1. إذا أحب الحاج أن يزور المسجد النبوي قبل الحج أو بعده، فلينو زيارة المسجد النبوي، لا زيارة القبر فإن شد الرحال على وجه التعبد لا يكون لزيارة القبور، إنما يكون للمساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، كما في الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) متفق عليه.
2. فإذا وصل المسجد النبوي قدم رجله اليمنى لدخوله وقال: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، ثم يصلي ما شاء. والأولى أن تكون صلاته في الروضة النبوية، لأنها روضة من رياض الجنة كما ورد.
3. فإذا صلى وأراد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فليقف أمامه بأدب ووقار، وليقل: السلام عليكم أيها النبي ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، أشهد أنك رسول الله حقاً، وأنك قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده، فجزاك الله عن أمتك أفضل ما جزى نبياً عن أمته.
4. ثم يأخذ ذات اليمين قليلا فيسلم على أبي بكر الصديق ويترضى عنه.
5. ثم يأخذ ذات اليمين قليلا أيضاً فيسلم على عمر بن الخطاب ويترضى عنه، وإن دعا له ولأبي بكر رضي الله عنهما بدعاء مناسب فحسن.
6. ولا يجوز لأحد أن يتقرب إلى الله بمسح الحجرة النبوية أو الطواف بها، ولا يستقبلها حال الدعاء، بل يستقبل القبلة، لأن التقرب إلى الله لا يكون إلا بما شرعه الله ورسوله، والعبادات مبناها على الاتباع لا على الابتداع.
7. والمرأة لا تزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا قبر غيره، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور والمتخذين عليه المساجد والسرج رواه الترمذي، وقال حديث حسن. لكن تصلي وتسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهي في مكانها فيبلع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في أي مكان كانت. ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) رواه ابو داود وصححه الألباني. وقال: (إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام ) جزء من حديث رواه الترمذي، وقال حسن صحيح. 8. ويشرع للرجال فقط أن يزوروا البقيع -وهو مقبرة المدينة - فيقول الزائر: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم.