الرضا جنة الدنيا مستراح العابدين
يقول القائل : ان اغلب الناس لا ترضى
صغير يشتهي كبرا * وذو شيبة ودا لوصغرا
وخال يبتغي عملا * و ذو عمل به ضجرا
ورب المال في تعب * وفي تعب من افتقرا
يقول القائل والنفس تأبى ان تكون فقيرة * والخير من غناً يطغيها
فغنى النفوس هو العفاف فان ابت * فجميع ما فى الارض لا يكفيها
احاديث الرضا
روى الامام مسلم في صحيحه من حديث العباس عم النبي رضي الله عنه انه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
ذاق طعم الايمان
ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
وفي صحيح مسلم ايضا
من حديث سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم
من قال مثل ما يقول المؤذن ثم يقول رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى
الله عليه وسلم نبيا ورسولا الا غفرت ذنوبه.
ويقول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الامام مسلم من حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما انه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد افلح من اسلم قد افلح من اسلم ورزق
كفافا وقنعه الله بما اتاه .
و قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : من قال حين يصبح وحين يمسي رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا الا كان حقا على الله ان يرضيه
معنى الرضا
يقول ابن القيم الرضا بالله هو ان ترضى بما قسمه واعطاه
وان ترضي بما قدره وقضاه وان ترضا بالله عما سواه.
الرضا هو سكون القلب الى اختيار الرب.
وقال بعضهم الرضا هو ان لا ترضا بغير الحالة التى انت فيها
وقال ابن القيم الرضا هو سرور القلب بمر القضاء .
(معنى عجيب لا تصبر على مر القضاء فحسب ولا ترضى به فحسب بل تفرح به)
حتى قال بعضهم عذابه فيك عذب وبعده فيك قرب * حسبي من الحب انى لما تحب
احب
امثلة على الرضا
سعد بن ابي وقاص خال رسول الله مجاب الدعوة احد العشرة المبشرين بالجنة ما فدا
النبى احد بوالديه الا سعدا
يقول لما كبر سعد فى السن عمي بصره وكان الناس يأتونه يسالونه السؤال فيدعوا
لهم فيستجيب الله الدعاء لان النبي دعا له بأن يكون مجاب الدعوة فجاءه شاب وقال
له يا ابا اسحاق أي سعد بن ابي وقاص يا ابا اسحاق انك تدعوا للناس فيستجيب الله
دعائك الا تدعوا لنفسك ان يذهب الله عنك عما بصرك ويرد عليك بصرك اما
تدعوا الله وانت تدعوه فيستجيب ادع ربك ان يرد عليك بصرك
فقال سعد بن ابي وقاص معلماً الدنيا كيف يكون الرضا بالمصائب
قال سعد بن ابي وقاص قضاء الله احب الي من رد بصري ايرضاه الله لي ولا
ارضاه لنفسي
الناس في الرضا علي ثلاث درجات
ادناهم:
من يشكوا الخالق الى المخلوق ويشكوا من يرحم الى من لا يرحم
واوسطهم:
من يشكوا الخلق الى الخالق
واعلاهم:
من يشكوا نفسه الى الخالق
يقول ابن القيم الرضا رضائان
رضا محمود و رضا مذموم
(الذي لا يصلي الفجر ابدا يرضا بالحالة التى هوفيها ويقول انا لا اصلى الفجر
الحمد لله الحمد لله !!
المتبرجة التى تصوم وتصلى واذا خرجت الى الطريق تبخرت و تزينت وتعترت
فان سالتها لم لا تتسترين لم لا تتحجبين تقول لو رضي الله عني لتحجبت لا بل
الرضا المحمود هو ان ترضي بحكم الله في امره الشرعي فتطيعه فيه فيما امر وتنته
عما نهى فيه وزجر
اما الرضا المذموم هو ان ترضا بالكفر او ان ترضا بالقعود عن الجهاد او ان ترضا
بالدنيا
لا يجوز الرضا بالكفر ولا بالمعصية فمن كان عنده معصية عليه ان يجهد نفسه
ليقلع عنها ويتوب منها
الرضا بالكفر قال الله تعالى ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرضا لعباده الكفر
الرضا بالدنيا قال الله تعالى وان الذين لا يرجون لقائنا ورضوا بالحياة الدنيا وطمئنوا
بها والذين هم عن آياتنا غافلون اوائك مئواهم النار
وقال الله تعالى يا ايها الذين آمنوا مالكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى
الاض ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فما متاع الحياة الدنيا من الاخرة الا قليل
الرضا لا يكون بالمعصية ويقول الذين اشركوا لوشاء الله ما اشركنا ولا آبائنا
واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ابائنا والله امرنا بها .( كذابين) قل ان الله لا يامر بالفحشاء
فمن رضي بالفاحشة ومن رضى بالمعصية فهذا الرضا مذموم
امثلة على عدم الرضا
من عجائب ما حكي في عدم الرضا امرأة تزوجت برجل ماتت زوجته وتركت ولد
صغيرا فقامت بتربية الولد لعل الله ان يرزقها الولد فاستمرت خمس سنوات لم
تنجب من زوجها فقالت اجلس أربي له ولده هل تزوجني خادمة فمنعها الله الولد
خمس سنوات فاوقدت نار الفرن حتى اشتعلت النار وجائت بالولد ولد زوجها ودفعته
في الفرن حتى يحترق ثم خرجت الى النساء تولول وتصرخ فجاؤا فاذا الولد قد تفحم
فى الفرن فكت وولولت ندبت حظها ثم شاء الله ان يرزقها بعد ذلك الولد ورزقها
خمسة من الاولاد وظنت ان الدنيا ضحكت لها وان الله عز وجل قد نسي امرها وفي
مرة قامت فاوقدت الفرن واشعلته والاولاد نيام في البيت ثم خرجت لتنادي على
بعض جيرانها لتعاونها على صناعة الخبز فخرجت شرارة من الفرن فاحرقت البيت
واحرقت الخمسة فجاء الناس فوجدوا الخمسة قد تفحموا (وما ربك بظلام للعبيد)
فجاءت المرأة فلما رأت اولادها صاحت وهي تقول الناس تنسى وانت لا تنسى واحد
بخمسة الناس تنسى وانت لا تنسى واحد بخمسة.
