انس البراء عضو سوبر
تاريخ التسجيل : 28/09/2009 عدد المساهمات : 2171
| موضوع: خطبة في الحث علي الإحسان بمناسبة الجدب الذي ضر البوادي وتلفت به أموالهم الجمعة 26 فبراير 2010, 3:45 pm | |
| 2- خطبة في الحث علي الإحسان بمناسبة الجدب الذي ضر البوادي وتلفت به أموالهمالحمد لله الذي وعد المنفقين أجرا عظيما وخلفا ، وأوعد الممسكين لأموالهم عن الخير عطبا وتلفا . وأشهد أن لا إله إلا هو الملك الجـواد ، الرءوف بالعباد . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أفضل الرسل وخلاصة العباد ، اللهم صل وسلم وبارك على محمد ، وعلى آله وأصحابه ، أولي الفضل والعلم والانقياد . أما بعد : أيها الناس اتقوا الله حق تقواه ، وارحموا عباده تفوزوا بثوابه ورضاه ، قال تعالى : { !وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين } ([1]) { وما تقدموا لأنفسكم من خيرا تجدوه عند الله هو خيرا اعظم اجرا } ([2]) . وقال r { ينزل كل صباح يوم ملكان يقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا } ([3]) . أيها الغني الذي عنده فضل من رزقه وماله : عد على أخيك المعدم وترفق لحاله ، فالراحمون يرحمهم الرحمن . { ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السـماء } ([4]) ارحموا إخوانكم الذين تلفت مواشيهم وقلت أمـوالهم ، ارحمـوا عبـادا اختلت أمـورهم وتضعضعت أحـوالهم ، ارحموا أناسا كانوا بالأمس أغنياء واجدين ، فأصبحوا من كل ما يملكونه معدمين ، ارحموا أناسا أصابهم الجهد والفقر والضراء يرحمكم الرحمن في حالة السراء والضراء . أيها المؤمنون : ألا تثقون بوعد من لا يخلف الميعاد ، ومن ليس لخيره وفضله نقص ولا نفاد ، فإن الله وعد على الإنفاق الأجر ومضاعفة الثواب ، ومدافعة البلايا والنقم والعذاب والخلف العاجل في المال والبركة في الأعمال ، ووعد بفتح أبواب الرزق وصلاح الأحوال ، فكونوا بوعده واثقين ، وببره ومعروفه طامعين ، فالقليل من الإنفاق مع النية الصالحة يكون كثيرا ، وينيل الله لصاحبه مغفرة وأجرا كبيرا ، قال r { من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لأحدكم ، كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل العظيم ، واتقوا النار ولو بشق تمرة } ([5]) . ليتصدق أحدكم من درهمه من ديناره من صاع بره من صاع شعيره . كيف يشبع أحدنا وأخوه المسلم جائع ؟ ! كيف يتقلب أحدنا في نعيم الدنيا وأخوه معدم فاقد ؟ ! أين أهل الرحمة والشفقة ؟ وأين من يقتحم العقبة ؟ { وما ادراك ما العقبه فك رقبه او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربهاو مسكينا ذا متربه \ } ([6]) لقد قست قلوبنا فما ينفع فيها وعظ ولا تذكير ، ولقد قلت رغبتنا في الخير فما يؤثر فيها تشويق ولا تحذير ، أين نحن من أهل الصدقة والإحسان ؟ ! الذين حنوا بما في قلوبهم من الرحمة على نوع الإنسان ! يسارعون إلى الخيرات وإخراج المخبوءات ! ويفرحون بالمال الذي يدفعون به الحاجات والضرورات ، ويتقربون بذلك إلى رب السماوات ، أولئك الذين يظلهم الله في ظله الظليل ، وأولئك الذين حازوا الأجر والثواب الجزيل ، وسلموا من العقاب والعذاب الوبيل ، فليبشروا بالخلف العاجل من المولى الجليل ، وبالبركة في أعمالهم ، وأعـمارهم وأرزاقهم ، والخير الجميل ، { ان الذين يتلون كتاب الله واقامو الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبورليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله انه غفور شكور¨ } ([7]) بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم . ([1]) سورة سبأ آية : 39 . ([2]) سورة المزمل آية : 20 . ([3]) البخاري الزكاة (1374) ، مسلم الزكاة (1010) ، أحمد (2/347) . ([4]) الترمذي البر والصلة (1924) ، أبو داود الأدب (4941) . ([5]) البخاري الزكاة (1344) ، مسلم الزكاة (1014) ، الترمذي الزكاة (661) ، النسائي الزكاة (2525) ، ابن ماجه الزكاة (1842) ، أحمد (2/331) ، مالك الجامع (1874) ، الدارمي الزكاة (1675) . ([6]) سورة البلد آية : 12 - 16 . ([7]) سورة فاطر آية : 29 - 30 . | |
|