بعض ما وقع في الطريق
1 ـ عن سلمة بن الأكوع قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فسرنا ليلاً، فقال رجل
من القوم لعامر: يا عامر، ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ ـ وكان عامر رجلاً شاعراً ـ فنزل يحدو بالقوم، يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتديـنا ** ولا تَصدَّقْنا ولا صَلَّيـنـا
فاغـفر فِدَاءً لك ما اقْتَفَيْنا ** وَثبِّت الأقدام إن لاقينـا
وألْـقِينْ سكـينة عــلينا ** إنا إذا صِــيحَ بنا أبينــا
وبالصياح عَوَّلُوا عــلينا **
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من هذا السائق) قــالوا: عــامر بــن الأكوع، قال: (يرحمه
الله): قال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لولا أمتعتنا به.
وكانوا يعرفون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستغفر لإنسان يخصه إلا استشهد ، وقد وقع ذلك
في حرب خيبر.
2 ـ وبالصهباء من أدني خيبر صلي النبي صلى الله عليه وسلم العصر، ثم دعا بالأزواد، فلم يؤت إلا
بالسَّوِيق، فأمر به فثري، فأكل وأكل الناس، ثم قام إلى المغرب، فمضمض، ومضمض الناس، ثم صلي
ولم يتوضأ ، ثم صلي العشاء.
3 ـ ولما دنا من خيبر وأشرف عليها قال: (قفوا)، فوقــف الجيش، فــقال: (اللهم رب السموات السبع
وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما أذرين، فإنا
نسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها، ونعوذ بك من شر هذه القرية، وشر أهلها، وشر ما فيها، أقدموا، بسم الله).
الجيش الإسلامي إلى أسوار خيبر
وبات المسلمون الليلة الأخيرة التي بدأ في صباحها القتال قريبًا من خيبر، ولا تشعر بهم اليهود، وكان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي قومًا بليل لم يقربهم حتى يصبح، فلما أصبح صلي الفجر بغَلَس،
وركب المسلمون، فخرج أهل خيبر بمساحيهم ومكاتلهم، ولا يشعرون، بل خرجوا لأرضهم، فلما رأوا
الجيش قالوا: محمد، والله محمد والخَمِيس ، ثم رجعوا هاربين إلى مدينتهم، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: (الله أكبر، خربت خيبر، الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين).