عقد البيعة
وبعد إقرار بنود البيعة، وبعد هذا التأكيد والتأكد بدأ عقد البيعة
بالمصافحة، قال جابر ـ بعد أن حكى قول أسعد بن زرارة ـ
قال: فقالوا: يا أسعد، أمِطْ عنا يدك. فوالله لا نذر هذه البيعة، ولا
نستقيلها.
وحينئذ عرف
أسعد مدى استعداد القوم للتضحية في هذا السبيل وتأكد منه ـ وكان هو الداعية الكبير
مع مصعب بن عمير ـ
فكان هو السابق إلى هذه البيعة. قال ابن إسحاق: فبنو النجار
يزعمون أن أبا أمامة أسعد بن زرارة كان أول من ضرب
على يده. وبعد ذلك بدأت البيعة
العامة، قال جابر: فقمنا إليه رجلًا رجلًا فأخذ علينا البيعة، يعطينا بذلك
الجنة.
وأما بيعة المرأتين اللتين شهدتا الوقعة فكانت قولًا. ما صافح
رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة أجنبية قط.
اثنا عشر نقيبًا
وبعد
أن تمت البيعة طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يختاروا اثنى عشر زعيمًا يكونون
نقباء على قومهم، يكفلون
المسئولية عنهم في تنفيذ بنود هذه البيعة، فقال للقوم:
أخرجوا إلىّ منكم اثنى عشر نقيبًا ليكونوا على قومهم بما فيهم.
فتم
اختيارهم في الحال، وكانوا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس.وهاك أسماءهم:
نقباء الخزرج
1ـ أسعد بن زُرَارَة بن عدس.
2ـ سعد بن
الرَّبِيع بن عمرو.
3ـ عبد الله بن رواحة بن ثعلبة.
4ـ رافع بن مالك بن
العَجْلان.
5ـ البراء بن مَعْرُور بن صَخْر.
6ـ عبد الله بن عمرو بن
حَرَام.
7ـ عبادة بن الصامت بن قيس.
8 ـ سعد بن عبادة بن دُلَيْم.
9ـ المنذر بن عمرو بن خُنَيْس.
نقباء الأوس
1ـ أُسَيْد بن حُضَيْر بن
سِمَاك.
2ـ سعد بن خَيْثَمَة بن الحارث.
3ـ رفاعة بن عبد المنذر بن
زبير.
ولما تم اختيار هؤلاء النقباء أخذ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم
ميثاقًا آخر بصفتهم رؤساء مسئولين.
قال لهم: [أنتم على قومكم بما فيهم
كفلاء، ككفالـة الحواريين لعيسى ابن مريم، وأنا كفيل على قومي] ـ يعنى المسلمين ـ
قالوا: نعم.
شيطان يكتشف المعاهدة
ولما تم إبرام المعاهدة، وكان
القوم على وشك الارفضاض، اكتشفها أحد الشياطين؛ وحيث إن هذا الاكتشاف جاء في اللحظة
الأخيرة، ولم يكن يمكن إبلاغ زعماء قريش هذا الخبر سرًا، ليباغتوا المجتمعين وهم في
الشعب، قام ذلك الشيطان على مرتفع
من الأرض،وصاح بأنفذ صوت سمع قط: يا أهل
الجَبَاجب ـ المنازل ـ هل لكم في مُذَمَّم والصباة معه؟ قد اجتمعوا على حربكم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [هذا أزَبُّ العقبة، أما والله يا
عدو الله لأتفرغن لك. ثم أمرهم أن ينفضوا إلى رحالهم].