الطفل و التوتر النفسي و العاب الخيال
التوتر مرض يصيب الطفل بعد تعرضه لمواقف تبعث التوتر والصراع النفسي، فيفقده نشاطه
ويؤثر سلباً في حالته النفسية، خصوصاً إذا لم تلحظه الأم وتحاول التخفيف من حدته. يعتبر
اللعب من الوسائل الحديثة التي تستخدم في العلاج، إذ يتحد الطفل أثناء لعبه مع أدواره ويفرغ
رغباته المكبوتة ونزعاته العدوانية ومخاوفه واتجاهاته السلبية.
أسباب التوتر عند الاطفال
ترجع الأسباب، في السنوات الأولى من عمر الطفل، إلى عدم استكمال الرضاعة أو وفاة الأم
أو غيابها باستمرار، وفي سن الخمسة أعوام تتعلق الأسباب بالضغوط الأسرية، مثل وجود
خلافات دائمة بين الوالدين أو انفصالهما وغياب أحدهما أو العقاب الزائد عن الحد، وفي مرحلة
الدراسة تكون إصابة الطفل بالتوتر مرهونة بعلاقاته مع زملائه ومعلميه في المدرسة.
دور الأم و عوارض التوتر لدى طفلها:
إعراضه عن الرضاعة أو حدوث خلل في عدد ساعات نومه، يؤشران إلى إصابته بالتوتر
النفسي، كذلك إذا كان الطفل كثير الحركة وقليل الانتباه، وهنا لا تستطيع الأم وحدها أن تحدد
الأمر ويجب أن تستعين بالطبيب. بدءاً من سن عامين وحتى سبعة أعوام تلاحظ الأم توتر
طفلها من خلال قضم أظافره، أو شد شعره، أو تبول لا إرادي في الفراش، أو عودته للتحدث
بلغة الأطفال بعدما أصبحت مهاراته اللغوية جيدة، أو عصبيته الزائدة من خلال تحطيم الأشياء
المحيطة به ورفض الذهاب إلى المدرسة، وعدم قابليته للتواصل.
امكانيه قياس مستوى قلقه:
يتوافر في العيادات النفسية مكان مخصص لاستقبال الطفل، جهز بمجموعة من الألعاب،
يحاول الاختصاصي النفسي إقامة علاقة بين الطفل ومجموعة أطفال آخرين، ومن خلال
ملاحظته له، يبدأ بتحديد مستوى القلق، بالإضافة إلى تطبيق مجموعة من الاختبارات المكتوبة
وتوجيه بعض الاسئلة إليه، إذا كان عمره يسمح بالكلام، أو من خلال اختبارات فنية تعتمد
على الرسم يتعرف من خلالها الى مهارات الطفل وقدراته الذهنية.
دور الألعاب في التخفيف من توتره:
اللعب نشاط يؤديه الطفل للاستمتاع والتسلية، ويستخدمه الآباء لتنمية قدرات أطفالهم، من هنا
يعتبر ضرورياً ومهماً. أكدت دراسة علمية حديثة أن للألعاب دوراً كبيراً في تخفيف التوتر
لدى الطفل، خصوصاً تلك التي تعتمد على الخيال، أو التي يتخيل فيها نفسه في شخصية
أخرى مثل طبيب أو ضابط شرطة أو مدرِّس وغيرها.
أهمية ألعاب الخيال:
قدرة الطفل على التخيل فطرية، إذ يستطيع ابتداع حوارات مع نفسه، وتقليد مشهد رآه في أي
مكان، فالتخيل دليل وقائي له من القلق والتوتر، وينمي التقليد مهاراته كأن يقلد معلمه أو والده
أو والدته أو نماذج يراها. يساهم التخيل عموما في استيعاب الطفل لمجال إدراكي جديد لعالم
يحبه، لأنه في تلك المرحلة يرغب في أن يكون شخصاً كبيراً، إذاً الخيال ينشط عقله وإدراكه
بأنه سيصبح شخصاً أفضل مما هو عليه، وينقله من مرحلة إلى أخرى، ولمجرد أن يشغل
الطفل تفكيره بالتخيل يقل توتره.
عمر الطفل بالتخيل:
يولد الطفل ولديه واقع تخيلي كامل، فيوظف حواسه لتثبيت الخيال ويعرف أمه من صوتها أو
رائحتها، لكن نلاحظ التخيل في السنة الثانية من عمره، عندما يبدأ بتقليد أصوات الحيوانات أو
الشخصيات الكارتونية، وتتطور، بين سنتين وخمس سنوات، القدرة على التخيل من خلال
المدرسة، وتظهر مواهبه.
