قبل الكلام عن الرؤية الشرعية، هناك ثلاث رسائل هامة لابد من توجيهها ..
أولاً : رسـالة إلى وليّ المرأة ..
لابد أن تتأكد من صدق رغبة المتقدم للزواج من الفتاة .. قال رسول الله oqezgm "ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته .."[متفق عليه] .. فلابد أن تجلس معه أولاً، وتجمع المعلومات عنه قبل أن يدخل البيت ويراها، لأنك ستسأل عن هذا أمام رب العالمين ... shb-zwj-mini
وفي نفس الوقت لا تعسِر عليه .. فنحن في زمن نحتاج فيه إلى تيسير الأمور .. وقد قال النبي oqezgm "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه" [رواه الترمذي وحسن الألباني] .. وقال أيضًا "يسروا ولا تعسروا" [متفق عليه] ..
ثانيًا: رسـالة لكِ أختي في الله ..
لا توافقي على رؤية أي شخص وتدعيه يدخل البيت، بل لابد أن يكون عندك ثوابت في الصفات التي ترغبين أن يكون عليها شريك حياتك، فإن لم تكن موجودة فيه فلا داعي لأن يدخل البيت من البداية.
إيـــاكِ أن تكوني مبتذلة .. فأنتِ غالية جدًا بدينك وبإلتزامك وبمنزلتك عند ربك، لا تجعلي الضغوط سببًا في أنكِ تتنازلين عن الثوابت التي تتزوجين من أجلها من الأساس .. واعلمِ أنكِ لو تنازلتي فهذا التنازل يأتي بنتائج عكسية.
لا تقبلي أن يراسلك أو يحادثك مادام لم يتقدَّم بعد لكِ، فالكلام يكون في وسط عائلتك وفي بيت أهلك إن أراد فعلاً الإرتباط بكِ .. لإنك إن وافقتي على ضغوطه وتنازلتي وتكلمتي معه وراسلتيه، فستجديه في النهاية ينتقد تصرفك.
وعليكِ أن تفهمي طبيعة الرجال، فعادة كثير من الرجال مصاب بآفتـيــن :
1) آفة الكِبر .. فالرجل دائمًا يريد أن يشعر برجولته وعنده عِزة، فتنقلب هذه العِزة أحيانًا إلى كِبر .. فليس بسهولة أن يرضى أن تنصحه زوجته ويرى في ذلك سلب لرجولته وقوامته، فلابد أن تشعِر الزوجة زوجها أنه رجل وأن له القوامة، مثلما على الزوج أيضًا أن يشعِر زوجته بأنها امرأة وأنها تحتاج إلى الرفق والحنان.
2) الإنفصام في الشخصية (الشيزوفرنيا) .. فهو يريدها معه جميلة ومدللة، وفي نفس الوقت يريدها حييّة وحادة وصارمة ولا تتنازل إلخ ..
فلابد أن تعرف المرأة أن لكل مقامِ مقال، ولو إنك فهمتي هذه المعاني جيدًا ستعرفين كيف تتعاملي مع الرجل.
لا تكوني غير واقعية في طلب العريس المنشود .. إذا جاءكِ من ترضين دينه وخلقه فاقبلي به، ولا داعي للمواصفات الخيالية التي تحلم بها الفتيات كأن يكون شيخ الإسلام و فارس الفرسان، بل لابد أن تكون المواصفات التي تطلبينها واقعية إلى أبعد الحدود.
rose-sep
ثالثًا: رسالة لك أخي في الله ..
لابد أن يكون هدفك واقعي بدون خيالات .. ولابد أن تكون الثوابت واضحة والمسائل التي تقبل التنازل عندك أيضًا واضحة .. فمن الممكن التنازل مثلاً في:
نسبة الجمال، ليس لازمًا أن تكون فائقة الجمال المهم أن تكون إذا نظرت إليها سرَّتك .. الوسط الإجتماعي والمؤهل العلمي، لو كانت الفروق بينكما بسيطة فلا إشكال ..
أهم شيء أن تراك كإنك لا مثيل لك بالنسبة لها وتقتنع بك.. حتى تستمر الحياة.
عليك أن تحافظ على مشاعر وأحاسيس المرأة التي ستتقدم لها .. فلا تقدم على الأمر إلا بعد أن تكون عندك رغبة حقيقية .. فإن لم يحدث قبول من أول مرة فلا داعي لتكرار الرؤية وعليك أن تنسحب بلباقة دون جرح لمشاعرها، لأن هذه المواقف تدمر في نفسية الفتاة وقد تكون سببًا في انتكاسها على الأقل انتكاس معنوي .. فتكون أنت سببًا في سخطها على قضاء الله.
لا تقارنها بمن كنت ترى قبل الالتزام ولا تنظر لها بعين النَّاس .. وانظر لها بعين الإنسان المؤمن الذي يريد العفاف، قيل لرسول الله oqezgm أي النساء خير قال "التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره" [رواه النسائي وصححه الألباني] .. فالعبرة ليست بجمال المظهر فقط ولكن بجمال المخبر والرضا بالدين والخلق أيضًا.
واعلم أن هذه العيون عندما خانت ربها فسدت القلوب، فلا يجب أن نقيس الأمور بالمعايير المادية فقط.
new ماذا تفعل في الرؤية الشرعية؟
المصادر:
درس "ماذا تفعل في الرؤية الشرعية؟" للشيخ هاني حلمي.