شبكة اسود الاسلام
الاخوة الكرام:المنتدى منتداكم انشىء لخدمة الاسلام ونصرة النبى عليه الصلاة والسلام فساهموا معنا للنهوض به
شبكة اسود الاسلام
الاخوة الكرام:المنتدى منتداكم انشىء لخدمة الاسلام ونصرة النبى عليه الصلاة والسلام فساهموا معنا للنهوض به
شبكة اسود الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


استعد رمضان على الابواب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» ما لم تشاهده في فيلم عمر المختار
هكذا كانوا في رمضان I_icon_minitimeالأربعاء 23 سبتمبر 2015, 3:20 am من طرف ابن الخطاب

» قبل ماتشترى حلويات او مصاصات لاولادك ادخل وشوف
هكذا كانوا في رمضان I_icon_minitimeالأربعاء 23 سبتمبر 2015, 3:17 am من طرف ابن الخطاب

» قصه عن ورع الخليفه عمربن عبدالعزيز
هكذا كانوا في رمضان I_icon_minitimeالأربعاء 23 سبتمبر 2015, 3:16 am من طرف ابن الخطاب

» جدول العباده فى يوم عرفه
هكذا كانوا في رمضان I_icon_minitimeالأربعاء 23 سبتمبر 2015, 3:14 am من طرف ابن الخطاب

» شاهد كيف يتم خداعك فى الافلام
هكذا كانوا في رمضان I_icon_minitimeالثلاثاء 22 سبتمبر 2015, 12:54 pm من طرف احمد

» الاسلام مش ارهاب
هكذا كانوا في رمضان I_icon_minitimeالثلاثاء 22 سبتمبر 2015, 12:31 pm من طرف احمد

» مهاره سائقى السيارات
هكذا كانوا في رمضان I_icon_minitimeالثلاثاء 22 سبتمبر 2015, 12:25 pm من طرف احمد

»  طفل يخاف من خياله(فيديو صغير)
هكذا كانوا في رمضان I_icon_minitimeالثلاثاء 22 سبتمبر 2015, 12:21 pm من طرف احمد

» وقت وجوب الأضحيه
هكذا كانوا في رمضان I_icon_minitimeالثلاثاء 22 سبتمبر 2015, 12:10 pm من طرف احمد

» ما يجوز في الأضحية و ما لا يجوز
هكذا كانوا في رمضان I_icon_minitimeالثلاثاء 22 سبتمبر 2015, 12:10 pm من طرف احمد

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
انس البراء
هكذا كانوا في رمضان I_vote_rcapهكذا كانوا في رمضان I_voting_barهكذا كانوا في رمضان I_vote_lcap 
الرحيق المختوم
هكذا كانوا في رمضان I_vote_rcapهكذا كانوا في رمضان I_voting_barهكذا كانوا في رمضان I_vote_lcap 
خالد بن الوليد
هكذا كانوا في رمضان I_vote_rcapهكذا كانوا في رمضان I_voting_barهكذا كانوا في رمضان I_vote_lcap 
ام النونو
هكذا كانوا في رمضان I_vote_rcapهكذا كانوا في رمضان I_voting_barهكذا كانوا في رمضان I_vote_lcap 
كوني مع الله
هكذا كانوا في رمضان I_vote_rcapهكذا كانوا في رمضان I_voting_barهكذا كانوا في رمضان I_vote_lcap 
أبومهيلا
هكذا كانوا في رمضان I_vote_rcapهكذا كانوا في رمضان I_voting_barهكذا كانوا في رمضان I_vote_lcap 
احمد
هكذا كانوا في رمضان I_vote_rcapهكذا كانوا في رمضان I_voting_barهكذا كانوا في رمضان I_vote_lcap 
0
هكذا كانوا في رمضان I_vote_rcapهكذا كانوا في رمضان I_voting_barهكذا كانوا في رمضان I_vote_lcap 
ابن الخطاب
هكذا كانوا في رمضان I_vote_rcapهكذا كانوا في رمضان I_voting_barهكذا كانوا في رمضان I_vote_lcap 
عاشقة الليل
هكذا كانوا في رمضان I_vote_rcapهكذا كانوا في رمضان I_voting_barهكذا كانوا في رمضان I_vote_lcap 
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
الساعة الان حسب توقيت القاهرة
عدد زوار الشبكة

:: انت الزائر رقم::

لالا

Free CursorsMyspace LayoutsMyspace Comments
منع النسخ0
فتــــــــــــــــاوى

 

 هكذا كانوا في رمضان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ام النونو
عضو متميز
عضو متميز
ام النونو


تاريخ التسجيل : 10/09/2009
عدد المساهمات : 646
العمل : اشراف بالمنتدى

هكذا كانوا في رمضان Empty
مُساهمةموضوع: هكذا كانوا في رمضان   هكذا كانوا في رمضان I_icon_minitimeالثلاثاء 18 مايو 2010, 2:23 pm



