؤثر من أكبر مؤثرات تربية الأبناء على ذلك، يقول صاحب كتاب
(التربية الإسلامية): " إن من السهل تأليف كتاب في التربية، ومن السهل أيضاً تخيل منهج
معين، ولكن هذا الكتاب وذلك المنهج يظل ما بهما حبراً على ورق، ما لم يتحول إلى حقيقة
واقعة تتحرك ، وما لم يتحول إلى بشر يترجم بسلوكه، وتصرفاته،ومشاعره، وأفكاره مبادئ
ذلك المنهج ومعانيه،وعندئذٍ فقط يتحول إلى حقيقة.
ملاحظات هامه أثناء التطبيق:
- الحرص على الٌإقناع باستخدام المناقشة والسؤال والاستفسار وعدم الاعتماد على أسلوب التلقين وحده.
- يراعى استخدام أساليب التشويق في حكاية سيرة النبي _صلى الله عليه وسلم_ كما يراعى
استخدام الثواب والهدية ومثاله في حالة التكليف بحفظ الأحاديث أو شيء من السنة
التركيز على كيفية إرضاء النبي _صلى الله عليه وسلم_ وثواب ذاك الإرضاء ولقاء النبي
_صلى الله عليه وسلم_ يوم القيامة على الحوض والتفريق دائماً في حس الولد بين من يرحب
بهم النبي وبين من يقال لهم سحقاً سحقاً.
- مساعدة الأطفال في الإنتاج الإبداعي فيما يخص حب النبي _صلى الله عليه وسلم_ مثل
كتابة الشعر في ذلك والقصة والخطبة والمقالات وتشجيع المسابقات والمنافسات المختلفة في
موضوع حب النبي _صلى الله عليه وسلم.
كيف نربي أطفالنا تربية دينية؟
الوسائل المعينة على تربية الأطفال تربية دينية:
- لقد أثبتت التجارب التربوية أن خير الوسائل لاستقامة السلوك والأخلاق هي التربية القائمة على عقيدة دينية.
- لقد تعهد السلف الصالح النشء بالتربية الإسلامية منذ نعومة أظافرهم وأوصوا بذلك المربين
والآباء، لأنها هي التي تقوم الأحداث وتعودهم الأفعال الحميدة، والسعي لطلب الفضائل.
- من هذا المنطلق نسعى جميعا لنعلم أطفالنا دين الله غضاً كما أنزله تعالى بعيدا عن الغلو،
مستفيدين بقدر الإمكان من معطيات الحضارة التي لا تتعارض مع ديننا الحنيف.
- حيث إن التوجيه السليم يساعد الطفل على تكوين مفاهيمه تكويناً واضحاً منتظماً، لذا
فالواجب اتباع أفضل السبل أنجحها للوصول للغاية المنشودة.
- يراعى أن يذكر اسم الله للطفل من خلال مواقف محببة سارة، كما ونركز على معاني الحب
والرجاء «إن الله سيحبه من أجل عمله ويدخله الجنة» ولا يحسن أن يقرن ذكره تعالى
بالقسوة والتعذيب في سن الطفولة، فلا يكثر من الحديث عن غضب الله وعذابه وناره، وإن
ذكر فهو للكافرين الذين يعصون الله.
- توجيه الأطفال إلى الجمال في الخلق، فيشعرون بمدى عظمة الخالق وقدرته.
- جعل الطفل يشعر بالحب «لمحبة من حوله له» فيحب الآخرين، ويحب الله تعالى لأنه يحبه وسخر له الكائنات.
- إتاحة الفرصة للنمو الطبيعي بعيداً عن القيود التي لا فائدة فيها.
- أخذ الطفل بآداب السلوك، وتعويده الرحمة والتعاون وآداب الحديث والاستماع.، وغرس
المثل الإسلامية عن طريق القدوة الحسنة. الأمر الذي يجعله يعيش في جو تسوده الفضيلة،
فيقتبس من المربية كل خير.
- الاستفادة من الفرص السانحة لتوجيه الطفل من خلال الأحداث الجارية بطريقة حكيمة تحبب
من الخير وتنفر من الشر.
