شبكة اسود الاسلام
الاخوة الكرام:المنتدى منتداكم انشىء لخدمة الاسلام ونصرة النبى عليه الصلاة والسلام فساهموا معنا للنهوض به
شبكة اسود الاسلام
الاخوة الكرام:المنتدى منتداكم انشىء لخدمة الاسلام ونصرة النبى عليه الصلاة والسلام فساهموا معنا للنهوض به
شبكة اسود الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


استعد رمضان على الابواب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» ما لم تشاهده في فيلم عمر المختار
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_icon_minitimeالأربعاء 23 سبتمبر 2015, 3:20 am من طرف ابن الخطاب

» قبل ماتشترى حلويات او مصاصات لاولادك ادخل وشوف
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_icon_minitimeالأربعاء 23 سبتمبر 2015, 3:17 am من طرف ابن الخطاب

» قصه عن ورع الخليفه عمربن عبدالعزيز
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_icon_minitimeالأربعاء 23 سبتمبر 2015, 3:16 am من طرف ابن الخطاب

» جدول العباده فى يوم عرفه
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_icon_minitimeالأربعاء 23 سبتمبر 2015, 3:14 am من طرف ابن الخطاب

» شاهد كيف يتم خداعك فى الافلام
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_icon_minitimeالثلاثاء 22 سبتمبر 2015, 12:54 pm من طرف احمد

» الاسلام مش ارهاب
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_icon_minitimeالثلاثاء 22 سبتمبر 2015, 12:31 pm من طرف احمد

» مهاره سائقى السيارات
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_icon_minitimeالثلاثاء 22 سبتمبر 2015, 12:25 pm من طرف احمد

»  طفل يخاف من خياله(فيديو صغير)
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_icon_minitimeالثلاثاء 22 سبتمبر 2015, 12:21 pm من طرف احمد

» وقت وجوب الأضحيه
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_icon_minitimeالثلاثاء 22 سبتمبر 2015, 12:10 pm من طرف احمد

» ما يجوز في الأضحية و ما لا يجوز
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_icon_minitimeالثلاثاء 22 سبتمبر 2015, 12:10 pm من طرف احمد

مواضيع مماثلة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
انس البراء
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_rcapموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_voting_barموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_lcap 
الرحيق المختوم
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_rcapموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_voting_barموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_lcap 
خالد بن الوليد
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_rcapموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_voting_barموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_lcap 
ام النونو
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_rcapموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_voting_barموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_lcap 
كوني مع الله
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_rcapموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_voting_barموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_lcap 
أبومهيلا
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_rcapموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_voting_barموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_lcap 
احمد
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_rcapموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_voting_barموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_lcap 
0
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_rcapموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_voting_barموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_lcap 
ابن الخطاب
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_rcapموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_voting_barموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_lcap 
عاشقة الليل
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_rcapموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_voting_barموسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_vote_lcap 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
الساعة الان حسب توقيت القاهرة
عدد زوار الشبكة

:: انت الزائر رقم::

لالا

Free CursorsMyspace LayoutsMyspace Comments
منع النسخ0
فتــــــــــــــــاوى

 

 موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
انس البراء
عضو سوبر
عضو  سوبر
انس البراء


تاريخ التسجيل : 28/09/2009
عدد المساهمات : 2171

موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 Empty
مُساهمةموضوع: موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23   موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 I_icon_minitimeالأربعاء 31 أغسطس 2011, 2:59 pm

[size=16]السؤال :
هل يجوز الأكل من ذبائح تارك الصلاة عمداً؟ علماً أنه إذا أخبر بذلك احتج
بأنه كان ينطق بالشهادة، كيف العمل إذا لم يوجد أي جزار يصلي؟