قال ابن رجب: وفي حديث فاطمة رضي الله عنها عن أبيها صلى الله عليه وسلم أنه أخبرها : « أنّ جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرةً وأنّه عارضه في عام وفاته مرتين » متفق عليه ، وفي حديث ابن عباس « أنّ المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلاً » متفق عليه
فدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً فإنّ الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً} [المزمل:6]، وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن كما قال تعالى:{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة:185] لطائف المعارف ص315

ولهذا حرص السلف رحمهم الله على الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان بين ذلك في سير أعلام النبلاء فمن ذلك


* كان الأسود بن يزيد يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ


* كان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسه أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف


* كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل على قراءة القرآن


* كان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين


* كان زبيد اليامي : إذا حضر رمضان أحضر المصحف وجمع إليه أصحابه


* كان الوليد بن عبد الملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمه


* قال أبي عوانة : شهدت قتادة يدرس القرآن في رمضان


* كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاثٍ، فإذا جاء العشر ختم كل ليلةٍ


* وقال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة وفي كل شهر ثلاثين ختمة


* كان وكيع بن الجراح يقرأ في رمضان في الليل ختمةً وثلثاً، ويصلي ثنتي عشرة من الضحى، ويصلي من الظهر إلى العصر


* كان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة


* وقال القاسم بن علي يصف أباه ابن عساكر صاحب (تاريخ دمشق): وكان مواظباً على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كل جمعة أو يختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية

* فائدة :
قال ابن رجب الحنبلي : وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتنام للزمان والمكان وهذا قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأمة وعليه يدل عمل غيرهم . لطائف المعارف

- قال إبراهيم بن أبي أيوب: كان محمد بن عمرو الغزي يأكل في شهر رمضان أكلتين([1]).

2- وقال أبو العباس هاشم بن القاسم: كنت عند المهتدي عشيَّةً في رمضان، فقمت لأنصرف، فقال: اجلس، فجلست، فصلى بنا، ودعا بالطعام، فأحضر طبقَ خِلافٍ، عليه أرغفةٌ، وآنية فيها ملحٌ وزيتٌ وخلٌّ. فدعاني إلى الأكل، فأكلت أكل من ينتظر الطبيخ، فقال: ألم تكن صائماًً؟ قلت: بلى، قال: فكل واستوفِ، فليس هنا غير ما ترى!([2]).

- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان. إنّ جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ، فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة([1]).

قال المهلب: "وفيه بركة أعمال الخير، وأن بعضها يفتح بعضاً، ويعين على بعض ؛ ألا ترى أن بركة الصيام، ولقاء جبريل وعرضه القرآن عليه زاد في جود النبي صلى الله عليه وسلم وصدقته حتى كان أجود من الريح المرسلة"([2]).

وقال الزين بن المنير: "أي فيعم خيره وبره من هو بصفة الفقر والحاجة، ومن هو بصفة الغنى والكفاية أكثر مما يعم الغيث الناشئة عن الريح المرسلة صلى الله عليه وسلم"([3]).

وقال ابن رجب: "قال الشافعي رضي الله عنه: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّوم والصلاة عن مكاسبهم"([4]).

2- كان ابن عمر رضي لله عنهما يصوم، ولا يفطر إلاَّ مع المساكين، فإذا منعهم أهله عنه، لم يتعشَّ تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه، أخذ نصيبه من الطعام وقام، فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجِفْنَةِ، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً([5]).

3- يقول يونس بن يزيد: "كان ابن شهاب إذا دخل رمضان، فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام"([6]).

4- كان حماد بن أبي سليمان يفطِّر في شهر رمضان خمس مائة إنسان، وإنه كان يعطيهم بعد العيد لكل واحد مائة درهم([7]).




([1]) أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب أجود ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكـون في رمضـان رقـم (1902)، ومسلم في كتاب الفضائل، باب كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس رقم (2308)، واللفظ له.
([2]) شرح صحيح البخاري لابن بطال (4/22-23).
([3]) فتح الباري (4/139).
([4]) لطائف المعارف (ص315).
([5]) لطائف المعارف (314).
([6]) التمهيد (6/111).
([7]) سير أعلام النبلاء (5/234).

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع قول الزور، والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه))([1]).

قال المهلب: "وفيه دليل أن حُكم الصيام الإمساك عن الرفث، وقول الزور، كما يمسك عن الطعام والشراب، وإن لم يمسك عن ذلك فقد تنقَّص صيامه، وتعرض لسخط ربه وترك قبوله منه"([2]).

