أخوك لأبيك وأمك
قال ابن الجوزي: استأذن رجل على معاوية فقال للحاجب: قل له على الباب أخوك لأبيك وأمك، فقال له: ما أعرف هذا، ائذن له! فدخل فقال له: أي الإخوة أنت؟ قال: ابن آدم وحواء، فقال: يا غلام، اعطه درهماً، فقال: تعطي أخاك لأبيك وأمك درهماً! فقال: لو أعطيت كل أخ لي من آدم وحواء ما بلغ إليك هذا.
خالد مع عبدالمسيح
حكي أن خالد بن الوليد لما توجه من الحجاز إلى أطراف العراق دخل عليه عبدالمسيح بن عمرو بن نفيلة، فقال له خالد: أين أقصى أثرك؟ قال: ظهر أبي، قال: ومن أين خرجت؟ قال: من بطن أمي، قال: علام أنت؟ قال: على الأرض، قال: فيم أنت؟ قال: في ثيابي، قال: فمن أين أقبلت؟ قال: من خلفي، قال: وأين تريد؟ قال: أمامي، قال: ابن كم أنت؟ قال: ابن رجل واحد، قال: أتعقل؟ قال: نعم واقيَّد، قال: أحرب أنت أم سلم؟ قال: سلم، قال: فما بال الحصون؟ قال: بنيناها لسفيه حتى يجئ حليم فينهاه.
الحجاج مع امرأة خارجية
قال الحجاج لامرأة من الخوارج: اقرأي شيئاً من القرآن. فقرأت: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ( يخرجون ) من دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً} ، فقال: ويحك ( يدخلون )! قالت: ذلك في عهد أسلافك، وأما في عهدك فيخرجون
إنك لا ترضاها
عن زيد بن أسلم قال: قدمت على عمر بن الخطاب حلل من اليمن فقسمها بين الناس فرأى فيها حلة رديئة فقال: كيف أصنع بهذه إذا أعطيتها أحداً لم يقبلها إذا رأى هذا العيب فيها؟ قال: فأخذها فطواها فجعلها تحت مجلسه، وأخرج طرفها ووضع الحلل بين يديه فجعل يقسم بين الناس، قال: فدخل الزبير بن العوام وهو على تلك الحال، قال: فجعل ينظر إلى تلك الحلة، فقال له: ما هذه الحلة؟ قال عمر: دع هذه عنك، قال: ما هي؟ ماهي؟ ماشأنها؟ قال: دعها عنك، قال: فأعطنيها، قال: إنك لا ترضاها، قال: بلى قد رضيتها، فلما توثق منه واشترط عليه أن يقبلها ولا يردها رمى بها إليه، فلما أخذها الزبير ونظر إليها إذا هي رديئة، فقال: لا أريدها، فقال عمر: هيهات، قد فرغت منها فأجازها عليه، وأبى أن يقبلها منه.