يتبع الكثير من الآباء والأمهات أساليب تربية خاطئة وقد تكون متشددة في تربية الأطفال ؛ فهناك سلوك
خاطئ يتبعه الآباء والأمهات أثناء تربية الأطفال وهو إتباع سلوك الضرب ؛ ويعد ضرب الأطفال
صورة من أعنف صور تربية الأطفال حيث يتسبب في حدوث أثار نفسية سيئة وضارة لنمو الطفل تربوياً.
والأن نسوق إليكم أثار عملية الضرب علي الأطفال وعلاقتها بالنمو التربوي للطفل :
أولاً علاقة الضرب بالفعل المتعلق بالطفل / خطئه :
الضرب للطفل بمثابة إيلام بدني لمعاقبته علي خطأ ما أرتكبه ؛ في حين أن الحقيقة العلمية تؤكد أن الطفل
خلال التسع سنوات الأولي لا يمكنه أن يفرق أو يدرك العلاقة بين الخطأ الذي يرتكبه وبين الإيلام البدني
الذي يقع عليه ؛ وبالتالي فالهدف من الضرب لا يتحقق ؛ بل يؤدي لنتيجة عكسية في تربية الطفل.
ثانياً علاقة الضرب بالمفعول / الأثر المطلوب من ضرب الطفل :
لقد نهي الإسلام عن ضرب الطفل قبل عشر سنوات فقد قال المربي الأعظم محمد صلي الله عليه وسلم "
مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم وهم أبناء عشر " وهذا يعني النهي عن ضرب الطفل
قبل عشر سنوات فضلاً عن أنه لا يكون ضرباً مبرحاً.
ثالثاً علاقة الضرب بالفاعل / الطفل :
مسألة ضرب الطفل تعد في حد ذاتها أمر غير مقبول حيث يشعر الطفل بأن والديه يضربونه لأنه غير
مرغوب فيه ؛ مما يترتب عليه عند ضرب الطفل حدوث خلل وإضطراب في التوازن النفسي للطفل ؛
ولن يعود التوازن النفسي للطفل الإ من خلال دعم الطفل وإعطائه دفقة من الحنان والحب من جانب الأم
والأب.
رابعاً علاقة ضرب الطفل بالهدف المرجو منه :
- تؤكد الدراسات التربوية التي أجريت علي 95 % من الأطفال الذين يتعرضون للضرب من قبل
الآباء والأمهات أن ضرب الأطفال يكون نتاج إنفعال ينتاب الأب أو الأم ويحاولوا التنفيس عنه من خلال
ضرب الطفل ؛ وليست نتاجاً لتقديرات هادئة تستهدف تحقيق هدف تربوي معين.
- فالطفل لازال لا يدرك التفرقة بين الصواب والخطأ ليدرك أن الضرب سبب في تقويم سلوكه الخاطئ
؛ لذا فضرب الطفل لا يحقق الهدف المنشود منه وينبغي علي الوالدين أن ينتبهوا إلي أن الضرب ليس هو
الطريق السليم لتربية الطفل وتعديل سلوكه الخاطئ ؛ بل إن الضرب له أثار نفسيه سيئة بالطفل تضر
بنموه التربوي.