الجواب :
الذي لا يصلي لا تؤكل ذبيحته هذا هو الصواب؛ لقول النبي صلى الله عليه
وسلم: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) أخرجه مسلم في صحيحه عن
جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما، وقول الرسول عليه الصلاة
والسلام: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) أخرجه
الإمام أحمد وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح من حديث بريدة بن الحصيب
الأسلمي رضي الله عنه، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((رأس الأمر الإسلام
وعموده الصلاة)) أخرجه الإمام أحمد والترمذي بإسناد صحيح عن معاذ بن جبل
رضي الله عنه، فكل شيء سقط عموده لا يستقيم ولا يبقى، ومتى سقط العمود سقط
ما عليه. وبذلك يعلم أن الذي لا يصلي لا دين له، ولا تؤكل ذبيحته، وإذا كنت
في بلد ليس فيها جزار مسلم فاذبح لنفسك، واستعمل يدك فيما ينفعك، أو التمس
جزاراً مسلماً ولو في بيته حتى يذبح لك، وهذا بحمد الله ميسر فليس لك أن
تتساهل في الأمر. وعليك أن تنصح هذا الرجل بأن يتقي الله وأن يصلي، وقوله:
إنه يكتفي بالشهادتين غلط عظيم، فالشهادتان لا بد معهما من حقهما؛ لقول
النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا
الله، وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك
عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله)) متفق على
صحته.
فذكر الصلاة والزكاة مع الشهادتين، وفي اللفظ الآخر: ((أمرت أن أقاتل الناس
حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله عصموا مني
دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله))، والصلاة من حقها، والزكاة
من حقها. فالواجب على المؤمن أن يتقي الله، والواجب على كل من ينتسب إلى
الإسلام أن يتقي الله ويصلي الصلوات الخمس ويحافظ عليها، وهي عمود الإسلام،
وهي الركن الأعظم من أركان الإسلام بعد الشهادتين، من ضيعها ضيع دينه، ومن
تركها خرج عن دينه، نسأل الله العافية، هذا هو الحق والصواب.
وقال بعض أهل العلم: إنه لا يكون كافراً كفراً أكبر، بل يكون كفره كفراً
أصغر، ويكون عاصياً معصية عظيمة أعظم من الزنا، وأعظم من السرقة، وأعظم من
شرب الخمر، ولا يكون كافراً كفراً أكبر إلا إذا جحد وجوبها، هكذا قال جمع
من أهل العلم، ولكن الصواب ما دل عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم أن
مثل هذا يكون كافراً كفراً أكبر كما تقدم من الأحاديث في ذلك؛ لأنه ضيع
عمود الإسلام وهو الصلاة. فلا ينبغي التساهل بهذا الأمر.
وقال عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل رضي الله عنه: (لم يكن أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم يرون شيئاً تركه كفر إلا الصلاة)، فذكر إجماع
الصحابة على أن تارك الصلاة عندهم كافر، نسأل الله العافية. فالواجب الحذر،
والواجب المحافظة على هذه الفريضة العظيمة وعدم التساهل مع من تركها، فلا
تؤكل ذبيحته، ولا يدعى لوليمة، ولا تجاب دعوته؛ بل يهجر حتى يتوب إلى الله
وحتى يصلي، نسأل الله الهداية للجميع.


موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 Alhawe_Graphic_com_Line%2520%2859%29

السؤال :
هذه رسالة وردتنا من مرسلة رمزت لاسمها بأختكم في الله (ص.س) تقول في
رسالتها: أنا سيدة في الأربعين من عمري لي أطفال سبعة: ثلاثة اختارهم الله
عز وجل إليه، وأربعة أحياء، تتلخص مشكلتي في عدة أسئلة أولها: أنني متزوجة
منذ عشرين سنة من رجل لا يعرف الصلاة، ولا الصيام، ويشرب المحرمات من خمر
وما شابهها والعياذ بالله، وكلما حاولت الخلاص منه يقول لي: بأنه سوف يتوب،
ولكنه بالكلام فقط، وكل من أشكي له حالي يقول: اصبري من أجل أطفالك، وقد
صبرت كل هذه السنوات من أجلهم، والآن كبروا وأصبحوا رجالاً، ويطلبون هم مني
ذلك، ويقولون: إن البيت بيتهم ولا دخل للوالد بذلك، وأنا أسألكم الآن هل
علي ذنب في جلوسي معه أم لا؟ ­وكذلك جلوس أطفالي عنده، أفيدوني أفادكم
الله.


