عاشراً : صفة يده الشريفة صلى الله عليه وسلم
قال يزيد بن الأسود: ناولني رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب ريحا
من المسك
وعن أنس رضي الله عنه: مامسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن بطال: كانت كفه صلى الله عليه وسلم ممتلئة لحما، غير أنها مع ضخامتها كانت لينة
وعن أبي زيد الأنصاري قال: مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على رأسي ولحيتي ثم قال: اللهم جمله
قال الراوي عنه: فبلغ بضعا ومائة سنة وما في لحيته بياض، ولقد كان منبسط الوجه ولم ينقبض وجهة
حتى مات - رواه البيهقي وغيره
حادي عشر : بياض إبطيه صلى الله عليه وسلم
عن أنس رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى رأيت بياض إبطيه
ثاني عشر : صفة صدره وبطنه وظهره صلى الله عليه وسلم
وصفه علي رضي الله عنه فقال: ذو مسربة وفسر بخيط الشعر بين الصدر والسرة
وصفت بطنه أم هانئ فقالت: ما رأيت بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذكرت القراطيس المثني
بعضها على بعض
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: كان صلى الله عليه وسلم أبيض كأنما صبغ من فضة، رجل الشعر،
فضاض البطن، عظيم مشاش المنكبين مفاض البطن واسعه
المشاش: رؤوس العظام
وعن محرش الكعبي قال: اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ليلا، فنظرت إلي ظهره كأنه
سبيكة فضة
وروى البخاري: كان صلى الله عليه وسلم بعيد ما بين المنكبين
وعن أبي هريرة: رحب الصدر
ثالث عشر :صفة قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم
قد صح أن جبريل عليه السلام شقه، واستخرج منه علقة، فقال له هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في
طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه فأعاده في مكانه قال أنس: فلقد كنت أرى أثر المخيط في صدره - رواه مسلم
رابع عشر : صفة قدمه الشريف صلى الله عليه وسلم
وعن ميمونة بنت كردم قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نسيت طول إصبع قدمه السبابة
على سائر أصابعه - رواه الإمام أحمد وغيره
وقال أبن أبي هالة: خمصان الأخمصين مسيح القدمين
والأخمص من القدم: الموضع الذي لا يلصق بالأرض منها عند الوطء
والخمصان: البالغ منه
ومسيح القدمين: أي ملساوتان لينتان ليس فيهما تكسر ولا شقاق
وعن عبد الله بن بريدة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس قدما
خامس عشر : صفة طول الشريف صلى الله عليه وسلم
قال علي رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا قصير ولا طويل وهو على الطول
أقرب - رواه البيهقي
وقال أبن أبي هالة: أطول من المربوع وأقصر من المشذب
والمشذب: البائن الطول في نحافة، وهو مثل قوله في الحديث الآخر: لم يكن بالطول المغط، أي
المتناهي في الطول
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل البائن ولا بالقصير
المتردد، وكان ينسب إلي الربعة إذا مشي وحده، ولم يكن يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا
طالة صلى الله عليه و سلم، ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فإذا فارقاه نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي الربعة - رواه البيهقي وعلي وزاد ابن سبع في
(الخصائص): أنه كان إذا جلس يكون كتفه أعلى من جميع الجالسين صلى الله عليه وسلم
ووصفه ابن أبي هالة: بأنه معتدل الخلق بادن متماسك
سادس عشر : صفه شعره الشريف صلى الله عليه وسلم
عن قتادة رضي الله عنه قال: سألت أنس عن شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كان شعر
رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرا بين شعرين، لا رجل سبط ولا جعد قطط، وكان بين أذنيه وعاتقه
وفي رواية: كان رجلا ليس بالسبط ولا الجعد بين أذنيه وعاتقه
وفي أخري: كان شعر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلي أنصاف أذنيه
وفي حديث البراء: يضرب إلي منكبيه، وفي حديث أنس: كان إلي أذنيه
وعن عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فوق الوفرة ودن الجمة
والجمة: هي مجتمع الشعر الذي نزل إلي المنكبين
والوفرة: ما نزل إلي شحمة الأذن
واللمة: التي ألمت بالمنكبين
قال القاضي عياض: والجمع بين هذه الروايات أن ما يلي الأذن هو الذي يبلغ شحمة أذنيه، والذي يلي
أذنيه وعاتقيه وما خلفه هو الذي يضرب منكبيه، قال: وقيل بل لاختلاف الأوقات فإذا غفل عن تقصير
شعره بلغ المنكب، وإذا قصره كان إلي أنصاف الأذنين فكان يطول ويقصر بحسب ذلك
وعن أبن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره وكان
المشركون يفرقون رءوسهم وكان أهل الكتاب يسدلون شعورهم وكان يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم
يؤم فيه بشئ ثم فرق صلى الله عليه و سلم رأسه - رواه الترمذي وفي صحيح مسلم نحوه
وسدل الشعر: إرساله، والمراد هنا إرساله على الجبين، واتخاذه كالقصة، وأما الفرق: فهو فرق الشعر
بعضه عن بعض
قال العلماء: والفرق سن لأنه هو الذي رجع إليه صلى الله عليه وسلم
والصحيح جواز الفرق والسدل، يكون الفرق أفضل - والقصة: شعر الناصية يقص حول الجبهة
وعن أم هانئ رضي الله عنها قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وله أربع غدائر - رواه الترمذي
الغدائر: هي الذوائد، والمفرد: غديرة
وعن أنس رضي الله عنه: كان في لحيته صلى الله عليه وسلم شعرات بيض - رواه مسلم
وعنه رضي الله عنه: ما كان في رأسه صلى الله عليه وسلم ولا لحيته إلا سبع عشرة أو ثماني عشرة
شعرة بيضاء وعن ابن عمر: نحو عشرين
وفي الصحيحين: أن ابن عمر رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصبغ بالصفرة
قال الثوري: المختار أنه صبغ في وقت وتركه في أوقات كثيرة، فأخبر كل بما رأى، وهو صادق
وعن أنس رضي الله عنه: كان صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته، ولم يرو أنه صلى
الله عليه وسلم حلق شعره الشريف في غير نسك حج أو عمرة فتكون تبقية الشعر في الرأس سنة، ومن
لم يستطع التبقية يباح له إزالته
وأما العانة: ففي حديث أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتنور، وكان إذا كثر
شعره حلقه