(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم) لهم موعد لهم ميقات
والله لا ينسى (في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى)
كيف نتعلم الرضا
قال نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم
من رضي فله الرضى ومن سخظ فعليه السخظ
يقول صلى الله عليه وسلم
انظروا الى من هو اسفل منكم ولا تنظروا الى من هو اعلى منكم ذلك احرى ان لا
تزدروا نعمة الله عليكم
من اراد ان يعلم نفسه الرضا بما قدر ربنا وقضا خاصة فى المصائب خاصة فى الرزق
ذهب امير المؤمنين على ليعزي رجل مات ولده الاوحد فوجده حزينا
حزنا لا مثيل له فذهب اليه امير المؤمنين علي وقال له ان ترضا مضى امر الله
وانت مأجور وان جزعت مضى امر الله وانت مأثوم مأزور فاستراح الرجل
قال ربنا عز وجل ومن يأمن بالله يهدي قلبه
يقول بن عباس من يأمن بالله اى يرضا بما قدره وقضاه
من يأمن بالله تجده مرتاح سعيد ان اعطي حمد لله وان منع صبر وان تركه ربه
رضي وان دعاه اجاب ولبى
فهو في كل حال تحت امر مولاه
ما اصابك من مصيبة فى الارض ولا في انفسكم الافي كتاب من قبل ان نبرائها ان
ذلك على الله يسير لي لا تاسوا علي .............
مما يروا في حالات الرضا امراة عجوز لها ولد وحيد ربته على القناعة ربته على
حب الله عز وجل والرضا بقدره وقضائه دع الحرص على الدنيا وفي العيش فلا
تتعب فما تدري لمن تجمع
فان الرزق مقسوم وسوء الظن لا ينفع فقير كل من يطمع غني كل من يقنع
الغني يمكن ان يكون راضي بالله بان يؤدي حق الله في ماله والفقير كيف يكون
راضي ان يؤدي حق الله في فقره فلا يسأل الناس الحافا ولا يمد يده لاحد بل يرضا
هذه المرأة ربت ولدها وكانت تمتلك حجرة صغيرة واحدةعلي سطح بيت ليس
للحجرة سقف وشاء الله ان تستمر سنوات وسنوات بدون ان ينزل مطر ثم نزل
المطر شديدا فقامت الام وحضنت ابنها لتحميه من المطر واشتد المطر فلم تجد شيئا
لتاوي اليه فقامت الى باب حجرتها ووضعت اللباب على جدارين وتكنت فيههي
وولدها من المطر فلما منع الله المطر بالباب اخرج الولد راسه من حضن امه ونظر
الى السماء فوجد الباب قد سترهم فقال يا اماه ماذا يفعل الفقراء الذين ليس عندهم باب
( لدينا كم باب نسأل الله ان يبارك فى ابوابنا واموالنا واولادنا نحمد الله على كل حال)
لاكن لا نرضا بالمعصية لا نرضا بالدنيا ولا نجلس عندها بل علينا ان نغير من
انفسنا لا نرضا بهمنا ولا تفرقنا ولا ضعفنا ولا بجهلنا بل علينا ان نغير من حالنا ولا
نرضا ببدعنا ولا مخلفتنا لهدى نبينا
الرضا كما يقول اهل العلم ثلاث اقسام
رضا واجب ورضا مستحب ورضا محرم
الواجب ان ترضا بامر الله وحكمه
المستحب ان ترضا بحكم الله في البلاء وال32
الرضا المحرم ان ترضا بالمعصية
نسأل الله ان يرزقنا الرضا بعد القضاء ورغد العيش بعد الموت
ترقبوا الخطبة مسجلة بالصوت والصورة
الأربعاء 23 سبتمبر 2015, 3:20 am من طرف 
موضوع: الرضا 