الجواب :
لا ريب أن ترك الصلاة كفر، ولا ريب أن ترك الصيام من أكبر المعاصي، ولا ريب
أن شرب المسكر من أعظم المعاصي والكبائر، فهذا الرجل قد جمع بين الكفر
وأنواع من الفسق، وأعظم ذلك ترك الصلاة، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه قال: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))،
وقال عليه الصلاة والسلام: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))،
وهذان الحديثان صحيحان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلاهما يدل على
كفر هذا الرجل كفرا أكبر. وقال بعض أهل العلم: إنه لا يكفر كفراً أكبر إلا
إذا كان يجحد الوجوب، فإنه يكفر بذلك بإجماع أهل العلم، أما إذا كان لا
يجحد وجوبها ولكن يتركها تكاسلاً فإنه لا يكفر بذلك كفراً أكبر، ولكنه
يعتبر عاصياً معصية عظيمة، وكافراً كفراً أصغر. وذهب آخرون من أهل العلم
إلى أنه يكفر بترك الصلاة كفراً أكبر، ولو لم ينكر وجوبها، وهذا هو الحق،
وهو الصواب أنه يكفر بترك الصلاة كفراً أكبر ولو لم ينكر وجوبها.
فالذي أنصحك به وأوصيك به أن تمتنعي منه، وأن لا تمكنيه من نفسك، حتى يتوب
إلى الله ويرجع إلى الصلاة. والأولاد أولاده للشبهة التي هي شبهة النكاح،
ولا شك أن أولاده لاحقون به، ولكنك تبقين في البيت عند أولادك؛ لأنهم كبار،
وتمتنعين ­من أن يقربك بجماع وغيره، حتى يتوب إلى الله، وحتى يدع عمله
السيئ، ولاسيما ترك الصلاة، فإذا تاب إلى الله وصلى فلا مانع، وعليه أن
يتوب إلى الله أيضاً من ترك الصيام، ومن شرب الخمر، وعلى أولاده أن يعينوه
على الخير، وينصحوه، ويستعينوا على هذا بأقاربهم الطيبين من أعمام وبني عم
طيبين يعينونهم على نصيحة والدهم؛ لعل الله يهديه بأسبابهم، فإن من أعظم
بره أن ينصح ويوجه إلى الخير؛ لعل الله أن يهديه بذلك، ولعله يسمع كلمتي
هذه، ولعلكم تسجلونها إذا سمعتموها وتقرأونها عليه، فالله جل وعلا نسأله له
الهداية.
والحاصل: أن عليك أن تبتعدي عنه، وأن لا يقربك حتى يتوب إلى الله من ترك
الصلاة، فإذا تاب من ترك الصلاة فهو زوجك، وأما شرب الخمر وترك الصيام فهما
معصيتان عظيمتان، لكنهما لا يوجبان بطلان النكاح عند أهل العلم من أهل
السنة والجماعة، وعليك وعلى أولادك وعلى أقاربه وعلى الأخيار من جيرانه أن
ينصحوه، وعليه أن يتقي الله، وأن يبادر إلى التوبة قبل أن يحل به الأجل،
والخمر شرها عظيم، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنه لعن الخمر
وشاربها، وساقيها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها،
ومشتريها، وآكل ثمنها) والعياذ بالله، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها
وهو مؤمن)) وهذا يدل على ضعف ­الإيمان، أو عدم الإيمان، نسأل الله العافية،
وقال عليه الصلاة والسلام: ((إن عهداً على الله أن من مات وهو يشرب الخمر
أن يسقيه الله من طينة الخبال، قيل يا رسول الله: وما طينة الخبال؟ قال:
عصارة أهل النار)) أو قال: ((عرق أهل النار)).
وأما ترك صيام رمضان فهو أمر عظيم؛ لأن صيام رمضان ركن من أركان الإسلام،
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من ترك الصيام عمدا فيجب عليه أن يتوب إلى
الله، وأن يصوم رمضان، وأن يحافظ على الصلاة، ومن تاب تاب الله عليه.
نسأل الله لنا وله ولجميع المسلمين التوفيق إلى التوبة النصوح، والهداية
إلى سبل الخير، والعافية من طاعة الشيطان، ومن طاعة قرناء السوء.
وينبغي أن يوصى باجتناب قرناء السوء وصحبة الأشرار، فإن صحبة الأشرار تجره
كثيراً إلى أسباب الفساد، وإلى أسباب غضب الله، فالواجب عليه أن يحذر صحبة
الأشرار، وأن يبتعد عن قرناء السوء، وأن يتوب إلى الله من ترك الصلاة ومن
ترك الصيام، ومن شرب المسكر، وأن يستقيم على طاعة الله ورسوله، والله جل
وعلا يقول: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا
ثُمَّ اهْتَدَى}[1]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((التائب من الذنب
كمن لا ذنب له)).
نسأل الله لنا وله ولكم ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق، والتوبة الصادقة.

--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة طه الآية 82.


موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 Alhawe_Graphic_com_Line%2520%2859%29
السؤال :
ورد في الحديث: سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن رجل يقوم الليل ويصوم
النهار ولكنه لا يشهد الجمعة والجماعة فقال: (هو في النار) ما صحة هذا
الحديث الشريف؟


الجواب :
هذا الأثر معروف عن ابن عباس، وصحيح عنه رضي الله عنهما، وهو يدل على أن
إضاعة الجمعة والجماعة من أسباب دخول النار، والعياذ بالله. وقد صح عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لينتهين أقوام عن تركهم الجُمُعات أو
ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين)) خرجه مسلم في صحيحه عن أبي
هريرة وابن عمر رضي الله تعالى عنهم، وخرج أبو داود بإسناد صحيح عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال عليه الصلاة والسلام: ((من ترك ثلاث جمع تهاونا
بها طبع الله على قلبه))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من سمع النداء ولم
يأت فلا صلاة له إلا من عذر))، ­فالواجب على المسلم البدار بإجابة النداء
للجمعة والجماعة، وأن لا يتأخر عن ذلك، ومتى تأخر عن ذلك بغير عذر شرعي -
كالمرض والخوف - فهو متوعد بالنار ولو كان يصوم النهار ويقوم الليل، نسأل
الله لنا ولجميع المسلمين السلامة والعافية من كل سوء.

السؤال :
سائلة تقول: إن لها ابناً لا يصلي، وقد نصحته وهددته ولم يبالِ، عمره ست
عشرة سنة تقول: إنها تنصحه وهو يستهزئ بها، وفي بعض الأحيان يصلي ويعود
ويقول: إن الشيطان يوسوس فوق رأسه، وتستمر منه مثل هذه العبارات وتقول:
إنني مستجيرة بالله ثم بكم تنقذوني مما أنا فيه وتقودوني إلى الصواب، وما
العمل لأرملة لا حول لها ولا قوة إلا بالله، ثم تريد العون منكم؟ وجزاكم
الله عنها خير الجزاء.


الجواب :
هذا الولد الذي ليس يواظب على الصلاة، الواجب نصيحته وتوجيهه إلى الخير،
ووعظه وتحذيره من غضب الله، قال الله جل وعلا في حق أهل النار: {مَا
سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}[1]، فترك
الصلاة من أعظم الأسباب في دخول النار؛ لأن تركها كفر أكبر، قال النبي صلى
الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))،
وقال عليه الصلاة والسلام: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))،
فالصلاة لها شأن عظيم، وهي عمود الإسلام، وهي الفارقة بين المسلم والكافر،
فالواجب على كل مكلف من الرجال والنساء أن يؤدي الصلاة في وقتها، وهو مأمور
بها قبل أن يبلغ الحلم، حتى يعتادها ويتمرن عليها، كما قال النبي صلى الله
عليه وسلم: ((مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم
في المضاجع)) وكذلك الفتيات، وأما من بلغ فيجب عليه أن يصلي، وإذا تأخر عن
الصلاة وجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا وجب على ولي الأمر قتله؛ لأن الصلاة
أمرها عظيم، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام. فعليك أيتها الأخت في الله
أن تنصحي ولدك، وأن تجتهدي في توجيهه للخير، وتحذيره من مغبة عمله السيئ،
فإن أصر فتبرئي منه واطلبي منه الخروج عنكِ، والبعد عنك حتى لا يضرك أمره،
وحتى لا تحل به العقوبة وهو عندكِ، فيجب عليه أن ينصاع لأمرك، وأن يتقي
الله عز وجل، وأن يطيع أمره سبحانه، وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام في
أداء الصلاة، فإذا لم يفعل وأصر على عناده وكفره، فإن الواجب عليك هجره،
وكراهية لقائه، والتمعر في وجهه بالكراهة والغضب عليه، ورفع أمره إلى ولي
الأمر، وعليكِ مع هذا أن تأمري من له شأن من أقاربك كأبيك أو أخيك الكبير
أو أعمامه أو أخواله أن يوجهوه وينصحوه، وأن يؤدبوه إذا استطاعوا؛ لعل الله
أن يهديه بأسبابك، مع الدعاء له بالصلاح والهداية في صلاتك وغيرها بأن
يهديه الله، ويلهمه الرشد، ويعيذه من شر نفسه وشر الشيطان ومن جلساء السوء،
أصلحه الله، وجزاكِ عنه خيراً، والله ولي التوفيق.

