هل يتمتع طفلك بأسنان صحية؟
حافظى على أسنان طفلك منذ ظهور أول سنّة!
الابتسامة الأولى للطفل تكون من أجمل وأعز اللحظات بالنسبة للأم والأب، وبظهور السنّة الأولى للطفل
تصبح ابتسامته ألذ، فكيف تحافظين على صحة أسنان طفلك لتبقى ابتسامته لذيذة ومشرقة؟ تظهر عادةً
السنّة الأولى للطفل فى عمر 6 أشهر تقريباً، وتختلف هذه المرحلة من طفل لآخر، فقد تمر ببساطة
بالنسبة لبعض الأطفال وقد تكون مؤلمة بالنسبة للبعض الآخر. يقول د. أسامة الشهاوى – مدرس
مساعد بقسم طب أسنان الأطفال والصحة العامة بكلية طب الفم والأسنان جامعة القاهرة: "بشكل عام
يجب أن تترك الأسنان لتنمو وحدها إلا فى بعض الحالات التى قد يكون بها مشاكل." على سبيل المثال،
يتطلب الأمر اللجوء للطبيب إذا بدأ يتكون خرّاج فى اللثة، أو إذا ظهر تورم أزرق اللون.
بمجرد نمو السنّة الأولى للطفل، ينصح د. أسامة الأم أن تبدأ فى التعود على غسل أسنان طفلها ويقول:
"يمكنك استخدام فرشاة أسنان صغيرة أو قطعة رقيقة من الشاش ومسح أسنان الطفل بها ولكن دون
استخدام معجون أسنان فى هذه المرحلة." أفضل وقت لتنظيف أسنان طفلك هو ليلاً قبل النوم مباشرةً
حيث يبطأ إفراز اللعاب الذى يعتبر بمثابة المنظف الطبيعى. يمكن البدء فى استخدام معجون الأسنان من
سن سنتين ولكن ينصح د. أسامة باستخدام المعجون الخاص بالأطفال لاحتوائه على نسبة أقل من
الفلوريد. يقول د. أسامة: "قبل سن الرابعة لا تضعى معجون أسنان على مساحة الفرشاة كلها ولكن
ضعى قطعة صغيرة فقط فى حجم حبة البسلة." فى البداية يجب أن تساعدى طفلك فى غسل أسنانه لكى
تطمئنى لوصول الفرشاة إلى المناطق الصعبة عليه.
ما هى أسباب التسوس المبكر للأسنان فى الأطفال؟
أول تسوس للأسنان يمكن أن يصاب به الطفل هو التسوس الناتج عن سوء استخدام الببرونة وهو نتيجة
استمرار الأم فى إرضاع الطفل بالببرونة طوال الليل، فإن وجود اللبن باستمرار على أسنان الطفل يؤدى
إلى التسوس. يضيف د. أسامة أنه من الأسباب الرئيسية الأخرى للتسوس هو الاستخدام الزائد للعسل
والسكر، ويوضح: "ليست المشكلة فقط فى كمية السكر التى يتم تناولها ولكن فى طول المدة التى يبقى
فيها السكر على الأسنان." العصائر المضاف إليها سكر والمشروبات الغازية ضارة جداً بالأسنان،
وتجنبى الخطأ الذى تقع فيه بعض الأمهات وهو تهدئة الطفل عن طريق إعطائه ببرونة بها مشروبات
مضاف إليها سكر. المصاصات، الحلويات اللزجة، الشيبس، والمأكولات السريعة الأخرى التى تحتوى
على نشويات تلتصق بالأسنان، كلها من العوامل التى تؤدى إلى تسوس الأسنان. لذلك فإن غسل أسنان
الطفل ضرورى بعد كل أكل سواء كنت تعتبرينه أكلاً صحياً أم لا.
