يقول إبن جبير وهو على مشارف طيبة قصيدة وهذا مطلعها :
أقول وآنست بالليل نارا ً....
لعل سراج الهوى قد أنارا
وإلافما بال أفق الدُّجى ....
كأن سنا البرق منه إستنارا
ونحن من الليل فى حندس ....
فما باله قد تجلى نهارا
وهذا النسيم شذا المسك قد ....
أعير أم المسك منه إستعارا
ومنها
لما حللنا فناء الرسول .... نزلنا بأكرم مجد جوارا
وحين دنونا لفَّّرْض السلام .... قصَّرنا الخُطى ولزمْنا الوقارا
فما نُرْسل اللَّحظ إلااختلاسا .... ولا نرفع الطرف إلا إنكسارا
ولا نظهر الوجد إلا إكتتاما ....
ولا نلفظ القول إلا سِرارا
إليك إليك نبى الهُدى .... ركبت البحار وجُبْت القفارا
دعانى إليك هوىً كم .... أثار من الشوق ما قد أثارا
فناديتك لبيك داعى الهدى ....
وما كنت عنك أطيق اصطبارا
ولو كنت لاأستطيع السبيل ....
لطرت ولو لم أصادف مطارا
عسى لحظة منك فى غدٍ ....
تمهد لى فى الجنان القرارا
إبن جبير رحالة أندلسى برع فى الأدب والشعر (540 -614 هجرية )