السهم السابع : الدعاء
يا تارك الدعاء
{ تارك الدعاء ترك أكرم شيء على الله ( ليس شيئ أكرم على الله تعالى من الدعاء). حسن
{ تارك الدعاء وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بالعجز فقال : " وأعجز الناس من
عجز عن الدعاء ". صحيح
{ تارك الدعاء مُتعرّض إلى غضب الله لأن ( من لم يسأل الله يغضب عليه ). حسن
{ تارك الدعاء ترك أفضل العبادات، فإن ( أفضل العبادة الدعاء ). صحيح
متى يستجاب الدعاء ؟
قال ابن القيم:
إذا جُمع مع الدعاء :
ü حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب
ü وصادف وقتاً من أوقات الإجابة الستة وهي : الثلث الأخير من الليل ، وعند
الأذان ، وبين الأذان والإقامة ، وأدبار الصلوات المكتوبات ، وعند صعود الإمام يوم
الجمعة على المنبر حتى تُقضى الصلاة، وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم .
ü وصادف :خشوعاً في القلب وانكساراً بين يدي الرب
ü واستقبل الداعي القبلة
ü وكان على طهارة
ü وبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده
ü ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار
ü وألحّ على الله في المسألة
ü وتوسل إليه بأسمائه وصفاته
ü وقدّم بين يدي دعائه صدقة، فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبداً .
علامة استجابة الدعاء
قال الإمام الشوكاني : " علامة استجابة الدعاء : الخشية والبكاء والقشعريرة ،
ويكون عقيبه سكون القلب ، وبرد الجأش وظهور النشاط باطنا والخفة ظاهرا ، حتى
يظن الداعي أنه كان على كتفيه حملة ثقيلة فوضعها عنه ، وحينئذ لا يغفل عن
التوجه والإقبال والصدقة والإفضال والحمد والابتهال ، وأن يقول : الحمد لله الذي
بنعمته تتم الصالحات ".
بشارة
{ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار
من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه " . صحيح
محمود الكلب!!
هذه الشروط السابقة سبق وحققها نور الدين محمود زنكي قبيل معركة حارم-
المعركة التي لقي فيها المسلمون الصليبيين- فقد انفرد تحت تل حارم وسجد لربه
قائلا في تذلل وخضوع : اللهم انصر دينك ولا تنصر محمودا، من هو محمود الكلب حتى
يُنصر!! فاستجاب الله دعاءه وانتصر المسلمون.
وحدث بعدها أن احتل الفرنج دمياط فأصابه غم شديد إلى أن رأى إمام لنور
الدين- ليلة رحيل الفرنج عن دمياط – في منامه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له:
أعلم نور الدين أن الفرنج رحلوا عن دمياط الليلة، فقال هذا الإمام: يا رسول
الله .. ربما لا يصدّقني، فاذكر لي علامة، فقال: قل له: بعلامة ما سجدت على تل حارم
وقلت: انصر دينك ولا تنصر محمودا .. من هو محمود الكلب حتى يُنصر. قال: فانتبهتُ
ونزلتُ إلى المسجد، فوجدت نور الدين فأخبرته بالمنام، وذكرت له العلامة إلا أني لم
أذكر لفظة(الكلب)، فقال: اذكر العلامة كلها وألح في ذلك فقلتها، فبكى رحمه الله
وصدّق الرؤيا، فأُرّخت تلك الليلة فجاء الخبر برحيل الفرنج فيها.