كيف نربي أطفالنا على الإيمان
لقد أثبتت التجارب التربوية أن خير الوسائل لاستقامة السلوك والأخلاق هي التربية القائمة
على عقيدة دينية و يجب أن تكون توجيهاتنا لأطفالنا مستمدة من كتاب الله عز وجل وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم، ونشعر الطفل بذلك، فيعتاد طاعة الله تعالى والاقتداء برسوله
صلى الله عليه وسلم وينشأ على ذلك
ويمكن تلخيصها كالاتى:
- أساليب التوعية: من خلال ابراز الآيات وأسلوب التذكير.
- الأساليب العاطفية كالمحبة والحنان والمساعدة.
- أساليب الجذب كالتكريم والاحترام والتودد إليهم.
- الأساليب الخيِّرة كالنصيحة والوعظ والارشاد.
- الأساليب التوضيحية كالشرح والتحليل والحوار.
- أساليب الترغيب كذكر سير الصالحين والقصص ذات العبرة والمغزى.
وعلى الأم أن تعمل على تربية طفلها إيمانيَّا واجتماعيَّا، وأن تعمل على تأديبه بآداب الإسلام.
التربـية الإيمانية: بما يعنى تقوية علاقة الطفل بربه، وبحيث يملأ الإيمان قلبه ومما يساعد على ذلك.
مبدأ التشجيع:
- يجب أن يؤدي الطفل العمل الحسن على أساس كونه واجباً شخصياً واجتماعياً من غير أن
يتوقع الثناء عليه، وعلى الوالدين تشجيعه على اعتبار كونه شخصاً صالحاً وعارفاً بواجبه إن
تشجيع الطفل يؤثر في نفسه تأثيراً طيباً، ويحثه على بذل قصارى جهده لعمل التصرف المرغوب فيه.
- وتدل الدراسات أنه كلما كان ضبط سلوك الطفل وتوجيهه قائمأ على أساس الحب والثواب
أدى ذلك إلى اكتساب السلوك السوي بطريقة أفضل، ولابد من مساعدة الطفل في تعلم حقه، ما
له وما عليه، ما يصح عمله وما لا يصح، وذلك بصبر ودأب، مع إشعار الأطفال بكرامتهم
ومكانتهم، مقروناً بحسن الضبط والبعد عن التدليل
مبدأ الاعتدال:
- فلا ينبغي تكليف الطفل بأي عمل شاق. فقد ورد عن الأئمة المعصومين أنهم أمروا
باصطحاب الطفل إلى المسجد ولكن بشرط أن لا يطول المكث فيه فيشعر من جراء ذلك
بالتعب فالاعتدال في التربية الدينية للأطفال ، وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به، والإسلام دين
التوسط والاعتدال، فخير الأمور أوسطها، وما خير الرسول صلى الله عليه وسلم بين أمرين
إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، وعلى الأم أن تساعد طفلها على التفرقة بين الحلال
والحرام، حتى ينشأ على الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه.
مبدأ تنقية البيئة المحيطة به :
- تبذل الجهود في التربية الإسلامية لإزالة العوامل والأسباب المشجعة على الانحراف، وكل
ما يمكن أن يترك آثاراً سلبية على ذهن الإنسان. وهذا يتطلب سلامة أجواء البيت والمدرسة
والمجتمع من الانحرافات ولا ننسى أن اللهو والمرح هما عالم الطفل الأصيل، فلا نرهقه بما
يعاكس نموه الطبيعي والجسمي، بأن نثقل عليه التبعات، ونكثر من الكوابح التي تحرمه من
حاجات الطفولة الأساسية، علما بأن المغالاة في المستويات الخلقية المطلوبة، وكثرة النقد
تؤديان إلى الجمود والسلبية، بل والإحساس بالإثم.
- يترك الطفل دون التدخل المستمر من قبل الكبار، على أن تهيأ له الأنشطة التي تتيح له
الاستكشاف بنفسه حسب قدراته وإدراكه للبيئة المحيطة بها وتحرص المربية أن تجيبه إجابة
ميسرة عن استفساراته، وتطرح عليه أسئلة مثيرة ليجيب عليها، وفي كل ذلك تنمية لحب
الاستطلاع عنده ونهوض بملكاته. وخلال ذلك يتعود الأدب والنظام والنظافة، وأداء الواجب
وتحمل المسؤولية، بالقدوة الحسنة والتوجيه الرقيق الذي يكون في المجال المناسب
مبدأ الخشونة واستخدام القوة من قبل الوالدين:
- حينما يحاول الطفل التمرد على الصيغ التربوية المتعارفة واتباع رغباته وأهوائه الشخصية
لسبب أو آخر يجب على الوالدين حينئذ اللجوء إلى أسلوب القوة فيصدرون له الأوامر والتوجيهات.
ويشرفون على تنفيذها بدقة، مع الاحتفاظ بدورهم في الارشاد والنصح والسيطرة في جميع
مراحل التربية، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، فيما لو تمرد على طاعة
والديه. إلا أن أغلب النصوص والأحاديث وردت بالمعنى اللغوي للكلمة، أي بمعنى التنبيه
والارشاد وأحياناً الضرب غير الموجب للدية، لأن الإسلام لم يقبل الضرب كوسيلة أولى
لعلاج مشكلة الأولاد بل لا بد أن يمارس الأب أو الأم وسيلة أخف منه قبل أن يلتجىء إليه.
يقول الإمام علي (ع): «لا تضربه واهجره... ولا تُطل.
مبدأ القدوة:
حيث يجب أن يمتثل المربي لأوامر اللَّه تعالى ليكون قدوة لأطفاله، ينتهجون نهجه في الصلاة
والدعاء والعبادة. حتى ينسجم القول مع الفعل في التربية.
كذلك على الأم أن تؤدب ولدها على حب رسول الله وحب آل بيته وتلاوة القرآن الكريم.. لما
روى عن النبى أنه قال: (أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب آل بيته وتلاوة
القرآن، فإن حملة القرآن فى ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله) [الديلمي].
- ويمكن للأم أن تنتهز أية فرصة لتشرح له قدرة الله عز وجل، وتتدرج معه من المحسوس
إلى المعقول، ومن الجزئي إلى الكلى، ومن البسيط إلى المركب ؛ حتى تصل معه فى نهاية
الشوط إلى قضية الإيمان عن اقتناع وبرهان وعليها أن تغرس فى نفسه روح الخشوع
والتقوى والعبودية لله رب العالمين.