2- وفي رواية مسلم: ((إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً، فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله، فليقل: إني صائمٌ إني صائمٌ))([3]).

قال المازري في قوله: ((إني صائمٌ)): "يحتمل أن يكون المراد بذلك أن يخاطب نفسه على جهة الزجر لها عن السباب والمشاتمة"([4]).

3- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (ليس الصيام من الطعام والشراب وحده، ولكنه من الكذب والباطل واللغو والحلف)([5]).

4- وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (إنّ الصيام ليس من الطعام والشراب، ولكن من الكذب والباطل واللغو)([6]).

5- وعن طلق بن قيس قال: قال أبو ذر رضي الله عنه: "إذا صمت فتحفظ ما استطعت"، وكان طلق إذا كان يوم صومه دخل فلم يخرج إلاّ لصلاة([7]).

6- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك، ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء)([8]).

7- وعن أبي متوكل أن أبا هريرة رضي الله عنه وأصحابه كانوا إذا صاموا جلسوا في المسجد([9]).

8- وعن عطاء قال: سمعت أبا هريرة يقول: (إذا كنت صائماً فلا تجهل، ولا تساب، وإن جُهِل عليك فقل: إني صائم)([10]).

9- وعن مجاهد قال: "خصلتان من حفظهما سلم له صومه: الغيبة والكذب"([11]).

10- وعن أبي العالية قال: "الصائم في عبادة ما لم يغتب"([12]).



([1]) أخرجه البخاري في كتاب الصوم، باب من لم يدع قول الزور، والعمل به في الصوم، رقم (1903).
([2]) شرح صحيح البخاري لابن بطال (4/23).
([3]) أخرجه مسلم في كتاب الصيام، باب حفظ اللسان للصائم رقم (1151).
([4]) المعلم بفوائد مسلم (2/41).
([5]) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الصيام، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب (2/422).
([6]) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الصيام، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب (2/422).
([7]) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الصيام، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب (2/421).
([8]) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الصيام، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب (2/422).
([9]) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الصيام، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب (2/422).
([10]) أخرجه عبد الرزاق في المصنف برقم (7456).
([11]) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الصيام، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب (2/422).
([12]) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الصيام، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب (2/423

