قراءته صلى الله عليه وسلم بعد الفاتحة
ثم كان صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة سورة غيرها، وكان يطيلها أحيانا، ويقتصرها أحيانا لعارض
سفر، أو سعال أو مرض، أو بكاء صبي، كما قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "جوّز(1) صلى الله عليه
وسلم ذات يوم في الفجر"0 ( وفي حديث آخر : صلى الصبح فقرأ بأقصر سورتين في القرآن) فقيل: يا
رسول الله لم جوّزت؟ قال: " سمعت بكاء صبي فظننت أن أمه معنا تصلي، فأردت أن أفرغ له أمه"0
وكان يقول: " إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوّز في صلاي مما أعلم من
شدة وجد أمه من بكائه"0
وكان يبتدئ من أول السورة ويكملها في أغلب أحواله"0
ويقول: " أعطوا كل سورة حظّها من الركوع والسجود"0
( وفي لفظ): " لكل سورة ركعة"(2) 0
وكان تارة يقسمها في ركعتين (3) وتارة يعيدها كلها في الركعة الثانية(4) 0
وكان أحيانا يجمع في الركعة الواحدة بين السورتين أو أكثر(5) 0
وقد " كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما
يقرأ به(6) افتتح ب((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد)) حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها, وكان يصنع ذلك في كل
ركعة، فكلمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى، فإما أن تقرأ
بها, وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى , فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم،
وكانوا يرون أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر0
فقال: يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك؟ وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟
فقال: إني أحبها، فقال: حبك إياها أدخلك الجنة"0