الاعتدال من الركوع وما يقول فيه
ثم " كان صلى الله عليه وسلم يرفع صلبه من الركوع قائلا: سمع الله لمن حمده"0
وأمر بذلك "المسيء صلاته" فقال له: "لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى... يكبر... ثم يركع... ثم يقول:
سمع الله لمن حمده حتى يستوي قائماً"0
ثم "كان يقول وهو قائم: ربنا[و] لك الحمد"0
وأمر بذلك كل مصل مؤتما أو غيره فقال: "صلوا كما رأيتموني أصلي"0
وكان يقول: "إنما جعل الإمام ليؤتم به... وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: "[اللهم] ربنا ولك الحمد"
يسمع الله لكم، فإن الله تبارك وتعالى قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم:
سمع الله لمن حمده"(17) 0
وعلل الأمر بذلك في حديث آخر بقوله: "فإنه من وافق قوله قول الملائكة غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه"0
وكان يرفع يديه عند هذا الاعتدال(18) على الوجوه المتقدمة في تكبيرة الإحرام،
ويقول وهو قائم - كما مر آنفاً- :
1- "ربنا ولك الحمد"(19) 0
وتارة يقول:
2- " ربنا لك الحمد"(20) 0
وتارة يضيف إلى هذين اللفظين قوله:
3و4- "اللهم"(21) 0
وكان يأمر بذلك فيقول: "إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق
قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه"0
وكان تارة يزيد على ذلك إما:
5- "ملء السماوات، وملء الأرض, وملء ما شئت من شيء بعد 0
وإما :
6- "ملء السماوات و[ملء] الأرض, وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد"0
وتارة يضيف إلى ذلك قوله:
7- "أهل الثناء والمجد, لا مانع لما أعطيت, ولا معطي لما منعت,ولا ينفع ذا الجَد(22) منك الجد"0
وتارة تكون الإضافة:
8- "ملء السماوات، وملء الأرض, وملء ما شئت من شيء بعد,أهل الثناء والمجد, أحق ما قال العبد,
وكلنا لك عبد, [اللهم] لا مانع لما أعطيت, [ولا معطي لما منعت], ولا ينفع ذا الجد منك الجد"0
وتارة يقول في صلاة الليل:
9- " لربي الحمد, لربي الحمد", يكرر ذلك حتى كان قيامه نحوا ً من ركوعه الذي كان قريبا من قيامه
الأول, وكان قرأ فيه سورة البقرة0
10- "ربنا ولك الحمد, حمدا كثيراً طيباَ مباركاً فيه [ مباركاً عليه,كما يحب ربنا ويرضى]"0
قاله رجل كان يصلي وراءه صلى الله عليه وسلم بعدما رفع رأسه من الركعة وقال: "سمع الله لمن
حمده, فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من المتكلم آنفا؟" فقال الرجل: أنا يا رسول الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أولا" 0
إطالة هذا القيام ووجوب الاطمئنان فيه
وكان صلى الله عليه وسلم يجعل قيامه هذا قريبا من ركوعه كما تقدم،بل "كان يقوم أحيانا حتى يقول
القائل: "قد نسي، [من طول ما يقوم]"0
وكان يأمر بالاطمئنان فيه فقال "للمسيء صلاته": "ثم ارفع من رأسك حتى تعتدل قائما فيأخذ كل عظم
مأخذه]0 (وفي رواية): وإذا رفعت فأقم صلبك، وارفع رأسك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها(23). وذكر له:
"أنه لا تتم صلاة لأحد من الناس إذا لم يفعل ذلك"0
وكان يقول: "لا ينظر الله عز وجل إلى صلاة عبد لا يقيم صلبه بين ركوعها وسجودها"0