هناك خطأ شائع يقع فيه الآباء والأمهات وهو عدم الاهتمام بالأسنان اللبنية. يقول د. أسامة: "معظم
الآباء والأمهات يعتقدون أن الأسنان اللبنية ليست مهمة بما أنها ستتبدل بعد ذلك بالأسنان الدائمة." لكن
الأسنان اللبنية تقوم بدورين هامين: تمكن الطفل من الأكل والكلام بشكل سليم، كما أنها تحفظ المكان
للأسنان الدائمة التى ستظهر بعد ذلك، لذلك فإن علاج تسوس الأسنان فى هذه المرحلة المبكرة هام للغاية
لعدم فقد أية أسنان. فإن فقد سنّة فى هذه المرحلة يعنى أن أسنان أخرى ستحل محلها وعندما يأتى الوقت
لظهور السنّة الدائمة لا تجد مكاناً لها، وينتج عن ذلك أسنان متراكبة. يضيف د. أسامة: "إذا كان ولابد
خلع إحدى الأسنان اللبنية يكون من المهم أن يضع الطبيب للطفل بديلاً يحفظ مكان السنة الفارغ."
التغذية الصحية تؤدى إلى أسنان صحية فتكون أقوى وأكثر قدرة على مقاومة التسوس.
هناك عناصر غذائية عديدة هامة تساعد على نمو أسنان صحية وكذلك على بناء الفك. يتضمن ذلك
الفوسفور، فيتامين "د"، وبالطبع الكالسيوم. الأجبان الغنية بالكالسيوم على وجه الخصوص لها فائدتين:
فهى مغذية جداً، وفى نفس الوقت تثير إفراز اللعاب، كما تعادل الأحماض الموجودة بالفم.
ابدئى فى الحال الاعتناء بأسنان طفلك اللبنية بتنظيفها جيداً وبالتأكد من تناول طفلك للغذاء الصحى،
وتذكرى أن ابتسامة الطفل تكون مشرقة فقط إذا كانت أسنانه صحية
كيفية تنمية قدرات طفلك من خلال اللعب فى المرحلة من سن سنة إلى 3 سنوات.
فى الجزء السابق من هذا الموضوع فى العدد الماضى تحدثنا عن كيفية تنمية قدرات طفلك من خلال
اللعب فى المرحلة من بداية مولده حتى سن سنة. فى هذا العدد نود أن نتحدث عن المرحلة التالية من
عمر الطفل وهى مرحلة ما قبل دخول المدرسة. هذه السنوات الثلاث هامة جداً بالنسبة لنمو الطفل بشكل
شامل. بدءاً من سن سنتين – السن المزعجة – عندما يبدأ الأطفال يتدربون على الاستقلالية، ووصولاً
إلى اليوم الأول فى (KG 1) يواجه الآباء مخلوقاً صغيراً مفعماً بالطاقة والحيوية. يقع الكثير من الآباء
فى خطأ اللجوء إلى التليفزيون لتهدئة أطفالهم فى تلك الأوقات النشطة من حياتهم وهو ما يؤدى كثيراً إلى
وصول الطفل إلى حالة من الخمول تشبه النوم من ناحية الاستفادة التى تعود عليه. لكن يجب على العكس
من ذلك أن يعتبر الآباء هذه السنوات فرصة نادرة لمساعدة عقول أطفالهم للوصول لآفاق جديدة. ويعتبر
اللعب من أمتع الوسائل لإفادة الطفل فى هذه المرحلة من عمره.
