الحمد لله الذي اخترع الأشياء بلطيف قدرته، وبديع صنعته، فأحسن فيما
اخترع، وأبدع الموجودات على غير مثال، فلا شريك له فيما ابتدع، ألف بين ا
للطيف والكثيف من أعداد آحاد الجوهر وجمع، ليقرّ له بالوحدانية، ويستدلّ
على وجود الصانع بما صنع، فالعارفون واقفون تحت مطارف اللطائف بأقبية أبينة ا
لتوبة والورع، ليس لقلوبهم مجال في ميدان الكبرياء على أن حماه رحب
متسع، فهم ان مالوا الى نيل مطلوبهم، ردّهم قهر الهيبة الى مفاوز الخوف
والجزع، وان همّوا بالذهاب عن الباب، عاقهم قيود الغيب، فعز عليهم الرجوع وامتنع.
#بحر_الدموع#