فى هذا الفيديو نعيش مع د. محمود عبد الله نجا مدرس م. (كلية الطب جامعة المنصورة) حيث يقدم لنا بحثاً جديداً حول الإعجاز العلمي في البصمة الوراثية من خلال قناة مكة، المحاضرة برعاية الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي، وقد تم إلقاء هذه المحاضرة في المؤتمر السنوي الرابع للإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
و ان شاء الله هذا الفيديو على الرابط المذكور أدناه, مجرد بداية للحديث عن البصمة الوراثية فى القرآن و السنة, حتى يتثنى لى بفضل الله كتابة هذا البحث بالتفصيل و هو تحت عنوان (حديث القرآن و السنة عن إستخدام البصمة الوراثية في إثبات النسب أو نفيه )
لتحميل المحاضرة على أربعة أجزاء على الرابط التالي :
http://www.mashahd.net/playlist.php?plid=711 ملخص البحث:
خلال السنوات الأخيرة بدأت تظهر على السطح قضايا كثيرة متعلقة بـإنكار النسب أثارتً جدلاً فقهياً واجتماعياً واسع النطاق، حيث تقول الإحصائيات أن هناك أكثر من (14) ألف طفل وطفلة بلا هوية و لا نسب في مصر وحدها، والعدد مرشح للتزايد بعد انتشار ظاهرة الزواج العرفي و انتشار الزنا، كما أن بعض الآباء قد يرمى زوجته بالزنا و ينفى نسب أحد أبنائها أو كل الأبناء إليه, وبالتالي أصبح هؤلاء الأطفال عديمي النسب بدون وجود قانوني بعدما رفض آباؤهم الاعتراف بهم.
وفى الحقيقة قضية إثبات النسب أو نفيه من القضايا التي اهتم الإسلام بها وحدد لها ضوابط شرعية لمنع اختلاط الأنساب و شيوع الفاحشة بين الناس أو اتهام النساء باطلا بالزنا, و لذا قال النبى صلى الله عليه و سلم (الولد للفراش وللعاهر الحجر) البخاري، و من أنكر البنوة فعليه بأربعة شهداء على أن زوجته قد زنت, فمن لم يجد فعليه بالملاعنة، قال تعالى {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}النور 6. و من المعلوم أن الملاعنة قد تنفى التهمة عن صاحبها في الدنيا و لكنه قد يكذب و حسابه على الله في الآخرة. و لما كان العثور على الشهداء الأربعة من الأمور الصعبة التى قد لا تتيسر فى كل قضايا النسب، و حتى اذا تيسرت فربما لا نضمن أن أحدهم كاذب, كان البحث عن بديل مناسب يقوم مكان الشهداء الأربعة و يكشف كذب المتلاعنين أو أحد الشهود الأربعة ضرورة شرعية حتى يستقيم أمر النسب فى الأسرة بما يترتب عليه من التزامات شرعية مادية كانت أو اجتماعية.
و مع تقدم العلم الحديث و ظهور البصمات كفصائل الدم و بصمة الاصبع و البصمة الوراثية، بدأ العالم الغربى يبتعد عن شهادة اللسان و يتجه الى شهادة أجزاء الجسم على صاحبها, فبدأوا باستخدام فصائل الدم كدليل نفى للبنوة الا أنها لم تكن تصلح للاثبات ثم اكتشفوا البصمة الوراثية و رأى فيها الكثيرون الأمل المنشود لحل قضايا اثبات النسب أو نفيه، و رأينا العالم الغربى يسارع فى الأخذ بها كدليل نفى أو اثبات بعد أن ثبت أن الحامض النووى يمثل بصمة خاصة لكل كائن حى بنسبة مائة بالمائة اذ لا يمكن أن يتشابه الحامض النووى لشخصين على الاطلاق.
و لكن العالم الاسلامى وحتى لحظتنا هذه مازال فى خلاف حاد حول امكانية استخدام البصمة الورثية فى أمور النسب و فى اثبات أو نفى الجريمة عن الجانى, و بعد عدة مؤتمرات اسلامية و كان آخرها على ما أعلم تلك التي ناقشها أعضاء المجمع الفقهي في دورته السادسة عشرة التي انعقدت في مقر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في الفترة من 21 ـ 26 شوال 1422هـ، و قالوا بأن نتائج البصمة الوراثية تكاد تكون قطعية في إثبات نسبة الأولاد إلى الوالدين أو نفيهم عنهما، وأن الخطأ في البصمة الوراثية ليس واردًا من حيث هي، وإنما الخطأ في الجهد البشري أو عوامل التلوث. و مع ذلك خرجت نتائج المؤتمر لتشعر الناس بأن هناك شك فى قطعية ثبوت استخدام البصمة الوراثية فى اثبات أو نفى النسب, و خلاصة ما قالوه (لا يجوز للزوج أن يعتمد على البصمة الوراثية لنفي نسب من تلده زوجته ، وإنما طريق ذلك اللعان بشروطه الشرعية، ولا يجوز الاعتماد على البصمة الوراثية بدعوى التأكد من صحة من ثبت نسبهم شرعا. ولكن لا بأس بالاعتماد على البصمة الوراثية في حالات التنازع على مجهول النسب ، سواء أكان التنازع على مجهول النسب بسبب انتفاء الأدلة أو تساويها، أم كان بسبب الاشتراك في وطء الشبهة ونحوه. و كذلك في حالات الاشتباه في المواليد في المستشفيات، ومراكز رعاية الأطفــال ونحوها، وكذا الاشتباه في أطفال الأنابيب. وكذلك في حالات ضياع الأطفال واختلاطهم، بسبب الحوادث أو الكوارث أو الحروب، وتعذر معرفة أهلهم، أو وجود جثث لم يمكن التعرف علــى هويتها، أو بقصد التحقق من هويات أسرى الحروب والمــفقـوديـــن.
و العلماء الذين رفضوا الأخذ بنتائج البصمة الوراثية معذورون فى ذلك لأنهم يعتمدون بالدرجة الأولى على أقوال العلم المادى عن الحمض النووى مع القياس علي القيافة كإحدى الطرق الثابتة شرعاً لاثبات النسب، و لكن بدون أدلة شرعية صريحة عن الحمض النووى من القرآن أو السنة.
و لذا تأتى أهمية هذا البحث فى تقديم أدلة ذكر الحمض النووى فى القرآن و السنة و بالتالى وجوب الأخذ بالبصمة الوراثية فى اثبات أو نفى النسب.
و خطتى فى هذا البحث تقوم على العناصر الآتية:
1. اعادة تعريف الفراش و القيافة و ربطهما بصفات الجنين الموروثة (البصمة الوراثية)
2. شرح العلاقة بين القيافة و البصمة الوراثية
3. اثبات حديث القرآن و السنة عن الحمض النووى من خلال آيات الخلق و التصوير .
4. شرح القرآن و السنة للفكرة و الكيفية التى ينبنى عليها اختبار البصمة الوراثية بناء على فهم حديث القرآن و السنة عن الحمض النووى
5. تقديم مثال واضح من القرآن و السنة على كيف تم اثبات نسب الذرية البشرية الى آدم فى قول الله تعالى (يا بنى آدم) تلك اللفظة الدالة على وجوب نسب البشرية الى آدم و علاقة ذلك بالحمض النووى و البصمة الوراثية.
6. تقديم الأدلة على وجوب الأخذ البصمة الوراثية قبل اللعان مع توضيح الفرق بين الشهداء الأربعة فى قضية القذف و شهداء رمى الزوجة
7. أهمية البصمة الوراثية فى حفظ الأنساب