تنعكس الشخصية، التي يتأثر بها الطفل، على صفاته وسلوكه:
إذا كان يقلد شخصية خطيرة أو عدوانية، يجب ألا يتركه والداه يقلدها كثيراً، من شأن ذلك أن
يؤثر سلباً في شخصيته وفي تعامله مع الآخرين مستقبلاً، يجب أن ينبه الوالدان طفلهما إلى أن
هذه الشخصية غير جيدة وإلى عدم تقليدها مجدداً إلا إذا طلبا منه ذلك، لأن التخيل موهبة في
عقل الطفل من الخطأ أن نحرمه منها.
دور الوالدين في مشاركة أطفالهما اللعب:
أهم الألعاب هي التي يشارك فيها الأم والأب والأخوة، فكلما كان اللعب جماعياً كان أفضل،
لأنه يزيد على نشاط الطفل، مثلاً يمكن أن يشارك الأب والأم والطفل في حوار يقلدون من
خلاله شخصيات معينة ويتبادلون الأدوار في ما بينهم مثل تقليد الشخصيات الكارتونية التي
يحبها الطفل ويندمج معها.
اصنعي لطفلك عالما سحرياً من الألعاب:
عالم الطفل عالم رحب ومليء بالمرح، ومن أهم ركائز هذا العالم اللعب فالألعاب تضيف إلى
خبراته الحياتية وتنمي مهاراته الذهنية ولهذا يجب أن تكون الألعاب متنوعة ومتعددة الأبعاد
بشكل تجعله يرحل بخياله بعيدا وكأنه في عالم سحري.
هنا بعض الأفكار التي تساعدك على تنمية خيال طفلك باللعب:
1 – ركن التمثيل وصندوق الملابس:
إلى جانب التنفيس عن مشاعره، يساعد هذا الركن الطفل على اكتساب خبرات عديدة منها:
- تعلم عدة مفاهيم مثل: كبير وصغير – طويل وقصير – واسع وضيق
- تعلم الألوان عند اختياره أحد الملابس مثلا: الثوب الأحمر أو الأصفر كذلك يتعلم الملمس
الناعم أو الخشن، والخفيف أو الثقيل.
كما يمكن الطفل من تنمية جانب التعاون لديه أثناء مساعدة صديقه في ارتداء الملابس. أما التمثيل فهو:
- يساعد الطفل على تنمية الجانب اللغوي أثناء التمثيل مع زملائه .
- ينمي في الطفل أيضا ملكة الخيال كابتكار القصص.
- ينمي فيه سرعة التكيف مع الجماعة، وسهولة التعامل مع الغير.
- يتعلم الطفل الترتيب والنظام بعد الانتهاء من اللعب، وإعادة الملابس والأشياء إلى أماكنها.
2 – ركن الرسم والموسيقى:
من خلال تعلم فنون الرسم والموسيقى يستطيع الطفل التعبير عن مشاعره
وتعلم الألوان والعد ويتعود على التركيز أثناء استخدام الألوان أو الأشغال اليدوية أو الطين
كما تنمى لديه المهارات اللغوية عند تكرار اسم الألوان والأناشيد، والأغنيات الطفولية.
3 – سيارة المناديل الورقية:
يمكن العمل مع الطفل على تصنيع بعض المجسمات المحببة لديه باستخدام أدوات بسيطة كعلبة المحارم لصنع سيارة.
الطريقة: تصبغ العلبة بأي لون، وتستخدم أغطية (البيبسي) مثلا كإطارات للسيارة، وتلصق بالصمغ .
الهدف: زيادة حصيلة الطفل من المفردات مثل (سيارة)، (أحمر) والعدد (أربعة)، وتنمية
القدرة الحركية أثناء التلوين واللصق.
- استخدام الورق المقوى وحبات الأرز والقطن والإسفنج:
الهدف: أن يميز الطفل الأجسام حسب خصائص معينة عن طريق اللمس .
الخبرة: تلصق على الورق المقوى قطع من الإسفنج أو ورق الصنفرة أو القطن أو حبات
الأرز.. الخ، بحيث توضع أكثر من قطعة من النوع الواحد. ثم يقوم الطفل بتصنيفها حسب
ملمسها، وهو مغمض العينين.
أدوات وخامات تستخدم للعب:
هناك بعض الأدوات والخامات المتوفرة، والتي يمكن استخدامها للعب للطفل، مثل... علب
كرتون بأحجام متعددة – صناديق كرتون – كرتونات البيض – اسطوانات كرتون كالتي
داخل مناديل الحمام، أو داخل لفة القماش – علاقات خشبية ومعدنية – ملابس قديمة – بقايا
أقمشة متنوعة مختلفة السماكة – ورق مقوى – أواني من البلاستيك وأغطية زجاجات –
حبوب وبقول – عينات الريش – أصداف – طوابع – أخشاب – مفاتيح – مسامير وبراغي
– جرائد قديمة ومجلات وأكياس ورق – اسفنج بأنواعه.