انس البراء عضو سوبر
تاريخ التسجيل : 28/09/2009 عدد المساهمات : 2171
| | سعيد بن المسيب | |
§¤°^سعيد بن المسيب ^°¤§
(( كان سعيد بن المسيب....___ يفتى والصحابـة أحيـاء ))____
[ المؤرخون ]___
عقد أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان العزم على حج بيت الله الحرام....
وزيارة ثاني الحرمين الشريفين ...
والسلام على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .
فلما أقبل شهر ذي القعدة
زم الخليفة العظيم ركائبه ( أعد ركابه للرحيل ) ، وتوجه إلى أرض الحجاز
يصحبه السادة الأماجد من أمراء "بني امية"....ونفر من كبار دولته ...وبعض أولاده....
ومضى الركب في طريقه من " دمشق " إلى " المدينة "
من غير ريث ( بطء ) ولا عجل ....
فكانوا كلما نزلوا منزلا نُصبت لهم الخيام وفُرشت لهم الفرش
وعقدت لهم مجالس العلم والتذكرة ؛ليزدادوا تفقها في الدين .
ويتعهدوا قلوبهم ونفوسهم بالحكمة والموعظة الحسنة .
ولما بلغ الخليفة المدينة المنورة ،أمَّ حرمها الشريف
وتشرف بالسلام على ساكنها محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم
وسعد بالصلاة في الروضة المطهرة الغراء .
فذاق من برد الراحة ،وسلامة النفس ما لم يذق مثلها من قبل .....
وعزم على أن يطيل إقامته في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام ما وجد إلى ذلك سبيلا .
ومن أشد ما استأثر باهتمامه في المدينة المنورة حلقات العلم التي كانت تعمر المسجد النبوي ,
ويتألق فيها الأفذاذ من كبار التابعين كما تتألق النجوم الزهر( المتلألئة ) في كبد السماء
هذه حلقة عروة بن الزبير ...
وتلك حلقة سعيد بن المسيب ....
وهناك حلقة عبد الله بن عتبة ....
وفي ذات يوم صحا الخليفة من قيلولته في وقت كان لا يصحو فيه عادة ،
فنادى حاجبه وقال :يا ميسرة .
قال :لبيك يا أمير المؤمنين .
قال :أمض إلى مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ، وادع لنا أحد من العلماء ليحدثنا.
مضى ميسرة إلى المسجد النبوي ،وأجال نظره فيه فلم ير غير حلقة واحدة ...
توسطها شيخ نيف ( زاد ) على الستين من عمره فيه بساطة العلماء ...وعليه هيبتهم ووقارهم ....
فوقف غير بعيد من الحلقة ،وأشار للشيخ بإصبعه ...
فلم يلتفت إليه الشيخ ،ولم يأب له (لم يلتفت له ولم يهتم به )
فاقترب منه وقال : ألم تر أني أشير إليك ؟!.
قال:إلى أنا؟!.
قال :نعم...
قال :وما حاجتك؟.
قال:استيقظ امير المؤمنين وقال:امض إلى المسجد وانظر هل ترى أحدمن حُدَّاثي ( الذين يحدثوننى ) ،فأتني به.
فقال له الشيخ:ما أنا من حُدَّاثه.
فقال له ميسرة:ولكنه يبغي مُحَدِّثا يُحَدِّثه.
فقال الشيخ:إن من يبغي شيئا يأتي إليه...
وإن في حلقة المسجد مُتَّسعا له إذا كان راغبا في ذلك .
والحديث يُأْتى إليه ،ولكنه لايَأتي ....
فعاد الحاجب أدراجه وقال للخليفة :
ما وجدت أحدا في المسجد غير شيخ أشرت إليه فلم يقم
فدنوت منه وقلت : إن أمير المؤمنين استيقظ في هذا الوقت وقال لي:
انظر هل ترى أحدا من حُدَّاثي في المسجد فادعه لي....
فقال لي في هدوء وحزم :
إنني لست من حُداثه...
وإن في حلقة المسجد متسعا له إذا كان راغبا في الحديث.
فتنهد عبد الملك بن مروان ....
وهبَّ قائما ،واتجه إلى داخل المنزل وهو يقول :
ذلك سعيد بن المسيب ....
ليتك لم تاتيه ،ولم تكلمه .....
| |
|
الأحد 25 سبتمبر 2011, 2:41 am من طرف أبومهيلا