محبة الحبيب
لما مشى رسول الله وابوبكر الى الغار جعل ابوبكر الصديق يكون امام النبى مرة
وخلفه مرة فسأله النبى عن ذلك فقال اذا كنت خلفك خشيت ان تؤتى من امامك واذا
كنت امامك خشيت ان تؤتى من خلفك حتى اذا انتهيا الى غار ثور ليلا قال ابوبكر .
" كما انت حتى أُدخل يدى فأحسه وأقصه فإن كان فيه دابة اصابتنى قبلك
وكان فى ذلك الغار جحر فألقم ابوبكر رجله ذلك الجحر تخوفا من ان يخرج منه دابة
اواى شىء يؤذى رسول الله .
اخى الحبيب أحب ابوبكر رسول الله حبا صادقا فدفعه ذلك إلى أن يحميه من كل ما
يؤذيه أويسوؤه اويضره ولكن توقف معى لحظة أريد أن اهمس فى اذنك بكلمة : وهل
يؤذى رسول الله اويسوؤه اويضره شىء اكثر من ان تخالف سنته وتهجر شريعته ؟!
ان جراحات بدنه لم تكن تضيره بدليل انه لما اصيب اصبعه فى بعض المشاهد انشد قائلا
هل انت الا اصبع دميت .......... وفى سبيل الله ما لقيت
لكنه فى المقابل ...لا يطيق جراحات قلبه بعصيان قومه ،أليس هوالذى كان لا يغضبه
شىء إلا ان تنتهك محارم الله فإذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه شىء !!
فيا أخى ...هل أرضيت رسول الله أم أغضبته ؟؟! هل احببته ام احببت مخالفته ؟! هل
اطعته ام عصيته .
محبة صديقية
يا اخى
من احب رسول الله حماه من كل ما يؤذيه تماما كما فعل ابوبكر الصديق رضى الله عنه
ليس فى حياة النبى فحسب حين حمى جسده الشريف مما يؤذيه بل كذلك بعد موته حين حمى
شريعته الغراء ممن اراد ان يبدلها وامتنع عن دفع الزكاة فحارب المرتدين قائلا :
" والله لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لومنعونى عقالا
كانوا يؤدونه الى رسول الله لقاتلتهم على منعه إنه قد انقطع الوحى وتم الدين
أينقص وأنا حى !!!؟
ولما كلمه الناس فى الا يبعث جيش اسامه وهوالجيش الذى كان رسول الله قد انفذه ثم
لقى ربه قبل خروجه لما كلموه أن لا ينفذ الجيش لحاجته إليه.... زمجرا كالأسد الهصور
وأردف كالرعد القاصف ..
والله لوأن الطير تخطَّفتنى وأن السباع من حول المدينة وأن الكلاب جرَّت بارجل امهات
المؤمنين ما رددت جيشا وجهه رسول الله ولا حللت لواء عقده والله لولم يكن فى القرى
غيرى لانفذته ، أوأطيعه حيا وأعصيه ميتا .
..يعلمنا درسا بليغا فى المحبة الصادقة على انها ليست فى قصائد المدح وأشعار
الثناء بل فىالتزام النهج وحسن الاقتداء ألا ما أرخص الحب اذا كان كلاما وما
اغلاه حين يكون قدوة والتزاما.