الألعاب التى تنمى القدرات العقلية للطفل:
بدءاً من عمر 15 شهر يبدأ عقل طفلك فى دخول مرحلة النمو الإدراكى، فيمكنه معرفة الأمور الأساسية
مثل التعرف على أنواع معينة من الأشياء. على سبيل المثال، يستطيع طفلك فى هذه المرحلة معرفة أن
اللعبة التى على شكل قطة، وصورة القطة، والقطة الحقيقية كلها تمثل حيوانات من نفس النوع، فكلها
قطط. من هذه السن وحتى سن الثالثة، يتعلم الطفل تقليد أفعال الكبار، كما يتعلم إبداء وتلقى بعض
الطلبات البسيطة التى تتطلب تقييم وذاكرة مثل طلبه للطعام، للعب، أو للقصرية. من المهم فى هذه
المرحلة أن يعمل الآباء بقدر الإمكان على إثراء البيئة المحيطة بالطفل. اللعب التى تصور أشكال
الحيوانات المختلفة وأصواتها مفيدة جداً بالنسبة للنمو الإدراكى للطفل وكذلك بالنسبة لذاكرته. الألعاب التى
تعتمد على التنسيق والترتيب مثل البازل والمكعبات تشجع الطفل على استخدام خياله فى تصور الصورة
الكاملة أو الشكل النهائى وبعد ذلك يبدأ الطفل فى الدخول فى التفاصيل لمحاولة تجميع هذا الشكل.
من المفيد جداً فى هذه المرحلة أن تجلسى مع طفلك أثناء اللعب وتعلقى بصوت مسموع على ما يقوم به.
على سبيل المثال: "ياه، إنت بتحط مناخير الكلب فى مكانها المظبوط، دلوقتى الكلب يقدر يشم." هذا
يساعد على تقدم التفكير المنطقى عند الطفل كما يساعده على تعلم الكلمات. بين سن الثانية والثالثة على
وجه الخصوص، ينمو بشكل أكبر إدراك الطفل فيستطيع أن يميز نوعه (ولد أم بنت)، يلبس لعبته
ملابسها، يعد، ويستمتع بالألعاب التى فيها محاكاة للواقع. من المفيد فى هذه السن أن يمارس الطفل
الألعاب التى تجعله يقوم بالتلوين، العد، وكذلك الألعاب التى تشبه الأدوات الحقيقية مثل اللعب التى على
شكل أطقم المطبخ، أو مقشات وجرادل التنظيف. هذا يقوى شعور الطفل بالاعتماد على النفس والثقة فى
قدراته بأنه يستطيع القيام بأعمال يقوم بها الكبار أو أنه لم يعد طفلاً.
الألعاب التى تفيد النمو الحركى للطفل:
توضح د. جيهان القاضى – رئيسة الجمعية المصرية لصعوبات التعليم – أنه فى هذه المرحلة يجب أن
تكون اللعب والألعاب من النوع الذى يركز على بناء العضلات، التناسق، والقدرات الحركية الكلية بشكل
عام. اللعب خارج المنزل يكون فعالاً فى هذه المرحلة، فاللعب فى الحديقة يعرض الأطفال لأشعة الشمس
المفيدة لأجسامهم، كما أنه يضفى على اللعب إحساس المغامرة. يجب أن يختار الآباء اللعب التى تجر
مثل العربات، أو الحيوانات التى تجر بعجل، أو عجل الأطفال، وكذلك الكور التى تجعل الطفل يقفز فوقها
أو يضربها. يمكن للآباء أيضاً أن يشاركوا أطفالهم فى بعض الألعاب، كوضع بعض العجلات أو
الأطواق بشكل منتصب وأن يجعلوا الأطفال يمرون منها. كثيراً ما توجد فى النوادى والحدائق العامة
ألعاب تشجع هذه النوعية من الأنشطة. فى سن الثالثة يجب على الأبوين أن يضعا فى حسبانهما النشاط
الرياضى – أو الأنشطة الرياضية - التى سيمارسها طفلهما فى حياته اليومية حيث أن هناك أنشطة
معينة يمكن البدء فى ممارستها بشكل فعال من سن ثلاث سنوات ونصف.
عندما تكونون فى البيت وتحتاجين لإيجاد طريقة مرحة لأداء بعض التمارين وإخراج بعض الطاقة مع
طفلك، يمكنكما أن تقوما بالرقص على أنغام الموسيقى فهى طريقة ظريفة تجعل طفلك يتحرك.
