زعموا أن سارقاً تسور على رجل وهو نائم في منزله، فعلم به فقال:
والله لأسكتن حتى أنظر ماذا يصنع، ولا أذعره؛ ولا أعلمه أني قد علمت به.
فإذا بلغ مراده قمت إليه، فنغصت ذلك عليه.
ثم إنه أمسك عنه. وجعل السارق يتردد، وطال تردده في جمعه ما
يجده؛ فغلب الرجل النعاس فنام، وفرغ اللص مما أراد، وأمكنه
الذهاب. واستيقظ الرجل، فوجد اللص قد أخذ المتاع وفاز به. فأقبل
على نفسه يلومها، وعرف أن لم ينتفع بعلمه باللص: إذ لم يستعمل في
أمره ما يجب.فالعلم لا يتم إلا بالعمل، وهو كالشجرة والعمل به كالثمرة.
وإنما صاحب العلم يقوم بالعمل لينتفع به؛ وإن لم يستعمل ما يعلم لا يسمى عالماً.
ولو أن رجلاً كان عالماً بطريقٍ مخوفٍ، ثم سلكه على علمٍ به، سمي جاهلاً؛