أعلى درجات التوكل
هذه هى السمة الثانية من سمات المهاجرين الجدد تعلموها من خير معلم وأعظم قدوة
رسول الله
قال أبوبكر " كنت مع النبى فى الغار فرأيت أثار المشركين ، فقلت يا رسول الله لوأن
أحدهم رفع قدمه لأبصرنا تحت قدمه ، فقال " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما " "
يجيبه النبى بجواب ملئه التوكل والاعتماد على الله وحده لان الله سبحانه وتعالى
" لا تدركه الأبصار " الأنعام من الأية 103 .. فمن كان فى معية الله فهوأيضا
" لا تدركه الأبصار "
قال الله عز وجل " إذ يقول لصاحبه لا تحزن غن الله معنا " التوبة من الأية 40 ...فلا
حزن...لأن من كان الله معه لا يُغلب...ومن لا يُغلب فيحق له ألا يحزن
فمعنى المعية هنا
النصر والدفاع وليس مجرء العلم والإحاطة
وظهرت هذه الطمأنينة جليةحين انتهى المشركون إلى الجبل الذى كان فيه رسول الله
وجلس رجل يبول بمواجهة الغار ، فقال أبوبكر :
يا رسول الله إن هذا الرجل ليرانا ، وكان مواجهه ، فقال رسول الله : كلا إن ملائكة
تسترنا بأجنحتها ، ولوكان يرانا ما فعل هذا
ولذا صحَّ عن الرسول أنه كان طوال الرجلة مطمئنا لا يلتفت يمنة ولا يسرة حتى بعد
أن أدركه سراقة بن مالك
وما أحوجنا إلى أن نتعلم هذا التوكل فلا يعود فى قلوبنا غير الله ولا نرجوولا نثق ولا
ندعوولا نطلب ولا نلجأ ولا نعتصم ولا نرهب إلا الله ، ومن كان هذا حاله فى الدنيا
فهويعيش فى الجنة قبل دخولها وفى النعيم... وأى نعيم .