أحيانا نستمع إلى بعض الآباء وهم يخاطبون أبناءهم بشكل يؤذي
شخصية الطفل على المدى البعيد بل يدمرها مع مرور الوقت.
فمثلاً عدما يمر الابن في موقف وكانت ردة فعله لا تطابق توقعات الأب أو الأم ، عندئذ يبدأ
الأب بالتصريح عن استيائه لما فعل ابنه (الذي رباه وتعب من اجله كل هذه السنين) ويتطرق
إلى مسألة فشله في صياغة ابن (يعتمد عليه) في هذه الحياة الصعبة وكيف سيستطيع أن
يطمئن على مستقبل ولده الذي لا يعرف التصرف في أمور بسيطة مثل هذه ، ويصاحب كل
هذه المسرحية تدخلات الأم مثلاُ وهي تدعم كلام الأب بأن (هذا الولد سيكون مثل خاله .....
) الذي يعرف بشخصيته السلبية والكل يتكلم عنها باشمئزاز ، أو في صيغة أخرى وهي توجه
الكلام إلى الأب (ستكون ابنتك مثل عمتها ..... ) المعروفة بكسلها وعدم نجاحها في أي
شيء تقوم به.
هذه بعض الحالات التي ممكن أن يتقبلها بعض الآباء ويسلمون بأنها خاطئة ، ولكن هناك
بعض الألفاظ التي يتداولها الآباء والأمهات يومياً مع أبنائهم دون وعي لما يترتب عليها .
فيقول الطبيب النفسي (ستيف بيدلوف) ان مثل هذه الألفاظ :
((أنت ميؤوس منك))
((يا إلهي ، أنت مزعجة))
((سوف تندم، سترى))
((أنت أبله، هل سمعت ؟))
((أنت لا تساوين شيئاً))
((يا أحمق ، توقف عن فعل ذلك))
((أعطني إياه يا أبله !))
و كثير من الجمل التي لو أمعنا في تفحصها لكنا اقتنعنا بأن هؤلاء الآباء والأمهات يقومون
بشحن أبناءهم بطرق متعددة تؤدي في النهاية إلى انفجار هذا الطفل أو هذه الطفلة البريئة التي
لم تقترف ذنب سوى أنها لم تولد حسب المواصفات (المثالية) التي أرادها الأب أو الأم ..
في اعتقادي أننا يجب أن نفرق بين شخصية الطفل السيئة وبين ما كنا ننوي أن تكون عليه
هذه الشخصية !!