--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة المدثر الآيتان 42 – 43.


موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 Alhawe_Graphic_com_Line%2520%2859%29

السؤال :
إذا أجهضت المرأة فما حكم الدم هل هو دم نفاس، أو له حكم الحيض؟


الجواب :
إن كان الإجهاض بعدما تخلق الطفل وبان أنه إنسان، كأن بان الرأس أو اليد،
ولو كان خفياً فإنه يكون نفاساً، وعلى المرأة أن ­تدع الصلاة والصوم حتى
تطهر، أو تكمل أربعين يوماً؛ لأن هذه نهاية النفاس، وإن طهرت قبل ذلك
فعليها أن تغتسل وتصلي وتصوم، وتحل لزوجها، فإن استمر معها الدم تركت
الصلاة والصيام ولم تحل لزوجها حتى تكمل الأربعين، فإذا أكملتها اغتسلت
وصامت وصلت وحلت لزوجها، ولو كان معها الدم؛ لأنه دم فساد حينئذ؛ لأن ما
زاد على أربعين يوماً يعتبر دم فساد، تتوضأ منه لكل صلاة، مع التحفظ منه،
كالمستحاضة ومن به سلس البول.
أما إن كان لم يتخلق ولم يظهر ما يدل على خلق الإنسان فيه، كأن يكون قطعة
لحم ليس فيها خلق إنسان أو مجرد دم، فإن هذا يعتبر دم فساد، تصلي وتصوم
وتتوضأ لكل صلاة وتتحفظ جيداً.

موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 Alhawe_Graphic_com_Line%2520%2859%29

السؤال :
هذه السائلة تقول في سؤال ثانٍ: قبل حلول الدورة الشهرية تأتي معي مادة
بُنِّيَّة اللون تستمر خمسة أيام، وبعد ذلك يأتي الدم الطبيعي ويستمر الدم
الطبيعي لمدة ثمانية أيام بعد الأيام الخمسة الأولى، وتقول: أنا أصلي هذه
الأيام الخمسة، ولكن أنا أسأل: هل يجب علي صيام وصلاة هذه الأيام أم لا؟
أفيدوني أفادكم الله.


الجواب :
إذا كانت الأيام الخمسة البنية منفصلة عن الدم فليست من الحيض، وعليك أن
تصلي فيها وتصومي وتتوضئي لكل صلاة؛ لأنها في حكم البول، وليس لها حكم
الحيض، فهي لا تمنع الصلاة ولا ­الصيام، ولكنها توجب الوضوء كل وقت حتى
تنقطع كدم الاستحاضة.
أما إذا كانت هذه الخمسة متصلة بالحيض فهي من جملة الحيض وتحتسب من العادة،
وعليك ألا تصلي فيها ولا تصومي، وهكذا لو جاءت هذه الكدرة أو الصفرة بعد
الطهر من الحيض فإنها لا تعتبر حيضاً، بل حكمها حكم الاستحاضة، وعليك أن
تستنجي منها كل وقت، وتتوضئي وتصلي وتصومي، ولا تحتسب حيضاً، وتحلين لزوجك؛
لقول أم عطية رضي الله عنها: (كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئاً)
أخرجه البخاري في صحيحه، وأبو داود، وهذا لفظه، وأم عطية من الصحابيات
الفاضلات اللاتي روين عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة رضي الله
عنها، والله ولي التوفيق.
السؤال :
امرأة تسأل عن كيفية الغسل من الحيض ومن الجنابة بواسطة وسائل الغسل الحديثة، كالدش والصنبور وغيرها.


الجواب :
أولاً: المرأة تستنجي من حيضها ونفاسها، ويستنجي الرجل الجنب والمرأة
الجنب، ويغسل كل منهما ما حول الفرج من آثار الدم أو غيره، ثم يتوضأ كل
منهما وضوءه للصلاة الحائض، والنفساء، والجنب، يتوضأ وضوء الصلاة، ثم بعد
ذلك يفيض الماء على رأسه ثلاث مرات، ثم على بدنه على الشق الأيمن، ثم
الأيسر، ثم يكمل الغسل، هذه هي السنة، وهذا هو الأفضل. وإن صب الماء على
بدنه مرة واحدة كفى وأجزأ ذلك في الغسل من الجنابة والحيض والنفاس.
ويستحب للمرأة في غسل الحيض والنفاس أن تغتسل بماء وسدر، هذا هو الأفضل.
أما الجنب فلا يحتاج للسدر، والماء يكفي، سواء كان اغتساله من الصنبور أو
من الدش، أو بالغرف من الحوض، أو من إناء، أو غير ذلك، كله جائز والحمد
لله.


موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 Alhawe_Graphic_com_Line%2520%2859%29

السؤال :
سائلة تسأل وتقول: هناك بعض الدهون أو الشامبو التي توضع في رؤوس النساء
وتغسل به الرؤوس، يحتوي على نعم من نعم الله كالبيض والليمون مثلاً، فما
حكم استعماله؟ وخاصة أن النساء يستعملنه ثم يزلنه بالماء في داخل دورات
المياه فيختلط بالنجاسة، أفيدونا أفادكم الله.


الجواب :
لا حرج في استعماله لمصلحة الرأس كالتداوي، ولا مانع من التداوي بالبيض
والحنطة وغيرهما من الأطعمة؛ لأن الشيء المباح الذي فيه منفعة لا مانع من
التداوي به؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((عباد الله تداووا ولا تداووا
بحرام)) وإذا جعل البيض ونحوه في الرأس للتداوي به فقد تعفن، وصار غير صالح
للأكل، فلا يضر غسله في الحمامات.

موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 Alhawe_Graphic_com_Line%2520%2859%29
السؤال :
كنت ذات يوم ألعب بالكرة، وقد حدث أن جرحت رجلي جرحاً مؤلماً، ودخل وقت
الصلاة فتوضأت الوضوء الكامل غير إني لم أغسل مكان الجرح فكنت أصلي والدم
ينزف، ودمت على هذه الحال خمسة أيام، فهل صلاتي صحيحة مع العذر، أم أنها
غير صحيحة؟ أفيدونا بارك الله فيكم.


الجواب :
الواجب في هذا أنك تجعل على الجرح شيئاً كبيراً يمسك الدم، يعني خرقة تلفها
عليه أو ما أشبه ذلك مما يحبس الدم ويوقفه، حتى تمسح على هذه الجبيرة، فإن
لم يتيسر فالتيمم عن ذلك بعد الوضوء ويكفي، ولكن طيلة لفه بلفافة أو جبيرة
تمسح عليها، هذا هو الواجب؛ لأنه هو الطريق الشرعي، ويكفي عن التيمم، فإذا
لم تفعل ذلك قضيت صلاتك للأيام الخمسة التي فعلتها من دون مسح ولا تيمم،
وهذا هو الأحوط لك؛ لأنك فرطت في هذا الأمر، وهو أمر واضح حيث لم تربط
الجرح حتى يتم المسح عليه، ولم تتيمم، والله ولي التوفيق
.

السؤال :
من(ع.ع) من العراق يقول: إذا كان الإنسان قد توضأ أو هو على وضوء فلمس أمه أو شقيقته أو نحو ذلك، فهل يبطل وضوءه؟


الجواب :
الصواب أن مس المرأة لا ينقض الوضوء، سواء كانت زوجته أو غيرها، هذا هو
الصواب، وفيه خلاف بين أهل العلم، فللعلماء في هذا أقوال ثلاثة: أحدها: أن
مس المرأة ينقض الوضوء مطلقاً. والثاني: لا ينقضه مطلقاً. والثالث:
التفصيل، إن كان عن شهوة وتلذذ نقض، وإلا فلا.
والراجح من الأقوال الثلاثة أنه لا ينقض مطلقاً؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه
وسلم أنه قبل بعض نسائه ثم صلى ولم يتوضأ صلى الله عليه وسلم، ولأن الأصل
سلامة الطهارة، فلا تنتقض إلا بدليل واضح، ولأن هذا الأمر يبتلى به الناس
في بيوتهم، فلو كان مس المرأة ينقض الوضوء لبينه النبي صلى الله عليه وسلم
بياناً واضحاً ولم يغفله؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين.
وأما قوله عز وجل في سورتي النساء والمائدة: {أَوْ لامَسْتُمُ
النِّسَاءَ}[1] فالمراد بذلك الجماع، كما قاله ابن عباس وجمع كثير من أهل
العلم. والمس والمسيس والملامسة معناها واحد، وكلها يعنى بها الجماع في أصح
قولي العلماء، لكن إن خرج من الإنسان وقت الملامسة شيء من المذي انتقض
وضوءه، ووجب عليه غسل الذكر والأنثيين، ثم الوضوء للصلاة ونحوها، والله ولي
التوفيق.