السلف الذين أتكلم عنهم هم أولئك الأقوام الذين أثنى الله تبارك وتعالى عليهم في كتابٍ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، هذا الكتاب العظيم الذي هو أفضل كتاب مبيّن لحال السلف رضوان الله تعالى عليهم.
ومن ههنا أحذر المسلمين أجمعين: مِن أخذ أحوال السلف مِن بعض بطون كتب التاريخ والسير فإن هذه الكتب وهذه المؤرخات التي أُرخت في التواريخ أو في التاريخ ليست مأمونة قد لعبت بها أيدي المتلاعبين.
أما كتاب الله جل وعلا فهو القائل عنه ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون)) [الحجر : 9] تأمل أن السلف هم أصحاب النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، الذين اختارهم الله واصطفاهم ليكونوا أصحاب خير نبي، وأصحاب سيد ولد آدم.
السلف أول ما يطلق يطلق على الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، الذين حملوا راية الدين ونشروه شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، لم يكونوا يبحثون عن راحة البال، ولا عن الجلوس في القصور، ولكنهم كانوا يحملون هم الدين وهم نشره، ولهذا نجد أن الإسلام الحق الإسلام الصحيح قد وصل في زمنهم وقرنهم وهو القرن الأول من الهجرة إلى أصقاع الأرض، ثم بعد انقراض قرن الصحابة رضوان الله تعالى عليهم قل ما نجد انتشار الإسلام في البلدان الأخرى إلا من أناس اهتدوا واقتدوا بهديهم.
أحوال السلف في رمضان، إنهم أناس كما قيل: رهبان في الليل وفي النهار تجدهم فرساناً يرفعون لواء التوحيد وينشرون كتاب الله جل وعلا.
لمّا نقول أحوال السلف في رمضان نتذكر قول الله تبارك وتعالى عنهم في غير رمضان {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار} [النور : 37]
لمّا نريد أن نعرف أحوال السلف في رمضان فلننظر إلى أحوالهم كيف يكونون حينما تصيبهم الخصاصة تجدهم كما قال الله {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة} [الحشر : 9]
أحوال السلف في رمضان أحوال لولا أن الكتب الموثقة نقلت هذه الأخبار لما كان الإنسان يجد لنفسه مساغا للقبول، لكنّا نجزم أنهم فوق ما ذُكر عنهم، السلف الصالح فوق ما ذُكر عنهم في أي ناحية من النواحي أردتَ أن تسير ، إن شئتَ أن تنظر إلى ناحية عباداتهم مثل الصلاة، أو مثل قراءة القرآن، أو إذا أردتَ أن تنظر إلى صدقاتهم، أو إذا أردتَ أن تنظر إلى منافعهم للناس، أو إذا أردتَ أن تنظر إلى زكاتهم، أو أردتَ أن تنظر إلى عباداتهم فترى أمرا عجبا يحار فيه العقل ويقف فيه الإنسان ويقول أي جيل أولئكم الرجال؟!
نعم إنهم أمة تربوا تحت نظر سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وهم بشر لهم مثل ما لنا من الشهوات ولكنهم كانوا يجمحون شهواتهم بمراقبة الله جل وعلا، بمراقبة الله تبارك وتعالى.
وسأذكر نماذج يسيرة من أحوال السلف في رمضان.
كلنا نعلم أن رمضان شهر أُنزل فيه القرآن كلام الله جل وعلا، وأُنزل بمعنى ابتدئ نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم كما قال سعيد بن جبير وغيره، أو شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن يكون المقصود الإنزال الكلي الذي كان من اللوح المحفوظ لبيت العزة في السماء الدنيا، وذاك الإنزال غير الإنزال الذي كان على النبي صلى الله عليه وسلم، ذاك لم يثبت أنه نزل به جبريل، أمّا هذا الإنزال الذي كان على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فإنما كان يسمع جبريلُ كلام الله جل وعلا من الله بصوت الباري تبارك وتعالى ثم ينزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بما يقول الحق جل وعلا {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}[سبأ : 23] ثم محمد صلى الله عليه وسلم سمع كلام الله بصوت جبريل، وسمع الصحابة كلام الله بصوت النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ونحن نسمع كلام الله بأصوات القراء، والقرآن كلام الله.
وهذه قراءة أفضل من قراءة، وتلاوة أحسن من تلاوة، والكلام هو الكلام هو كلام الله جل وعلا.
هذا القرآن أُنزل في شهر رمضان أي ابتدئ نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم وفي ليلة مباركة وهي ليلة القدر كما جاء تفسير ذلك في سورة القدر، ولذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم علق الأجور العظيمة على قيام ليلة القدر؛ فقال عليه الصلاة والسلام "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" [متفق عليه]، ورغب من حيث العموم أيضا فقال: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، ولذلك كان عليه الصلاة والسلام "يقوم رمضان كله وإذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر" كما عند البخاري ومسلم.
وعند الإمام أحمد: "واعتزل نساءه" وهذه كناية عن أن المراد بشد المئزر هو اعتزال النساء والتفرغ للعبادة.
وفي الحلية لأبي نعيم زيادة: "طوى فراشه وجعل عشاءه سحورا".
وربما واصل النهار بالنهار وهذه من خصائصه صلوات الله وسلامه عليه.
