فليكن منهجه منهجنا
قبل
هجرة النبي الكريم (منذ أكثر من 1400 سنة) كان عدد المسلمين لا يتجاوز المئات،
واليوم (حسب أحدث إحصائية لعام 2009) فقد بلغ عدد المسلمين ألف وست مئة مليون مسلم
(1.6 مليار مسلم)، فتصوروا معي هذا العدد الكبير كله بفضل صبر النبي الكريم وعدم
يأسه وثقته بالله عز وجل، فهل تثق (أخي المؤمن) بالله تعالى وتمارس دورك في الدعوة
إلى الله تعالى ولو لمرة واحدة!
ومن
الدروس التي ينبغي علينا الاستفادة منها ما يلي:
1-
أراد النبي صلى الله عليه وسلم من هجرته أن يعلمنا الصبر وتحمل الصعاب في دعوتنا
إلى الله وألا نفقد الأمل من نصر الله واستجابته للدعاء. وهكذا أيها المؤمن، اصبر
وتحمّل المتاعب في سبيل الله ومن أجل أن تنال رضا الخالق عز وجل.
2-
أراد منا النبي الكريم أن نأخذ بالأسباب ولا نتكاسل أو نتقاعس عن العمل، فالهجرة
هي عمل قام به النبي ليعطينا إشارة إلى أن الداعية إلى الله ينبغي عليه الأخذ
بالأسباب. فلا يجلس في بيته ويقول إن الله لن يهدي هؤلاء الملحدين مثلاً! بل يحاول
بكل طريقة ويتبع كل أسلوب متوافر حتى يوصل كلمة الله إلى غير المسلمين.
3-
أراد النبي صلى الله عليه وسلم من خلال إقامته في الغار وقوله لسيدنا أبي بكر: (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَمَعَنَا)، أن يعطينا درساً
في قوة الإرادة وألا نحزن مهما أصابنا من مصائب، لأن الله مع المؤمن، ولذلك نجد أن
المؤمن لا يُصاب بالاكتئاب مهما كانت الظروف!
4-
أراد النبي الكريم أن يعلّمنا الثقة بالله جل وعلا، فلا يجوز لمؤمن رضي بالله
تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً أن ييأس مهما كانت الظروف. وينبغي
عليك أخي المؤمن أن تعلم أن الله هو الذي أراد لك هذه الظروف وأن الخير بانتظارك،
ولكن ينبغي أن تنجح في الاختبار وتثق بالله ووعده ولقائه وقدرته على كشف الضر عنك.
5-
أراد نبينا عليه الصلاة والسلام أن يعطينا درساً في "فن الدعوة إلى
الله" من خلال ذهابه لقوم يستجيبون لدعوته في المدينة المنورة. فلم يقعد
وييأس من هداية قريش، بل اتجه نحو مدينة أخرى فيها تربة خصبة لدعوته إلى الله ونشر
رسالة الإسلام. وهكذا أخي المؤمن، لا تفقد الأمل من هداية الملحدين والضالين
والبعيدين عن طريق الله، لا تقل إن الله لن يهديهم، بل تابع دعوتك إلى الله وابحث
عن أناس آخرين لتبلغهم معجزات القرآن وتبيّن لهم عظمة هذا الدين الحنيف.
وأخيراً
يا أحبتي! هل تتبعون خطوات هذا النبي العظيم وتسيرون على نهجه في حياتكم؟ وهل
تستفيدون معي من هذه الدروس والعبر؟ إذاً منذ هذه اللحظة ابدأ معي بالدعوة إلى
الله وأسهل طريقة هي الإنترنت الذي سخره الله لك، لا تتكاسل عن إرسال معلومة مفيدة
لصديقك أو لإنسان تظن أنه بحاجة إليها.
يمكنك
أخي الحبيب أن تدعو إلى الله من خلال الصدقة التي تقدمها لإنسان يدعو إلى الله عسى
أن تكون سبباً في هداية الكثيرين. كما يمكنك أن تدخل إلى أحد المنتديات وتنشر
مقالة عن إعجاز القرآن، باعتبار أن الإعجاز العلمي من أهم الوسائل في عصرنا هذا في
الدعوة إلى الله لأننا نعيش عصر العلم. نسأل الله أن يجعلنا هُداةً مهديين... إنه
على كل شيء قدير.
من قراءاتى