- عدم الاستهانة بخواطر الأطفال وتساؤلاتهم مهما كانت، والإجابة الصحيحة الواعية عن
استفساراتهم بصدر رحب. وبما يتناسب مع سنهم ومستوى إدراكهم. ولذلك أثر كبير في
إكساب الطفل القيم والأخلاق الحميدة وتغيير سلوكه نحو الأفضل.
- لابد من الممارسة العملية لتعويد الأطفال العادات الإسلامية التي نسعى إليها، لذا بجدر
بالمربية الالتزام بها «كآداب الطعام والشراب وركوب السيارة»... وكذا ترسم بسلوكها
نموذجاً إسلامياً صالحاً لتقليده وتشجع الطفل على الالتزام بخلق الإسلام ومبادئه التي بها
صلاح المجتمع وبها يتمتع بأفضل ثمرات التقدم والحضارة. وتنمي عنده حب النظافة والأمانة
والصدق والحب المستمد من أوامر الإسلام، فيعتاد ألا لا يفكر إلا فيما هو نافع له ولمجتمعه
فيصبح الخير أصيلاً في نفسه.
- تستفيد المربية من القصص الهادفة سواء كانت دينية، واقعية، خيالية لتزويد أطفالها بما هو
مرغوب فيه من السلوك، وتحفزهم على الالتزام به والبعد عما سواه.
- تعرض القصة بطريقة تمثيلية مؤثرة، مع إبراز الاتجاهات والقيم التي تتضمنها القصة، إذ
إن الغاية منها الفائدة لا التسلية فحسب.
- عن طريق القصة والأنشودة أيضاً تغرس حب المثل العليا، والأخلاق الكريمة، التي يدعو لها الإسلام.
- يجب أن تكون توجيهاتنا لأطفالنا مستمدة من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله
عليه وسلم، ونشعر الطفل بذلك، فيعتاد طاعة الله تعالى والاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم وينشأ على ذلك.
- الاعتدال في التربية الدينية للأطفال ، وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به، والإسلام دين
التوسط والاعتدال، فخير الأمور أوسطها، وما خير الرسول صلى الله عليه وسلم بين أمرين
إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما.
- لا ننسى أن اللهو والمرح هما عالم الطفل الأصيل، فلا نرهقه بما يعاكس نموه الطبيعي
والجسمي، بأن نثقل عليه التبعات، ونكثر من الكوابح التي تحرمه من حاجات الطفولة
الأساسية، علما بأن المغالاة في المستويات الخلقية المطلوبة، وكثرة النقد تؤديان إلى الجمود
والسلبية، بل والإحساس بالإثم.
- يترك الطفل دون التدخل المستمر من قبل الكبار، على أن تهيأ له الأنشطة التي تتيح له
الاستكشاف بنفسه حسب قدراته وإدراكه للبيئة المحيطة بها وتحرص المربية أن تجيبه إجابة
ميسرة عن استفساراته، وتطرح عليه أسئلة مثيرة ليجيب عليها، وفي كل ذلك تنمية لحب
الاستطلاع عنده ونهوض بملكاته. وخلال ذلك يتعود الأدب والنظام والنظافة، وأداء الواجب
وتحمل المسؤولية، بالقدوة الحسنة والتوجيه الرقيق الذي يكون في المجال المناسب.
- إن تشجيع الطفل يؤثر في نفسه تأثيراً طيباً، ويحثه على بذل قصارى جهده لعمل التصرف
المرغوب فيه. وتدل الدراسات أنه كلما كان ضبط سلوك الطفل وتوجيهه قائمأ على أساس
الحب والثواب أدى ذلك إلى اكتساب السلوك السوي بطريقة أفضل، ولابد من مساعدة الطفل
في تعلم حقه، ما له وما عليه، ما يصح عمله وما لا يصح، وذلك بصبر ودأب، مع إشعار
الأطفال بكرامتهم ومكانتهم، مقروناً بحسن الضبط والبعد عن التدليل.