--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة المائدة الآية 6.

موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 Alhawe_Graphic_com_Line%2520%2859%29

السؤال :
سؤال من (س.ل.م) من الرياض تقول: أنا أبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً ومنذ
عامين إذا شرعت في الصلاة أشعر كأني يخرج مني بول، وهذا مستمر معي دائماً،
أفيدوني في ذلك.


الجواب :
هذا الشعور لا يبطل به الوضوء ولا الصلاة؛ لأنه مجرد وسوسة من الشيطان،
وصلاتك صحيحة، ولا يضرك هذا الوسواس إلا إذا جزمت وتحققت أنه خرج منك بول.
فإذا جزمت بذلك فعليك أن تعيدي الاستنجاء والوضوء والصلاة، وتغسلي ما أصاب
بدنك وملابسك من البول، وأما مجرد الأوهام والوسواس فإنها لا يلتفت إليها،
والصلاة صحيحة. وينبغي لك أن تحذري هذا الوسواس، وأن تشتغلي بالإقبال على
الصلاة والخشوع فيها، وأن تبتعدي عن هذه الوساوس حتى لا تتكرر عليك.

موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 Alhawe_Graphic_com_Line%2520%2859%29
السؤال :
هل مسح الرقبة في الوضوء غير مستحب؛ لأنه تشبه باليهود كما سمعت؟


الجواب :
نعم، لا يستحب، ولا يشرع مسح العنق، وإنما المسح يكون للرأس والأذنين فقط، كما دل على ذلك الكتاب والسنة.

السؤال :
ما رأي سماحتكم في مسألة العذر بالجهل، وخاصة في أمر العقيدة، وضحوا لنا هذا الأمر جزاكم الله خيراً؟


الجواب :
العقيدة أهم الأمور وهي أعظم واجب، وحقيقتها: الإيمان بالله وملائكته وكتبه
ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، والإيمان بأنه سبحانه هو المستحق
للعبادة، والشهادة له بذلك، وهي شهادة أن لا إله إلا الله يشهد المؤمن بأنه
لا معبود حق إلا الله سبحانه وتعالى، والشهادة بأن محمداً رسول الله أرسله
الله إلى الثقلين الجن والإنس، وهو خاتم الأنبياء، كل هذا لا بد منه، وهذا
من صلب العقيدة، فلا بد من هذا في حق الرجال والنساء جميعاً، وهو أساس
الدين وأساس الملة، كما يجب الإيمان بما أخبر الله به ورسوله من أمر
القيامة، والجنة والنار، والحساب والجزاء، ونشر الصحف، وأخذها باليمين أو
الشمال، ووزن الأعمال... إلى غير ذلك مما جاءت به الآيات القرآنية
والأحاديث النبوية. فالجهل بهذا لا يكون عذراً بل يجب عليه أن يتعلم هذا
الأمر وأن يتبصر فيه، ولا يعذر بقوله إني جاهل بمثل هذه الأمور، وهو بين
المسلمين وقد بلغه كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وهذا يسمى
معرضا، ويسمى غافلاً ومتجاهلاً لهذا الأمر العظيم، فلا يعذر، كما قال الله
سبحانه: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ
إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}[1]، وقال
سبحانه: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ
وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا
يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ
كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[2]، وقال
تعالى في أمثالهم: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ
دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}[3]، إلى أمثال هذه
الآيات العظيمة التي لم يعذر فيها سبحانه الظالمين بجهلهم وإعراضهم
وغفلتهم، أما من كان بعيداً عن المسلمين في أطراف البلاد التي ليس فيها
مسلمون ولم يبلغه القرآن والسنة فهذا معذور، وحكمه حكم أهل الفترة إذا مات
على هذه الحالة الذين يمتحنون يوم القيامة، فمن أجاب وأطاع الأمر دخل الجنة
ومن عصا دخل النار، أما المسائل التي قد تخفى في بعض الأحيان على بعض
الناس كبعض أحكام الصلاة أو بعض أحكام الزكاة أو بعض أحكام الحج، هذه قد
يعذر فيها بالجهل. ولا حرج في ذلك؛ لأنها تخفى على كثير من الناس وليس كل
واحد يستطيع الفقه فيها، فأمر هذه المسائل أسهل. والواجب على المؤمن أن
يتعلم ويتفقه في الدين ويسأل أهل العلم، كما قال الله سبحانه: {فَاسْأَلُوا
أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[4] ويروى عنه عليه الصلاة
والسلام أنه قال لقوم أفتوا بغير علم: ((ألا سألوا إذ لم يعلموا إنما شفاء
العي السؤال))[5]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من يرد الله به خيراً
يفقهه في الدين))[6] فالواجب على الرجال والنساء من المسلمين التفقه في
الدين والسؤال عما أشكل عليهم، وعدم السكوت على الجهل، وعدم الإعراض، وعدم
الغفلة؛ لأنهم خلقوا ليعبدوا الله ويطيعوه سبحانه وتعالى ولا سبيل إلى ذلك
إلا بالعلم، والعلم لا يحصل بالغفلة والإعراض؛ بل لا بد من طلب للعلم، ولا
بد من السؤال لأهل العلم حتى يتعلم الجاهل.

--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة الفرقان الآية 44.
[2] سورة الأعراف الآية 179.
[3] سورة الأعراف الآية 30.
[4] سورة النحل الآية 43.
[5] رواه أبو داود في الطهارة برقم 284.
[6] رواه البخاري في العلم برقم 69، ومسلم في الزكاة برقم 1719.

موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 Alhawe_Graphic_com_Line%2520%2859%29
السؤال :
ما حكم الصلاة خلف من يذهب إلى قبور الصالحين للتبرك بها، وتلاوة القرآن في الموالد وغيرها بأجر على ذلك؟


الجواب :
هذا فيه تفصيل: إن كان مجرد الاحتفال بالموالد من دون شرك فهذا مبتدع،
فينبغي أن لا يكون إماماً لما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال: ((إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة
ضلالة))[1]، والاحتفال بالموالد من البدع، أما إذا كان يدعو الأموات
ويستغيث بهم، أو بالجن، أو غيرهم من المخلوقات فيقول: يا رسول الله انصرني
أو اشف مريضي، أو يقول: يا سيدي الحسين، أو يا سيدي البدوي، أو غيرهم من
الأموات، أو الجمادات كالأصنام، المدد المدد، فهذا مشرك شركاً أكبر لا يصلى
خلفه، ولا تصح إمامته - نسأل الله العافية - أما إذا كان يرتكب بدعة كأن
يحضر المولد ولكن لا يأتي بشرك، أو يقرأ القرآن عند القبور، أو يصلي عندها،
ولا يأتي بشرك، فهذا يكون قد ابتدع في الدين، فيعلم ويوجه إلى الخير
وصلاته صحيحة إذا لم يفعلها عند القبور.
أما الصلاة في المقبرة فلا تصح لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله
اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))[2] متفق عليه.

--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه أبو داود في السنة برقم 3991 واللفظ له , وأحمد في مسند الشاميين برقم 16522.
[2] رواه البخاري في الجنائز برقم 1301 ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة برقم 823 واللفظ متفق عليه.



موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23 Alhawe_Graphic_com_Line%2520%2859%29

السؤال :
هل من الممكن أن لا يأخذ المؤمن بالأسباب إذا وصل إلى درجة معينة من الإيمان لقوة يقينه؟


الجواب :
ليس الأمر كذلك، بل لا بد من الأخذ بالأسباب مهما كان المرء مؤمناً، حتى
الرسل عليهم الصلاة والسلام وهم أفضل الخلق وأرفع الناس درجة في الإيمان
كانوا يأخذون بالأسباب، وهم أكمل الناس إيماناً وأرجحهم ميزاناً وأكملهم
عقولاً، ومع هذا يأخذون بالأسباب، فالنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أخذ
بالأسباب فحمل السلاح وجعل على رأسه البيضة تقيه السلاح، وظاهر بين درعين
أي لبس درعين وهو سيد ولد آدم وأفضل الخلق وأكملهم إيماناً وأكملهم توكلاً
على الله عليه الصلاة والسلام، وكان يأكل ويشرب ويجامع النساء ويأخذ
بالأسباب، فلا يجوز تعطيل الأسباب لأي أحد من الناس مع القدرة، بل على كل
أحد وإن بلغ القمة في الإيمان أن يأخذ بالأسباب، كما أن أفضل الناس وهم
الرسل يأخذون بالأسباب.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج23
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج18
» موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج17
» موسوعه فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج16

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة اسود الاسلام :: المنتدى الاسلامى :: الدروس والخطب الاسلامية :: مـوسـوعــة الـفــقـه الاســلامــي-
انتقل الى: