فضل السجود
وكان صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة, قالوا: وكيف تعرفهم يا
رسول الله في كثرة الخلائق؟ قال: أرأيت لو دخلت صبُرة فيها خيل دُهم بُهم(17) وفيها فرس أغرٌّ محجَّل(18)
أما كنت تعرفه منها؟ قال: بلى0 قال: فإن أمتي يومئذٍ غر(19) من السجود, محجَّلون(20) من الوضوء"0
ويقول: "إذا أراد الله رحمه من أراد من أهل النار, أمر الله الملائكة أن يخرجوا من يعبد الله, فيخرجونهم
ويعرفونهم بآثار السجود, وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود, فيخرجون من النار, فكل ابن آدم تأكله
النار إلا أثر السجود"0
السجود على الأرض والحصير
وكان يسجد على الأرض كثيرا(21) 0
و "كان أصحابه يصلون معه في شدة الحر, فإذا لم يستطع أحدهم أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه"0
و كان يقول: "... وجعلت الأرض كلها لي ولأمتي مسجداً وطهوراً,فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة
فعنده مسجده, وعنده طهوره, [وكان من قبلي يعظمون ذلك, إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم]"0
وكان ربما سجد في طين وماء, وقد وقع له ذلك في صبح ليلة إحدى وعشرين من رمضان, حين أمطرت
السماء, وسال سقف المسجد, وكان من جريد النخل, فسجد صلى الله عليه وسلم في الماء والطين,
قال أبو سعيد الخدري: "فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين"0
و "كان يصلي على الخمرة"(22) أحيانا, و "على الحصير" أحيانا و"صلى عليه - مرة - وقد اسود من طول ما لبس"(23
الرفع من السجود
ثم "كان صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من السجود مكبرا" وأمر بذلك "المسيء صلاته" فقال: "لا يتم
صلاة لأحد من الناس حتى... يسجد, حتى تطمئن مفاصله, ثم يقول: "الله أكبر" ويرفع رأسه حتى
يستوي قاعدا, و "كان يرفع يديه مع هذا التكبير" أحيانا(24) 0
ثم "يفرش رجله اليسرى فيقعد عليها [مطمئنا ]" وأمر بذلك "المسيء صلاته" فقال له: إذا سجدت فمكن
لسجودك, فإذا رفعت فاقعد على فخذك اليسرى"0 و "كان ينصب رجله اليمنى"0 و "يستقبل بأصابعها القبلة"0
الإقعاء بين السجدتين
و "كان -أحيانا- يقعي[ ينتصب على عقبيه وصدور قدميه]"(25) 0