التعدد في الحياة الزوجية .
أيها الزوج المبارك .. أيتها الزوجة الوفية ..
مع اعتقادي الشديد أن بعض النساء يغضبن كثيرا من كلمة تعدد ، وربما مرضت الواحدة منهن إذا قال
لها زوجها سأتزوج عليك ، وقد تموت في بعض الأحيان إلا أنني أقدر للنساء غيرتهن لكن على المرأة
أن تعلم أن تعدد الزوجات ليست مشكلة بحد ذاتها ، فلم نسمع في يوم من الأيام أن التعدد أصبح مشكلة
خاصة إذا روعيت فيه الأطر والضوابط الشرعية ، بل إن التعدد هو وسيلة ناجحة لحل كثير من
المشاكل الاجتماعية ، وهو قبل هذا وذاك أمر أباحه الله بنص القرآن الكريم " فانكحوا ما طاب لكم من
النساء مثنى وثلاث ورباع " فلا عبرة بعد ذلك بكلام الغوغاء وهذيان الحثالة السفهاء ، الذين يعقدون
الندوات ويقيمون المنتديات ، ويجعجعون في الصحف والقنوات لمحاربة فكرة " تعدد الزوجات ".
كم نسمع عن كثير من الأزواج الذين قدموا كثيرا من العهود والمواثيق الغليظة لزوجاتهم على إن تزوجوا
أن يوفوا بوعودهم وعهودهم من العدل والاحسان والشفقة والاحترام ، لكنها الأيام تحكي واقعا ، فهذا
زوج بعد ما حرم الله زوجته الأولى من نعمة الإنجاب تزوج عليها وحق له أن يتزوج في إطار
الضوابط الشرعية في هذه القضية ، فتزوج عليها بعد ما عاهدها بالعهود والمواثيق الغليظة ، على أن
يعدل بينها وبين الزوجة الجديدة وأنها ستظل حبيبة القلب وملكة الفؤاد ، ولكنه لم يف بعهوده ووعوده ،
وخاصة بعد ما أنجب من الزوجة الجديدة طفلا جميلا ، فنسي زوجته الأولى وأهملها وتغيرت معاملته
لها ، فلم تطق تلك الزوجة الوفية الصبر على ذلك فرحلت إلى بيت أهلها ثم جاءتها الصدمة الرهيبة ،
حين استلمت ورقة طلاقها فسقطت طريحة الفراش ، تعاني آلام المرض النفسي قبل الجسدي ، ثم
تداركها الله برحمته ففارقت هذه الدار ، ورحلت إلى دار القرار وفي قلبها حسرات وآهات وزفرات .
نعم .. كثير من هذه القصص تطرق أبواب البيوت الزوجية ، وتكمن خلف وراء جدران البيوت
المستورة ، والكثير لا يشعر بالعواقب وما يُخبا ، إن أخوف ما تخافه الزوجة إذا تزوج عليها زوجها ألا
يعدل ، وأن يهضمها حقها وأن يتغير معها ، نعم .. لربما كثير من النساء لا يتأففن من قضية التعدد ،
لكن إذا بدأت تحسب النتائج المريرة إذا بها تتراجع إلى الوراء وتحسب الحسابات الكثيرة خشية وقوع
شيء بعد التعدد .
إن عدم عدل الزوج المعدِّد بين زوجاته يرجع إلى أسباب عدة من أهمها :
أولا : ضعف الوازع الديني في قلب الزوج ، وعدم مراقبته لله تعالى ، فالله الله أيها الزوج لا تكن كذاك
الزوج الظالم الباغي على زوجته الأولى ، واحذر أن تأتي وشقك مائل يوم القيامة بسبب ظلمك لها ، فقد
قال النبي صلى الله عليه وسلم " من كانت له امرأتان ، فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل "
.
ثانيا : كون الزوجة الثانية ، أصغر سنا ، أو أجمل شكلا ، من زوجته الأولى ، فيتعلق قلبه بها وينسى
ويهمل الثانية .
ثالثا : قد يكون ميل الرجل للثانية بغير قصد من الزوج لا إرادة ولا اختيار ، إنما بتأثير السحر وغيره
من الأعمال الشيطانية التي تفرق بين المرء وزوجه وكما قال الله " فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين
المرء وزوجه " .
رابعا : إثارة الزوجة الأولى للمشاكل والخلافات المستمرة ، بخلاف الزوجة الثانية فإنه قد لا يجد منها
الزوج أية مشكلة فيضطر إلى الزواج من امرأة أخرى .
خامسا : اعتقاد بعض الأزواج وتوهمهم أن الثانية لا بد أن تكون أفضل من الأولى ، وهذا مفهوم خاطئ
، لا يمكن تعميمه على كل حالات التعدد .
وأخيرا .. فإنه يمكن الجمع بين الحب والتعدد إذا تخيلت الزوجة أنها الوحيدة في حياة زوجها ، وإذا
تخيل الزوج أنه الوحيد ما دام أنه عندها ، بمعنى أن نتخلص من الأنانية والظلم ، وليجرب المعددون من
الرجال والنساء هذا الأمر إن كان هناك معددون وسيجدون طعم الحياة بإذن الله تعالى .