كذلك عند مسلم أنه عليه الصلاة والسلام: "كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها" ومن اجتهاده عليه الصلاة والسلام الاعتكاف ولم يتركه صلوات الله وسلامه عليه إلا لعذر؛ كتركه الاعتكاف في السنة الثانية لأنه كان مشغولا بغزوة بدر، وتركه الاعتكاف في عام الفتح لأنه كان مشغولا في غزو مكة، وتركه الاعتكاف لمّا رأى من نسائه المجاراة في الاعتكاف فإنه عليه الصلاة والسلام ترك الاعتكاف غير أنه قضى هذه المرة.
كذلك من الأمور العظيمة التي كان السلف رضوان الله تعالى عليهم يتسابقون فيها في رمضان الدعاء، قلما تدخل المسجد إلا وتجد رجلا راكعا أو ساجدا أو قائما أو داعيا، حتى إن عائشة أمّنا رضي الله تعالى عنها قالت: "يا رسول الله أرأيتَ إن رأيتُ ليلة القدر فما أقول فيها ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"
ورُؤي أبو عثمان سعيد بن إسماعيل في المنام فقيل له: بماذا انتفعت من عملك؟ فقال: بقولي عفوَك عفوَك. أي: أطلب عفوك أطلب عفوك.
وذكر الحافظ ابن رجب عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ولا يذهب ولا يجيء إلا قال: سبحان الله وبحمده" تأملوا كيف كان ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من دعاء العبادة.
وذُكر أيضا في التواريخ الصحيحة أن عليًّا رضي الله تعالى عنه إنما قُتل في ليلة من ليالي رمضان، وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قائم يدعو الناس إلى القيام لأجل صلاة الفجر في ليالي رمضان.
كذلك في التمهيد وهذا يدل على بعض ذكر أحوال السلف في الاعتكاف عن عروة وعمرة أن عائشة رضي الله تعالى عنها كانت إذا اعتكفت في المسجد تعتكف العشر الأواخر من رمضان، ولا تدخل بيتها إلا لحاجة الإنسان التي لابد منها، وكانت تمرّ بالمريض من أهلها فتسأل عنه وهي تمشي لا تقف.
سبحان الله دليل على عظم انقطاعهم لله تبارك وتعالى؛ بخلاف أناس في هذا الزمن يعتكفون ومعهم الجوالات والنقالات وكأنهم ليسوا في انقطاع مع الباري جل وعلا، يتحدثون في البيع والشراء وهم في المسجد، يزعمون أنهم معتكفون!! يتحدثون مع أهليهم وذويهم وكأنهم في المجتمع أو في البيت لا فرق إذ لا يوجد انقطاع عن الناس مع الله تبارك وتعالى.
وهذه أمّنا عائشة رضي الله تعالى عنها لا تدخل بيتها إلا لحاجة الإنسان أي لقضاء الحاجة التي لابد منها، وكانت تمرّ بالمريض من أهلها فتسأل عنه، وهي تمشي ولا تقف، دليل عظيم على الانقطاع لله تبارك وتعالى.
وكان إبراهيم بن أدهم يحصد الزرع بالنهار -وكان رجلا أكّارا، وقيل كان دهقانا- كان يحصد الزرع بالنهار، ويقيم الليل؛ فما نام رمضان إلا خطفة أو غفوة.
وذكر أيضا في التمهيد أن الإمام مالك رحمه الله قال إنه رأى أهل الفضل _يعني في زمانه والإمام مالك أدرك زمان صغار التابعين_ يقول رأى أهل الفضل إذا اعتكفوا العشر الأواخر من رمضان لا يرجعون إلى أهليهم حتى يشهدوا العيد مع الناس. وهذا دليل على قوة الإرادة وعظيم الانقطاع لله تبارك وتعالى.
وفي تاريخ بغداد في ترجمة الإمام ابن مجاهد وهو الذي وضع وجمع قراءة القراء السبعة المشهورة المتواترة في ترجمة الإمام ابن مجاهد عن أبي علي الطوماري قال : كنت أحمل القنديل في شهر رمضان بين يدي أبي بكر بن مجاهد إلى المسجد لصلاة التراويح قال فخرج ليلة من ليالي العشر الأواخر من داره واجتاز على مسجده فلم يدخله _كأنه أراد أن يذهب إلى مكان آخر_ قال فتبعته وأنا معه وسار حتى انتهى إلى آخر سوق العطش _يعني من بغداد_ فوقف بباب مسجد الإمام محمد بن جرير الطبري_ إمام المفسرين عليه رحمة الله هذا الإمام العظيم الذي ألّف هذه المؤلفات يظن الإنسان في أول وهلة أنه لن يجد وقتا للعبادة والتلاوة ولكن انظر ماذا وجد أبي بكر بن مجاهد عند الإمام ابن جرير الطبري_ يقول واجتاز على مسجده فلم يدخله حتى وقف بباب مسجد محمد بن جرير ومحمد يقرأ سورة الرحمن فوقف واستمع قراءته طويلا _وهذا هو إمام أيضا_ ثم انصرف فقلت له: يا أستاذ تركت الناس ينتظرونك وجئت تسمع قراءة هذا؟ فقال : يا أبا علي دع هذا عنك ما ظننت أن الله تعالى خلق بشرا يحسن يقرأ هذه القراءة التي يقرأ بها محمد بن جرير.
هذا دليل أيضا على أن السلف كانوا يقرؤون القرآن وكانوا أيضا ربما رفعوا أصواتهم إذا لم يكن في ذلك تشويش على الآخرين، وربما كان بعضهم يستمع لتلاوة الآخرين.
قال الحافظ ابن رجب: وهذا يدل على عظيم اهتمامهم بالقرآن شهر القرآن وهو شهر رمضان
فلننظر كيف كان حالهم مع ختمات القرآن، قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف: وكان بعض السلف يختم القرآن في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، بمعنى أن كل ليلة كم يقرأ ؟ عشرة أجزاء من القرآن الكريم، اليوم لو يقرأ الإمام جزءا واحدا الشباب قبل الشيب يغضبون، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولو قيل لهم إن العمل من الساعة السابعة إلى الساعة الثالثة أو إلى الساعة الثانية لوجدوا في ذلك جلدا وصبرا، ولكنهم لا يجدون جلدا وصبرا على الطاعة لأنهم لم يعوّدوا أنفسهم.

وينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ما كان عوّده أبوه
بل ذكر لي بعض من أثق بعلمه أنه كان قبل ثلاثين سنة في مسجد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يصلون أوزاعا فرادا جماعات ها هنا وها هنا في قيام الليل لا في التراويح قال: وكانت هناك جماعات يختمون في كل ثلاث ليال القرآن، يعني ليس فقط في عهد السلف بل حتى في هذا العهد أناس يختمون القرآن كل ثلاث ليالي وهم يصلون بالناس.
وذكر لي من أثق به عن الشيخ أسامة بن عبد العظيم حفظه الله -أحد علماء مصر- أنه يقرأ في كل ليلة عشرة أجزاء من القرآن الكريم ويختم كل ثلاث ليالي في رمضان بنفسه من غير أن يعينه أحد وهو قد جاوز الستين من العمر.
وذكر العلماء في ترجمة الإمام يحيى بن أبي كثير اليمامي أنه قد بلغ من العمر عشرين ومئة سنة فكان يقيم الليل بالناس ويصلي بهم إماما فيقال له : أفلا تتعب ؟ _ولم ير في لحيته شعرة بيضاء_ فقال : هذه جوارحنا حفظناها في الصغر فحفظها الله تبارك وتعالى لنا في الكبر ، ومات رحمه الله وهو يصلي بالناس ساجدا.
كذلك ذُكر عن قتادة الإمام المعروف راوية أنس بن مالك رضي الله عنه قتادة بن دعامة السدوسي أنه كان يختم القرآن كل سبع ليالي.
وبعضهم في كل عشرة منهم كما رُوي ذلك في ترجمة أبي رجاء العطاردي
بل إني أدركت رجلا أعرفه حق المعرفة كان يختم القرآن في كل يوم وليلة فلمّا علمت بحاله أخبرته بأن ذلك لا يجوز وأن أقل وقت رُوي جوازه في ذلك ثلاث ليال فكان يختم القرآن في ثلاث ليال بعد ذلك حتى توفي، وقبل وفاته اعتكف في مسجد كان فيه من العباد والزهاد من طلبة العلم من أعرفهم وكانوا يتعجبون من عبادة هذا الرجل المسن يقولون: ننظر إليه فلا نجده إلا قائما أو راكعا أو ساجدا أو تاليا أو ذاكرا فلا ندري متى ينام!؟ وبعد خروجه من الاعتكاف توفي في المسجد وهو يقرأ القرآن وليس عنده أحد وكانت يده على سورة (يس).
فالنماذج التي فيها عظيم العبادات لله جل وعلا تتكرر ولله الحمد والخير في هذه الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، لكن الشأن كل الشأن أين نحن من أولئكم الرجال؟!
وكان السلف يتلون القرآن الكريم في شهر رمضان في الصلاة كاملة وإذا كان الرجل حافظا ربما يصلي بأهله وختم بهم القرآن مرة أو مرتين أو ثلاث أو أكثر بحسب مقدرته
وكان الأسود بن يزيد بن قيس النخعي يختم القرآن في كل ليلتين في رمضان بنفسه رحمه الله تعالى
وكذلك رُوي عن إبراهيم النخعي أنه كان يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة وفي بقية الشهر ثلاث مرات
وكذلك رُوي أن الشافعي الإمام محمد بن إدريس أبو عبد الله رحمه الله تعالى ورضي عنه كان له في رمضان ستين ختمة، كان للإمام الشافعي في رمضان ستون ختمة، ومن يطيق ذلك إلا الرجال الذين هم بمعنى الكلمة رجال؟!
وقد يقول قائل : كيف يستطيع الإنسان أن يختم القرآن في كل يوم مرة وفي كل ليلة مرة ؟
وقد كنت مثلكم أتعجب من هذا الكلام فقلت في نفسي حتى أنظر هل هذا الكلام ممكن أو غير ممكن ؟
ففرغت نفسي يوما من الأيام وأنا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ولم أفعل ذلك إلا مرة حتى لا أكون متحدثا بما لم أفعل فجلست من صلاة الفجر إلى أذان الجمعة الأولى فجاوزت نصف القرآن فلمّا كان بعد صلاة الجمعة ما جاء العشاء إلا وأنا خاتم ومع قلة البركة في الوقت وضعف قراءتنا.
لكن السلف بارك الله لهم في أوقاتهم، بارك الله لهم في ألسنتهم، بارك الله لهم في قلوبهم، بارك الله لهم في جوارحهم، فتجد القرآن كأنما يسيل الماء من فيّهم لا يجدون في ذلك شدة.
دخل أحدهم على رجل يقرأ القرآن فقال له : ألا تمل ؟ فقال : لو قالها غيرك ، أو يمل من كلام الله جل وعلا ؟!
وكذلك كان الإمام أبو عبد الله أمير المؤمنين محمد بن إسماعيل البخاري كان إذا جاء رمضان كان له أربعين ختمة يختم في كل ليلة القرآن مرة وفي كل ثلاثة أيام القرآن مرة ، ختمه النهاري غير ختمه الليلي ، بل كان في غير رمضان ربما في الليلة الواحدة قام أكثر من عشر مرات ، يقول غلامه _وهو خادمه وعبده_ يقول فأقول له : يا أبا عبد الله هلاّ أيقظتني فأقوم وأوقد لك السراج وأدفأ لك الماء ، فيقول : لا إنك شاب تحب النوم وأنا أكره أن أزعجك.
