لقد أعدّ الله تعالى لتارك الصلاة على صحة البدن، فمنه ما روي عن عبدالله بن عباس رضي
الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس بين الكافر والمسلم الا ترك
الصلاة، فان تارك الصلاة على صحة البدن يبتليه الله تعالى بخمسة عشر عقوبة، منها ستة
في الدنيا، وثلاثة عند موته، وثلاثة في قبره، وثلاثة عند لقاء ربه.
فأما التي تصيبه في الدنيا، فيرفع الله تعالى البركة من عمره.
والثانية: يرفع الله البركة من رزقه.
والثالثة: تزول سيما الخير من وجهه.
والرابعة: كل عمل يعمله لا يقبل منه شيء.
والخامسة: كل دعائه لا يسمع.
والسادسة: لا حظ له في الاسلام.
قيل يا رسول الله فما الثلاثة التي تصيبه عند الموت؟ قال صلى الله عليه وسلم:" يموت
حيرانا ذليلا ولا يدري على أي دين يموت، ويموت عطشانا جيعانا ولو سقي أنهار الدنيا كلها
ما روي".
قيل يا رسول الله فما الثلاثة التي تصيبه في قبره؟ قال:" ظلمة القبر وضيقه، ومسألة منكر ونكير".
قيل يا رسول الله، فما الثلاثة التي تصيبه عند لقاء ربه؟ قال:" يلقى الله تعالى وهو غضبان
عليه، ويبعث الله له ملكا يكّبه على وجهه في النار، ويعذبه الله تعالى بالوادي الذي يقال له
ويل". حديث موضوع أنظر تنزيه الشريعة.
قال الله تعالى:{ فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} الماعون 4-5.
وقال صلى الله عليه وسلم:" عشرة من أمتي سخط الله تعالى عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا
أليما، ويأمر الله تعالى بهم يوم القيامة الى النار" قيل من هم يا رسول الله؟.
قال:" أولهم الشيخ الزاني. والثاني: الامام الظالم. والثالث: مدمن الخمر. والرابع: مانع
الزكاة. والخامس: شاهد الزور. والسادس: الماشي بين الناس بالنميمة. والسابع: الذي ينظر
لوالديه بنظر الغضب. والثامن: من يطلق زوجته ثم يمسكها على الحرام. والتاسع: الذي يحكم
بالجور. والعاشر:تارك الصلاة على صحة البدن".
وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن تارك الصلاة على صحة البدن: هل يقبل منه التوحيد؟
قال: من لا صلاة له لا توحيد له، ومن لا صلاة له، لا زكاة له، ومن لا صلاة له، لا صيام
له. قال تعالى:{ فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا} مريم 59.
وغيّا واد في جهنم لا يدخله الا تارك الصلاة.
قال ابن عباس: أول ما يسأل العبد يوم القيامة عن الصلاة، فان قبلت منه، قبل سائر عمله.
وتارك الصلاة على صحة البدن اذا رفع اللقمة من القصعة، تقول: رفعني عدو الله الى فم لم يذكر الله.
وتارك الصلاة على صحة البدن يسوّد الله وجهه، ويضيّق خلقه، ويقتر رزقه، وتتقمّل ثيابه،
ويبغضه الله تعالى، ويبغضه جيرانه ويجور عليه سلطانه.
وتارك الصلاة على صحة البدن، لا تجوز شهادته، ولا يحل لمسلم أن يؤاكله أو يزوّجه ابنته،
ولا يدخل معه تحت سقف واحد.
وتارك الصلاة على صحة البدن يأتي يوم القيامة على جبهته مكتوب ثلاثة أسطر:
في السطر الأول: يا مضيّع حقوق الله.
وفي الثاني: يا مخصوصا بغضب الله تعالى.
وفي الثالث: كما ضيّعت حق الله، فأيس اليوم من رحمة الله تعالى.
وفي الخبر ان النار تقول لتارك الصلاة: أنت لي وليّ، يا ليت أن الله جمع بيني وبينك،
فأنتقم للصلاة منك، أنت عدو للصلاة، والله عدو لك.
وتقول له الجنة: يا عدو الله، ضيّعت أمانة الله تعالى، وتهاونت بفريضة الله، فاني محرّمة
عليك حين يتبوأ عباد الله مني حيث يشاؤون، ما جرت أنهاري، وتجاوبت أطياري، وسطع
نوري، وتزيّن حوري، فأنا وما في الحور والسرور والولدان والقصور، حرام عليك أبد الآبدين