يولد الأطفال على الفطرة النقية ويتعلمون الصدق والأمانة شيئا فشيئا من البيئة إذا كان
المحيطون بهم يراعون الصدق في أقوالهم ووعودهم. و لكن إذا نشأ الطفل فى بيئة تتصف
بالخداع وعدم المصارحة والتشكك فى صدق الآخرين فاغلب الظن أن الطفل سيتعلم نفس
الاتجاهات السلوكية فى مواجهة الحياة وتحقيق أهدافه ، و الطفل الذي يعيش فى وسط لا
يساعد فى توجيه اتجاهات الصدق والتدرب عليه ، فإن هذا الطفل يسهل عليه الكذب خصوصا
إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية ولباقة اللسان وإذا كان أيضا خصب الخيال.
وهناك أنواع من كذب الأطفال منها :
كذب الأطفال الخيالي
حيث يلجأ الأطفال الصغار (من سن أربع إلى خمس سنوات) إلى اختلاق القصص وسرد
حكايات كاذبة. وهذا سلوك طبيعي لأن الأطفال يستمتعون بالحكايات واختلاق القصص من
أجل المتعة لان هؤلاء الأطفال يجهلون الفرق بين الحقيقة والخيال.
كذب الأطفال للدفاع عن النفس
وقد يلجأ الطفل الكبير أو المراهق إلى اختلاق بعض الأكاذيب لحماية نفسه من أجل تجنب فعل
شيء معين أو إنكار مسئوليته عن حدوث أمر ما. وهنا ينبغي أن يرد الآباء على هذه الحالات
الفردية للكذب بالتحدث مع الأطفال حول أهمية الصدق والأمانة والثقة.
كذب الأطفال الاجتماعي
وقد يكتشف بعض الأطفال في سن المراهقة أن الكذب من الممكن أن يكون مقبولا في بعض
المواقف مثل عدم الإفصاح للزملاء حتى لا يجرحوا شعور الآخرين وقد يلجأ بعض الأطفال
في سن المراهقة إلى الكذب لحماية أمورهم الخاصة أو لإشعار أنفسهم بأنهم مستقلون عن
والديهم (مثل كتمان أمر هروبهم من المدرسة مع أصدقائهم في أوقات الدراسة).
كذب الأطفال للمبالغة
- وقد يلجأ بعض الأطفال ممن يدركون الفرق بين الصراحة والكذب إلى سرد قصص طويلة
قد تبدو صادقة. حتى يتلقون قدرا كبيرا من الانتباه أثناء سردهم تلك الحكايات.
- وهناك البعض الآخر من الأطفال أو المراهقين ممن يكونون على قدر من المسئولية والفهم
وبالرغم من ذلك يكونون عرضة للكذب المستمر. فالأطفال أو المراهقين يشعرون أن الكذب
هو أسهل الطرق للتعامل مع مطالب الآباء والمدرسين والأصدقاء.
كذب الأطفال المرضى
هناك بعض الأطفال أو المراهقين الذين لا يكترثون بالكذب أو استغلال الآخرين. وقد يلجأ
البعض من الأطفال أو المراهقين إلى الكذب للتعتيم على مشكلة أخرى أكثر خطورة. على
سبيل المثال يحاول المراهق الذي يتعاطى المخدرات والكحوليات إلى إخفاء الأماكن التي ذهب
إليها ، والأشخاص الذين كان معهم ، والمخدرات التي تعاطاها ، والوجه الذي أنفق فيه نقوده.
كذب الأطفال الانتقامي
فقد يكذب الطفل لإسقاط اللوم على شخص ما يكرهه أو يغار منه وهو من أكثر أنواع الكذب
خطرا على الصحة النفسية وعلى كيان المجتمع ومثله وقيمه ومبادئه ، ذلك لان كذب الأطفال
الناتج عن الكراهية والحقد هو كذب مع سبق الإصرار، ويحتاج من الطفل إلى تفكير وتدبير
مسبق بقصد إلحاق الضرر والأذى بمن يكرهه ويكون هذا السلوك عادة مصحوبا بالتوتر
النفسي والألم.