فتأمل في عمل سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم
وكانت عائشة رضي الله تعالى عنها تقرأ في المصحف من أول النهار في شهر رمضان فإذا طلعت الشمس نامت بعد ذلك ، تأمل أنها تقوم الليل ثم إذا تعبت من القيام قامت تقرأ القرآن من المصحف حتى تطلع الشمس إذا طلعت الشمس نامت بعد ذلك
وجاء عن عبد الرزاق الصنعاني قال : كان سفيان الثوري ترك جميع العبادات وأقبل على قراءة القرآن، أي ترك العلم وأقبل على قراءة القرآن
قال ابن عبد الحكم : كان الإمام مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وقال سفيان : كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه وبدؤوا يختمون القرآن، أي يصححون التلاوات ويقرؤون القراءة المتلوة المجودة.
قال ابن رجب بعد ما أورد بعض هذه الآثار : إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك ، فأما في الأوقات الفاضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر ، أو في الأماكن الفاضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان وهو قول الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهما من الأئمة وعليه يدل عمل غيرهم من الأئمة كما سبق ذكر ذلك عن الإمام الشافعي
ونُقل عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله أنه كان في رمضان يختم القرآن في كل ليلة قائما يصلي
وجاء عن عثمان أنه كان يقرأ القرآن في ركعة واحدة من وتره رضي الله تعالى عنه
وهذا كله أيها الأخوة يدل على أهمية الاهتمام برمضان لأنه وقت فاضل ، وزمان فاضل لا يتكرر ، وينبغي على الإنسان أن يغتنمه؛ فإنه كما يقال الفرص قد لا تتكرر فكم من شخص كان معنا في رمضان الفائت والماضي ولا نجده الآن وإنما أصبح تحت الثرى، وما يدريك أن الدور يكون عليك أو علي أو على جارك أو على قريبك.
أمّا المجاهدة التي كان عليها السلف رضوان الله تعالى عليهم فشيء عظيم ، اعلم أيها المؤمن أنه يجتمع لك في شهر رمضان مجاهدتان تجاهد في شهر رمضان نفسك بجهادين عظيمين :
* أولهما : جهاد بالنهار على الصيام وحسنه وتمامه وكماله وعدم نقصه بقيل وقال فضلا عن غيبة ونميمة وقول زور "ومن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" [متفق عليه]
* أما المجاهدة الثانية : فأن تجاهد نفسك في ليالي رمضان بتلاوة القرآن ، والقيام للرحمن ، وأن تكثر من ذكر الله جل وعلا؛ فمن جمع الله له بين المجاهدتين أصبح قوي النفس، عظيم الإرادة، أصبح مباركا في الوقت، أصبح الرجل مغتنما للفرصة.
قال كعب الأحبار : ينادى يوم القيامة مناد بأن كل حارث يعطى بحرثه ويزاد غير أهل القرآن والصيام يعطون أجورهم بغير حساب ، تأمل جمع كعب بين الصيام والقرآن لأن الصيام مجاهدة النهار ، والقيام مجاهدة الليل، قال : فيشفعان له أيضا عند الله عز وجل ، ويدل لقول كعب ما جاء في المسند عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام أي ربِّ منعته الطعام والشراب بالنهار ، ويقول القرآن منعته النوم بالنهار فشفعني فيه قال : فيشفعان ]فالصيام يشفع لمن منعه الطعام والشهوات المحرمة كلها سواء كان تحريمها يختص بالصيام كشهوة الطعام والشراب والنكاح ومقدماتها ، أو لا يختص كشهوة فضول الكلام المحرم والنظر المحرم والسماع المحرم ، فإذا منعه الصيام من هذه المحرمات كلها فإنه يشفع له عند الله يوم القيامة يقول يا ربِّ منعته شهواته فشفعني فيه فهذا لمن حافظ على صيامه واستطاع أن يكون صيامه جنة له من الشهوات ، أما من ضيع صيامه عياذا بالله ولم يمنعه الصيام من محارم الله جل وعلا فإنه جدير أن يضرب به وجه صاحبه يقال له ضيعك الله كما ضيعتني كما ورد مثل ذلك في الصلاة.
أما من قرأ القرآن وقام به وعمل به فقد قام بحقه فيشفع له القرآن وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وكان يعمل به فقال : "ذاك لا يتوسد القرآن" أي لا ينام عنه؛ فيصير له كالوسادة.
