السهم السادس : قراءة القرآن
{ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن ؛ فإنه روحك
في السماء ، وذكرك في الأرض " . صحيح
{ وقال : " إن لله أهلين من الناس. قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل
القرآن .. أهل الله وخاصته " . صحيح
{ وقال : " اقرؤوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه ، أما إني لا أقول : ) الم ( حرف
، ولكن ألف عشر ، ولام عشر ، وميم عشر ، فتلك ثلاثون " . حسن
{وقال : " لو جُمع القرآن في إهاب(كناية عن حفظ الرجل للقرآن) ما أحرقه الله بالنار ". حسن
القلوب الحية
سئلت أسماء بنت أبي بكر : كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا
القرآن ؟ قالت : تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله. قال تعالى : ) اللَّهُ
نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ
تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ( ]الزمر: من الآية23[.
وعن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام قال : سمعتُ عبدالله بن حنظلة يوما وهو على
فراشه وعُدتُّه من عِلته ، فتلا رجل عنده هذه الآية ) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ
غَوَاش ( ]الأعراف: من الآية41[، فبكى حتى ظننت أن نفسه ستخرج ، وقال : صاروا بين
أطباق النار ثم قام على رجليه ، فقال قائل : يا أبا عبدالرحمن اقعد . قال :
منعني القعود ذكر جهنم ولعلي أحدهم .
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : إنّا صعُب علينا حفظ ألفاظ القرآن وسهُل
علينا العمل به ، وإنّ من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به.
التدبر أوّلى
c قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لا تهذوا القرآن هذّ الشعر ولا تنثروه نثر
الدقل - أي التمر الرديء - قفوا عند عجائبه ، وحرِّكوا به القلوب ، ولا يكن همّ
أحدكم آخر السورة .
c وعن مجاهد أنه سئل عن رجلين قرأ أحدهما البقرة وآل عمران والآخر قرأ البقرة
وحدها ، وزمنهما وركوعهما وسجودهما وجلوسهما واحد سواء ؟ فقال : الذي قرأ
البقرة وحدها أفضل .
واشتكى منك الرسول!!
ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد خمسة أنواع من هجر القرآن الكريم :
أحدها : هجر سماعه والإصغاء إليه .
والثاني : هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه .
والثالث : هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه .
والرابع : هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه .
والخامس : هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها ، فيطلب
شفاء دائه من غيره ، وكل هذا داخل في قوله تعالى : ) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي
اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ( ] الفرقان:30[.