انس البراء عضو سوبر
تاريخ التسجيل : 28/09/2009 عدد المساهمات : 2171
| موضوع: ليه ربنا مابيساويش بين الناس!؟ الأربعاء 05 أكتوبر 2011, 9:17 pm | |
| [size=12]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من زمان و أنا بيجيلي تفكير غريب لما أشوف واحد فقير و واحد غني
أو واحد مريض و واحد صحيح كل ما أشوف حد فوق و حد تحت ييجي في نفسي شعور غريب كده
و أقول لنفسي :
هو ليه ربنا ما خلقش الناس كلهم أغنياء و أصحاء ؟؟ و ليه ربنا لم يساوي بين عباده ؟؟
بس كنت بقول لنفسي بس يا واد ما تقولش كده ربنا أكيد ساوى بين الناس بس انت مش واخد بالك ,
لكن لقيت حديث بيؤكد الكلام اللي كنت بفكر فيه
إن ربنا فعلا لم يساوِ بين عباده
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في تفسير قوله تعالى { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم }[الأعراف : 172]:
(( قال : جمعهم فجعلهم أزواجا ، ثم صورهم فاستنطقهم ، فتكلموا ،
ثم أخذ عليهم العهد والميثاق ،
{ وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم } ، قالوا : بلى ،
قال : فإني أشهد عليكم السماوات السبع ، والأرضين السبع ،
وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة : لم نعلم بهذا ،
اعلموا أنه لا إله غيري ، ولا رب غيري ، ولا تشركوا بي شيئا ؛
إني سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي ، وأنزل عليكم كتبي ،
قالوا : شهدنا بأنك ربنا وإلهنا ، لا رب لنا غيرك ، ولا إله لنا غيرك ، فأقروا بذلك ، ورفع عليهم آدم – عليه السلام – ينظر إليهم ،
فرأى الغني والفقير ، وحسن الصورة ودون ذلك ، فقال : رب ! لولا سويت بين عبادك ! قال : إني أحببت أن أشكر )) [ الراوي :أبي بن كعب -المحدث : الألباني - المصدر : تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم : 118 خلاصة حكم المحدث :حسن الإسناد موقوفا ]
يعني سيدنا آدم أهه بيقول لربنا انت ليه ما سويتش بين عبادك
بالإضافة إلى إن ربنا بيقول في القرآن : { و الله فضل بعضكم على بعضٍ في الرزق }[ سورة النحل - 71 ] و قال : { نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا و رفعنا بعضهم فوق بعضٍ درجاتٍ ليتخذ بعضهم بعضاً سخريا } [ سورة الزخرف - 32 ]
أنا عاوز أعرف بقى هو ربنا فعلا لم يساوي بين عباده بجد ؟؟
و لا أنا اللي فاهم غلط ؟؟ و إزاي ما يساويش بينهم و هو ( العادل ) اللي مش بيظلم حد ؟؟
و الإجابة
إن فعلا ربنا ما ساواش بين عباده !! و خلق الغني و الفقير و المريض و الصحيح و القوي و الضعيف و ده مش هباءاً و كده و خلاص ,
إنما لحكمة قد لا نعلمها , أو لحكمكة علمنا الله إياها كما في الحديث لكي يشكر الناس ربهم إذا رأوا المبتلين
أما بقى هل عدم المساواة ده يتعارض مع اسم ربنا ( العادل ) ؟؟
فالإجابة : لأ ,
لأن العدل لا يعني بالضرورة المساواة ,
و أديلك مثال , لو عندك ابنين , واحد صغير و واحد كبير , و حبيت تجيب لكل واحد هدية , و تعدل بينهم , هل تجيب لكل واحد مسدس لعبة , أم تجيب لكل واحد موبايل بكاميرا و نغمات مجسمة ؟؟
الإجابة طبعا لا ده و لا ده , هتجيب للصغير مسدس لعبة مثلا , و للكبير موبايل ,
و كده يبقى انت : لم تساوي بينهما, لكنك عدلت بينهما
لأنك اعطيت كل واحد هدية مختلفة لكنك أعطيت كل واحد ( ما يصلح له )
علشان كده ربنا من أسمائه الحسنى ( العدل ) و ليس المساوي , فربنا لما يجعل في الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين , يبقى لم يساوِ بين الذكر و الأنثى و إنما عدل بينهما بأن أعطى لكل منهما حسب ظروفه و حسب ما ينصلح به حاله و كذا الحال مع الغني و الفقير و المريض و الصحيح و القوي و الضعيف , ربنا ( لم يسوِّ ) بينهما , ( لكنه عدل ) بينهما بأن قسم لكل واحد منهما ما يصلح به شأنه ,
فقد يكون الفقير لو اغتنى لطغى و تجبر , و الغني لو افتقر لجزع و كفر , و غيرها من الحكم التي قد لا نعلمها أو نعلمها .
و هو ده بقى الفرق بين العدل و المساواة,
و إن العدل أشمل و أنسب و أفضل من المساواة , لأنه بيراعي ظروف الشخص نفسه و أحواله , و الظروف الخارجية المحيطة بيه
فالحمد لله أنه العدل الحكيم
جزاكم الله خيرا
و لا تنسوا كاتب الموضوع من دعوة صالحة بظهر الغيب : أن يُصلح الله له شأنه كله و أن يعذه من الهم و الحزن و العجز و الكسل
منقول[/size] | |
|