وخرّج الإمام أحمد من حديث بريدة رضي الله تعالى عنه مرفوعا: "أن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة _والمقصود هنا قراءة العبد لا القرآن الذي بمعنى كلام الرب جل وعلا_ يلقى صاحبه حتى ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول: هل تعرفني أنا صاحبك الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك وكل تاجر من وراء تجارته فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار، ثم يقال له: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها فهو في صعود ما دام يقرأ، حدرا كان أو ترتيلا".وفي حديث عبادة بن الصامت الطويل "إن القرآن يأتي صاحبه في القبر فيقول له أنا الذي كنت أسهر ليلك وأظمئ نهارك وأمنع شهوتك وسمعك وبصرك فستجدني من الأخلاء خليل صدق ثم يصعد فيسأل له فراشا ودثارا فيؤمر له بفراش من الجنة وقنديل من الجنة وياسمين من الجنة ثم يدفع القرآن في قبلة القبر فيوسع عليه ما شاء الله من ذلك".
قال ابن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس يفطرون ، وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبورعه إذا الناس يخلطون ، وبصمته إذا الناس يخوضون ، وبخشوعه إذا الناس يختالون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون.
قال محمد بن كعب: كنا نعرف قارئ القرآن بصفرة لونه يشير إلى سهره وطول تهجده.
قال وهيب بن الورد : قيل لرجل ألا تنام ؟ قال : إن عجائب القرآن أطرن نومي
وصحب رجل رجلا شهرين فلم يره نائما فقال: ما لي لا أراك نائما ؟ قال : إن عجائب القرآن أطرن نومي ما أخرج من أعجوبة إلا وقعت في أخرى فكان لا ينام إلا خطفة
قال أحمد بن عبد الحواري: إني لأقرأ القرآن وأنظر في آيه فيحير عقلي بها أو قال فيحتار عقلي بها ، وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنؤهم ويسعهم أن يشغلوا بشيء من الدنيا وهم يتلون كلام الله أما إنهم لو فهموا ما يتلون وعرفوا حقه وتلذذوا به واستحلوا المناجاة به لذهب عنهم النوم فرحا بما قد رزقوا {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس : 58]
منع القرآن بوعده ووعيده *** مقل العيون بليلها لا تهجع
فهموا عن المليك كلامـه *** فهما تذل له الرقاب وتخضع
عباد الله هذا شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن وفي بقيته للعابدين مستمتع ، وهذا كتاب الله جل وعلا يُتلى بين أظهركم ويُسمع، وهو القرآن الذي لو أُنزل على الجبال الصامدات لاندكت هذه الجبال {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر : 21] فلنبكِ على قلوبنا التي تسمع آيات الله تُتلى ثم لا تخشع -عياذا بالله- ولا تخضع ولا تذل ولا تستكين، ولنبكِ على عيوننا الجامدة التي لا تخرج الدمع لوعده ووعيده ، هذا القرآن الذي لو أُنزل على جبل لرأيته خاشعا يتصدع مع هذا نجد أناسا قلوبهم لا تخشع، وأعينهم لا تدمع، ولا صيام يصان عن الحرام فينفع، ولا قيام استقام فيرجى لصاحبه أن يشفع، قلوب -عياذا بالله- خلت من التقوى فهي خراب بلقع، وتراكمت عليها ظلمة الذنوب فهي لا تبصر ولا تسمع، لا تعرف إلا ما أُشرب من هواها، ولا تتلذذ بمناجاة ربها وباريها ، كم تُتلى عليه آيات الله القرآن وقلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد : 16]
أيها الأخوة فلنغتنم الفرصة ولنعلم أنه ما بيننا وبين القوم إلا مجاهدة الأنفس، و أن نتعب هذا البدن، وإذا كانت الهمم كبارا تعبت في مراداتها الأجسام، فلنطلب ما عند الله بجِدٍّ حتى يرينا الله تبارك وتعالى الجَدَّ.
أسأل المولى جل وعلا أن يلحقنا بسلفنا الصالح،وأن يجعلنا من المتبعين لهم بخير حال، ومقتفين لهم بحسن اتّباع.
وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
انس البراء
عضو سوبر
عضو  سوبر
انس البراء


تاريخ التسجيل : 28/09/2009
عدد المساهمات : 2171

هكذا كانوا في رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: هكذا كانوا في رمضان   هكذا كانوا في رمضان I_icon_minitimeالأربعاء 19 مايو 2010, 10:34 pm

لله قوما اخلصوا في حبه فأحبهم واختارهم خداما
قوماً إذا جن الظلام عليهم قاموا هنالك سجداًوقياما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هكذا كانوا في رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة اسود الاسلام :: المنتدى الاسلامى :: رمضان كريم-
انتقل الى: