- تعاون البيت والمدرسة معا:
إن العيش مع طفل يعاني من صعوبة الكتابة أو تعليمه يمكن أن يكون أمرا يدعو إلى الإحباط
ويصيب بالارتباك كل من يكون من شأنه القيام بهذه المهمة أو تلك. وهو كذلك أمر من شأنه
أن يعقّد الحوار بين المعلمين وأولياء الأمور حول ما يجب أن يفعلوه تجاه هذا الطفل. ويمكن
من خلال الاحترام المتبادل والتواصل المفتوح أن تقل حدة التوتر بين الطرفين ويتمكن كل من
المعلمين وأولياء الأمور أن يستفيد من تجربة الآخر وخبراته مع الطفل من منظور مختلف.
فإذا تعاون الفريقان ومعهما الأطفال أنفسهم فيمكن لكل طرف أن يعلم الآخر كيف يلبي
احتياجات الطفل على أكمل وجه.
- التواصل بين الآباء والمعلمين حول الكتابة:2
إذا شككنا أن الطفل ربما كان يعاني من صعوبة في الكتابة فعلينا أن نرتب لقاءً مع المعلم
لتبادل المعلومات حول الطفل. وفيما يلي بعض المواضيع التي من الممكن أن نثيرها مع المعلم
خلال ذلك اللقاء:
• تبادل الملاحظات حول الملف الكتابي للطفل ومناقشة موضع الخلل في ذلك. ما الأمور التي
تثير القلق؟ هل الطفل يعاني من صعوبة في مهارة ثانوية متعلقة بالقراءة مثل رسم الحروف
أو الحركات أو توليد الأفكار؟ هل الصعوبات التي يواجهها الطفل في مهارة حركات الكتابة أو
الانتباه أو الذاكرة أو اللغة أو ترتيب الأفكار يبدو أن لها تأثيرا على كتابته؟ هل الطفل يعاني
من صعوبات مشابهة حين يكتب وهو بالمدرسة وحين يكتب وهو في البيت؟
• تحديد نقاط قوة الطفل واهتماماته ومناقشة ذلك. وكيف يمكن أن تستغل لتنمية مهاراته أو
مهاراته الكتابية والتحفيز ليكمل واجباته الكتابية؟ هل يمكن استغلال ولع الطفل بالحرب العالمية
الثانية مثلا أو بإعادة التدوير في عمل بحث صغير؟ هل يمكن أن يركز الآباء على حب الطفل
للتصوير الفوتوغرافي من خلال تشجيعه على يكتب وصفا مختصرا للصور الفوتوغرافية التي
التقطها بنفسه أو التقطها غيره؟
• مناقشة الطرق المحتملة. ما الذي نجح فيه الآباء والمعلمون في تجربته مع الطفل؟ وما الذي
فشل فيه الطرفان؟ هل هناك أية أفكار يمكن أن تستغل في هذا الشأن؟
• التعرف على ردود الفعل العاطفية والوجدانية المتعلقة بالموقف. على الفريقين أن يتناقشا في
أن الأطفال الذي يعانون من الإحباط أو الفشل يمكن أن ينتابهم الخوف الذي يدفعهم إلى التوقف
عن الكتابة لأنهم يشعرون أنهم ليس بمقدورهم أن يخرجوا أي شيء مقبول. وهناك بعض
الأطفال يحولون طاقاتهم إلى أمور أخرى أو ينسحبون من مهام الكتابة التي يكلفون بها. فعلى
الآباء والمعلمين أن يخبر بعضهم بعضا بالطرق التي تساعد الطفل على مواكبة المهام التي يكلف بها.
• مناقشة الخطوات المستقبلية. فلتكن هناك خطة يتفق عليها الطرفان لمناقشة قادمة ولحل
المشكلات في المستقبل. هل سنحتاج إلى استشارة متخصصين؟ ما هي أفضل طريقة للدفاع عن الطفل ومساندته؟
وحين ننجح في تحديد صعوبة معينة في الكتابة يعاني منها الطفل:
يتعين علينا أن نعرف المزيد حول عملية الكتابة على أيدي خبراء متخصصين أو المراجع أو
مواقع الإنترنت. وعلينا أن نبحث عن مساعدة من قبل زملائنا والآباء ذوي الخبرة بما في
ذلك الهيئات المحترفة ومجموعات الدعم والمساعدة.
علينا أن نطلب من معلم التعليم الخاص أو متخصص التعليم أن يلاحظ الطفل ويشير علينا
بالطرق التي يمكننا أن نستخدمها في الفصل وفي البيت.
علينا أن نتحقق من إمكانية وجود مساعدة من قبل محترفين من أطباء أطفال ومتخصصي
الخدمات ذات الصلة مثل المعالجين المحترفين ومتخصصي علم الأمراض المتعلقة باللغة والكلام.
3- التحدث مع الأطفال حول نقاط ضعفهم ونقاط قوتهم:
من الشائع أن تمر بالطفل لحظات إحباط وضجر وكذلك لحظات فخر وزهو فيما يتعلق بقدرته
على الكتابة والصعوبات التي تواجهه في ذلك، وذات الشيء ينطبق على الكبار الذين يتعاملون
مع هؤلاء الأطفال. فبعض الأطفال نجدهم ييأسون ويرون أنهم قد فشلوا في ذلك بينما هناك
أطفال آخرون تصدر منهم تصرفات سلوكية معقدة متعلقة بما يواجهونه من صعوبات في الكتابة.
ويقترح د. ميل ليفاين أن نستخدم ما يسمى بإزالة الغموض والذي يتم من خلال المناقشة
المفتوحة مع الكبار الذين يرعون الصغار على مساعدة الأطفال أن يتعلموا أن يوضحوا
ويحددوا الفروق بينهم ويتفهموا أن لديهم كما لكل أحد نقاط ضعف ونقاط قوة. هذا الأمر من
شأنه أن يوجد شعورا مشتركا بالتحسن أن كلا من الطفل ومن يرعاه من الكبار يعملان على
تحقيق هدف مشترك وأن مشاكل التعلم يمكن مواجهتها وحلها. وما سنذكره بعد قليل من
اقتراحات يمكن أن تساعد المعلمين والآباء ومتخصصي التعلم أن يعملوا سويا على إزالة
الغموض التي يحيط بمشاكل الكتابة التي تواجه الأطفال:
إزالة أية وصمات سابقة:
إن مما يقلل الإحباط الذي يعاني منه الطفل والقلق الذي ينتابه بخصوص صعوبات الكتابة
التعاطف معه، فينبغي علينا أن نتعاطف مع الطفل وأن نعلمه أنه ليست هناك تبعة على أحد
وأن كل ما عليه أن يجد أكثر من غيره كي ينجح في الكتابة بشكل صحيح. علينا أن نوضح
للطفل أن الطريقة التي يتعلم بها كل إنسان تختلف عن طريقة الآخر، وعلينا أن نؤكد للطفل
أننا سنسانده كي يعثر على الطريقة التي تناسبه في التعلم. وعلينا أن نحكي للطفل عن بعض
الصعوبات التي واجهناها نحن ونحن صغار ونحن نتعلم وكيف استطعنا التغلب عليها والخروج من مأزقها الحرج.
مناقشة نقاط ضعف الطفل واهتماماته وميوله:
علينا أن نساعد الأطفال على اكتشاف نقاط القوة التي يتمتعون بها. وعلينا أن نستخدم في ذلك
أمثلة ملموسة ولكن علينا أن نحذر من الإطراء الزائد. فيمكننا مثلا أن نقول للطفل الذي يكافح
بلا جدوى لتعلم برنامج كومبيوتر جديد: "لقد سمعت أنك عبقري في الكومبيوتر. فهلا كتبت
لي دليلا مختصرا حول كيفية استخدام هذا البرنامج؟" وعلينا أن نبحث جاهدين عن الكتب
وأشرطة الفيديو ومواقع الإنترنت والأماكن التي حولنا التي يمكن أن تساعد الطفل في تنمية
نقاط قوته وميوله.
مناقشة نقاط الضعف:
علينا أن نستخدم لغة سهلة لنوضح مجال الكتابة الذي يجد الطفل فيه صعوبة. علينا أن نستخدم
أمثلة مادية مثلا نقول للطفل: "ربما تكون لديك صعوبة في بدء عمل واجب الكتابة لأن لديك
العديد من الأفكار الرائعة لذلك تجد نفسك متحيرا أيها تختار."
التأكيد على التحسن:
علينا أن نساعد الأطفال كي يدركوا أنهم يمكنهم أن يتحسنوا وأن بمقدورهم أن يتعاملوا مع
نقاط ضعفهم ويقووا نقاط قوتهم. علينا أن نوضح الاحتمالات المستقبلية للنجاح الموجودة في
نقاط قوتهم الحالية. علينا أن نساعد الأطفال ليكون لديهم شعور بالتحكم في عملية الكتابة من
خلال تشجيعهم ليكونوا مسئولين عن تقدمهم. إن الطفل الذي يجد صعوبة في توليد الأفكار من
البداية يمكن أن يتعلم أن يستخدم طريقة العصف الذهني. علينا أن نجعل الطفل يراقب تقدمه في
تحسنه في مجال العصف الذهني من خلال تتبع أفكاره الجيدة.
التعرف على مساعد للطفل:
علينا أن نساعد الأطفال أن نجد لهم موجها من الممكن أن يكون مدرسا محبوبا لدى الطفل أو
أحد الكبار أو جارا والذي تتمثل مهمته في أن يعمل مع الطفل ويسانده. علينا أن نوضح
للأطفال أنهم يمكنهم أن يساعدوا أنفسهم من خلال إخبار الآخرين بأفضل السبل التي يمكنهم أن
يتعلموا من خلالها. أما الأطفال الأكبر سنا يمكنهم أن يوضحوا الطرق التي تنجع معهم بينما
الصغار منهم ربما يحتاجون رعاية الكبار. علينا أن نشجع الأطفال أن يصبحوا شركاء
نشطين مع معاونيهم.
حماية الطفل من الإهانة:
علينا أن نساعد الأطفال على تقوية تقدير الذات وحفظ الاعتداد بالنفس من خلال جمايتهم من
الإهانة أمام الآخرين فيما يتعلق بفروق التعلم بينهم وبين هؤلاء الآخرين. وعلينا دائما أن
نتجنب نقد الأطفال أمام الآخرين وأن نجنبهم من الإحراج أمام إخوتهم وأخواتهم وزملائهم.
فمثلا إذا كان لدينا طفل يعاني من صعوبة في مهارات حركات اليد للكتابة مما يؤثر على خطه
فلا ينبغي أن تعرض كتابته على الآخرين فيكون بذلك عرضة للسخرية والتهكم.
ماذا يمكنني أن أفعل؟
اقتراحات وطرق:
يمكننا أن نتبع الاقتراحات والطرق التالية التي تساعد الطفل الذي يعاني من صعوبة في
الكتابة. والكثير منها وسائل للراحة تحاول أن تحل مشكلة الفروق الطفل من خلال عرض
طرق بديلة في البيت والمدرسة. إن تأجيل تعليم كتابة الحروف المشبكة لهو مثال على اقتراح
يمكن أن ينجح في تحقيق الهدف. وهناك طرق أكثر منهجية قد صممت بالذات لتقوية نقطة
ضعف ما. ولنا أن نختار من بين الاقتراحات والطرق التي سنذكرها ما نظن أنه ينجح مع الطفل.
اقتراحات عامة:
إيجاد بيئة آمنة للكتابة:
علينا أن نوازن بين ما نبديه من رأي في عمل الطفل بين ما هو حسن وبين ما يحتاج إلى
تحسين. وعلينا دائما أن نبرز كل ما هو إيجابي فما يتعلق بكتابة الطفل وأن نتجنب مقارنة
الطفل بغيره من حيث القدرة على الكتابة.
منقول