قال رجل لحكيم: ما رأيتُ صادقًا! فقال له: لو كنت صادقًا لعرفت الصادقين.
قيل عن الصبر: هو الفناء في البلوى بلا ظهور شكوى.
وقيل: الصبر المقام مع البلاء بحُسْنِ الصحبة، كالمقام مع العافية[1].
قال بعض الحكماء: أَحْيُوا الحياء بمجالسة من يُستْحى منه.
قيل الحياء: ذوبان الحشا لاطِّلاع المولى، ويقال: الحياء انقباض القلب، لتعظيم الربِّ[2].
قال بعض الفقهاء: الحياء خليل المؤمن[3].
وقيل أيضًا: ثلاثة من أعلام الحياء: وزن الكلام قبل التفوُّه، ومجانبة ما يحتاج إلى الاعتذار
منه، وترك إجابة السفيه حلمًا عنه[4].
قال بعض العلماء: الحِلْمُ أرفع من العقل؛ لأن الله تعالى تسمَّى به[5].
قيل في مَنْثُورِ الْحِكَمِ: الْحِلْمُ حِجَابُ الآفَاتِ.
وسئل بزرجمهر[6] عن الحلم، فقال: العفو عند المقدرة[7].
وقال بعض الحكماء: أصل المحاسن كلها الكرم، وأصل الكرم نزاهة النفوس عن الحرام،
وسخاؤها بما ملكتْ من الخاصِّ والعامِّ، وجميع خصال الخير وفروعه.
و قيل في منثور الْحِكَمِ: الْجُودُ عن موجودٍ.
وقيل في الْمَثْلِ: سُؤْدُدٌ بِلاَ جُودٍ، كَمَلِكٍ بلا جنودٍ.
وقال بعض الحكماء: الْجُودُ حارس الأعراض[8].
وقيل: الوفاء ملازمة طريق المواساة، وَمَحَافِظُ عُهُودِ الْخُلْطَةِ[9].
وقال بعضهم: الزهد هو طلب الحلال[10].
وقال بعض البلغاء: إنَّ العدل ميزان اللَّه الذي وضعه للخلق، ونصبه للحقِّ، فلا تُخَالِفْهُ في
ميزانه، ولا تعارضه في سلطانه، وَاسْتَعِنْ على العدل بِخلَّتَيْنِ: قلَّة الطَّمع، وَكَثْرَة الْوَرَعِ[11].
وقال الشَّيخ تقيُّ الدِّين بن الصلاح الشافعي: العدل تَحْصِيلُ منفعته وَدَفْعُ مَضَرَّتِهِ، وعند
الاجتماع يُقَدَّمُ أَرْجَحُهُمَا؛ لتحصيل أعظم المصلحتين بِتَفْوِيتِ أدناهما، وَدَفْعِ أعظم الْمَفْسَدَتَيْنِ
باحتمال أدناهما[12].
وقال بعض الحكماء: ليست العزَّة حُسْنَ الْبِزَّةِ*[13]