ولقد دعا رسولنا عليه صلوات الله وسلامه لأناس فرفعهم الله فوق كثير من خلقه وسعدوا سعادة ما
بعدها سعادة ودعا علي أقوام فخفضهم الله تعالي. وشقوا شقاء ما بعده شقاء.
وشرفت جماعات كثيرة من الرجال والنساء بدعاء النبي صلي الله عليه وآله لهم ولهن ومن هؤلاء الذين
أكرموا بهذه الكرامة ونالوا هذا الفضل العشرة المبشرون بالجنة وأزواج النبي صلي الله عليه وسلم
وممن ورد في شأنهم من الأدعية النبوية:
1 دعا الحبيب صلي الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه بأن يكون معه في درجته يوم القيامة فعن
أنس رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "اللهم اجعل أبابكر معي في درجتي يوم القيامة"
وهذا المعني يثبته كون أبي بكر رضي الله عنه مع سيد الخلق صلي الله عليه وسلم في مواقف البطولة
ومشاهد الفتوة.
2 ودعا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم للفاروق عمر رضي الله عنه بأن يعز الإسلام به. فقال "اللهم
أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بعمر بن الخطاب. أو بأبي جهل بن هشام. وفي رواية قال "اللهم
أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة. وقال أيضاً: اللهم أيد الإسلام بعمر".
وقد أعز الإسلام به. فكان إسلامه فتحا وهجرته نصراً وإمارته رحمة وعدلاً. وبه قصم الله الأكاسرة
وأهلك الجبابرة. وأذل القياصرة.
وبه فتح الله بلاد فارس والروم وأخضع العرب والعجم. ونشر أنوار الحق والإيمان في أرجاء المعمورة.
3 ودعا صلي الله عليه وآله وسلم لعثمان بالمغفرة والرضا عنه والجواز علي الصراط فعن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "اللهم رضيت عن عثمان فارض عنه".
وعن زيد بن أسلم قال: بعث عثمان رضي الله عنه بناقة صهباء أي شعرها أحمر يعلوه سواد إلي النبي
صلي الله عليه وسلم فقال: اللهم جوزه علي الصراط وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلي الله
عليه وسلم قال: "اللهم اغفر لعثمان ما أقبل وما أدبر. وما أخفي وما أعلن. وما أسر وما أجهر".
وقد غفر الله له ورضي عنه فأماته شهيداً حال كونه صائماً تالياً للقرآن ذاكراً للرحمن معتصماً بالمنان
متمسكاًً بأمر النبي العدنان صلي الله عليه وسلم باذلاً نفسه جمعاً لكلمة المسلمين وتوحيداً للأمة.
4 ودعا الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم لأبي السبطين علي رضي الله عنه بالنصرة والتأييد
وثبات القلب والهداية للقضاء.
فعن زيد بن ينيع وسعيد بن وهب وعمرو بن ذي مرة قالوا: سمعنا علياً رضي الله عنه يقول:
نشدت الله رجلاً سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم موضع ماء بين مكة والمدينة
لما قام. فقام ثلاثة عشر رجلاً. فشهدوا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: لست أولي بالمؤمنين
من أنفسهم؟ قالوا: بلي يا رسول الله. قال فأخذ بيد علي. فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه. اللهم وال
من والاه. وعاد من عاداه وأحب من أحبه. وأبغض من يبغضه. وانصر من نصره. واخذل من خذله.
وفي رواية "اللهم أعنه وأعن به. وارحمه وارحم به. ووال من والاه. وعاد من عاداه"
وقال له: اللهم اهده للقضاء وقد استجيبت هذه الدعوات جميعها فمثلاً يوم الخندق دعا فارس قريش
عمرو بن عبد ود للمبارزة فقال: هل من مبارز؟ فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنا أبارزه.
فأعطاه رسول الله صلي الله عليه وسلم سيفه وعممه وقال: "اللهم أعنه عليه". ثم برز له ودنا أحدهما
من صاحبه وثارت بينهما غبرة. وضربه علي فقتله. فولي أصحاب عمرو هاربين.
ويوم خيبر قال سيد النبيين صلي الله عليه وسلم لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله. ويحبه
الله ورسوله يفتح الله علي يديه. فبات الناس يروكون أيهم يعطاها. فلما أصبح الناس. غدوا علي رسول
الله صلي الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها. فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: يا رسول الله.
هو يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأتي به. فبصق رسول الله صلي الله عليه وسلم في عينيه ودعا
له. فبرأ حتي كأن لم يكن به وجع. فأعطاه الراية............."
كما كان علي رضي الله عنه أقضي الصحابة رضوان الله عليهم فعنه قال: بعثني رسول الله صلي الله
عليه وسلم إلي اليمن. فقلت: يا رسول الله تبعتني وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء. فضرب
بيده في صدري وقال: اللهم اهد قلبه. وثبت لسانه فوالذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بين اثنين لذا
اختاره عمر رضي الله عنه قاضي المدينة في عهده.
منقوووووووووووووووووول