الألعاب التى تنمى مهارات الطفل الاجتماعية:
أحياناً يتم تجاهل مهارات الطفل الاجتماعية رغم أنها من أهم العوامل لتعلم اللغة والاكتساب المبكر لمهارة
التواصل. باختيار الألعاب المناسبة، يمكن للآباء أن يتعلموا كيف يثيرون انتباه الطفل، وإدراكه السمعى
واللغوى. من المهم أن تتذكرى أنه عندما تبدئين لعبة مع طفلك يجب أن تكملاها للنهاية ومن الأفضل عدم
مقاطعتكما أثناء اللعب لأن ذلك يظهر للطفل أهمية النشاط الذى تقومان به سوياً مما يزيد من حماس
الطفل له. من الألعاب التى تساعد على تنمية المهارات الاجتماعية للطفل هى الألعاب التى تعتمد على
تبادل الأدوار أو التمثيل حيث يمكن أن يأخذ كل من الطفل والأب و/أو الأم دوراً يمثله كأنهم فى موقف
حقيقى مثل الطبيب والمريض، أو المدرس والتلميذ. قراءة الكتب المصورة مع طفلك أيضاً من العوامل
التى تنمى مهاراته الاجتماعية. احرصى على توجيه أسئلة لطفلك عما يراه فى الكتاب، اذكرى أسماء
الأشياء الموجودة فى الكتاب واطلبى من طفلك تكرارها واشرحى له ما يحدث فى القصة بوضوح. فى
سن الثانية يجب أن يستطيع الطفل وصف ما يراه فى الكتاب وكذلك التعبير عن نفسه وعن شعوره تجاه
ما يراه. كثيراً ما تكون مفيدة أيضاً اللعب التى تعتمد على التقليد والاستجابة، عادةً تنطق هذه اللعب
أسماء أشياء ثم تشجع الطفل على تكرار ما سمعه بصوت مرتفع، أو قد تطلب اللعبة من الطفل الاستجابة
لأمر معين مثل الضغط على زر معين أو اختيار صورة معينة.
إرسال الطفل إلى حضانة على مستوى جيد من التجهيزات والدراية العلمية والتربوية هى فى الواقع خطوة
هامة فى بناء مهارات الطفل الاجتماعية. إن ذهاب الطفل إلى الحضانة يساعده على تعلم كيفية اللعب
والتفاعل مع الأطفال الآخرين وهو ما يعلمه مفاهيم معينة مثل التحمل، المشاركة، والاهتمام بمشاعر
الآخرين. كما أن الحضانة تعتبر خطوة تمهيدية للمدرسة وتسهل على الطفل المواد التعليمية التى سيتلقاها
فى السنوات الأولى فى المدرسة.
كلما قضيتم وقتاً أكبر فى إرشاد أطفالكم للألعاب المفيدة، كلما أتحتم الفرصة لعقولهم لكى تنمو بشكل صحى.
نمى ذكاء طفلك- من 3 إلى 5 سنوات
شجعى طفلك على التعلم من خلال اللعب فى سن الحضانة وما قبل المدرسة.
السن من 3 إلى 5 سنوات هو بداية التجربة المدرسية الحقيقية للطفل، وخلال هذه المرحلة سيبتعد الطفل
لساعات طويلة عن أمه لذلك من المهم أن تعمل الأم على تقوية علاقتها بطفلها بشكل أكبر. اللعب سوياً
هو أحد الطرق لتقوية تلك العلاقة بينك وبين طفلك وكذلك لتجهيز الطفل للأنشطة التى سيقوم بها فى
الحضانة. إن الآباء الذين يدمجون أطفالهم فى الألعاب التعليمية يرفعون من روح المبادرة ومستوى
التركيز عند أطفالهم كما أنهم بذلك أيضاً يكسرون أية حواجز لدى الأطفال تجاه العملية التعليمية نتيجة
خوفهم من الأشياء الغير مألوفة لديهم.